لبنان: «جبهة النصرة» تضرب مجدداً في قلعة «حزب الله»

انتحاري يفجر سيارة مفخخة موقعاً 5 قتلى في حارة حريك... وإطلاق نار غامض بعد الهجوم
• سليمان: الحزب سيكتشف أن «إعلان بعبدا» لحمايته  
• رعد: لن نتخلى أبداً عن الشعب والجيش والمقاومة

نشر في 22-01-2014
آخر تحديث 22-01-2014 | 00:01
No Image Caption
تبنت جبهة النصرة في لبنان تفجيرا انتحاريا استهدف أمس المربع الأمني لحزب الله، في الضاحية الجنوبية لبيروت، في إشارة إلى أن «الحلحلة» الحكومية لم تنعكس على مسلسل التفجيرات، الذي تصاعد بشكل كبير منذ تورط «حزب الله» في القتال على أرض غير لبنانية، إلى جانب قوات النظام السوري.
رغم الأجواء السياسية الايجابية نسبيا في لبنان، والحديث المتصاعد عن قرب تشكيل حكومة ائتلافية جديدة تجمع الطرفين المتصارعين، عاد الإرهاب ليضرب مجددا في ضاحية بيروت الجنوبية، معقل حزب الله الحصين، في إشارة الى أن تداعيات انزلاق بعض الأطراف اللبنانية الى الصراع السوري بات في ما يبدو غير قابل للاحتواء، وأعقد من أن يحل بمجرد تشكيل حكومة بين القوى السياسية اللبنانية التي تدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد وتلك التي تعارضه.

وهز انفجار نفذه انتحاري يقود سيارة مفخخة أمس منطقة الشارع العريض في حارة حريك، في الضاحية الجنوبية، مستهدفا مبنى قريبا جدا من الموقع الذي شهد تفجيرا مماثلا مطلع الشهر الحالي، داخل المربع الأمني لحزب الله وعلى بعد أمتار قليلة من المقر السياسي للحزب، ما أسفر عن مقتل 5 أشخاص، بينهم فتاة تبلغ 18 عاما وشاب يصغرها بعام.

إطلاق نار غامض

وبعد الانفجار، وبينما كانت القنوات التلفزيونية تبث مباشرة من موقع الجريمة، وقع إطلاق نار كثيف قرب المقر السياسي لحزب الله، اسفر عن سقوط جرحى، الا انه لم تتضح بعد أي تفاصيل إضافية عن هذه الحادثة.  

"النصرة"

وتبنت جبهة النصرة في لبنان تفجير السيارة المفخخة، ردا على مقتل ثمانية اشخاص الاسبوع الماضي في قصف طاول بلدة عرسال (شمال شرق) الحدودية مع سورية، والتي تأوي آلاف النازحين السوريين.

وقالت الجبهة، في بيان نشرته في حسابها على "تويتر"، "تم بفضل الله تعالى الرد على مجازر حزب إيران بحق أطفال سورية وأطفال عرسال بعملية استشهادية أصابت عقر داره في الضاحية الجنوبية". وكانت الجبهة تبنت الأسبوع الماضي تفجيرا في مدينة الهرمل (شمال شرق)، التي تعتبر معقلا لحزب الله، ادى الى مقتل ثلاثة أشخاص.

وفور وقوع الانفجار توالت الادانات والاستنكارات من قبل جميع القوى السياسية اللبنانية، الا أن هذه الادانات لم تخل من تبادل الرسائل السياسية بين الأطراف المتنازعة.

الرؤساء

ودان رئيس الجمهورية ميشال سليمان "التفجير الإرهابي"، ورأى أن "مواجهة هذه الظاهرة تكون بوعي اللبنانيين لمصيرهم ونظامهم وعيشهم المشترك"، معتبرا ان "الوحدة الوطنية من شأنها الحد من احتمالات الإرهاب الذي يجب أن يحارب بشدة وبلا هوادة".

وفي رسالة واضحة لحزب الله، تناول سليمان "إعلان بعبدا" الذي يدعو إلى النأي بالنفس عن أزمة سورية، والى وقف التدخل اللبناني في الصراع السوري، قائلا إن "تأييد إعلان بعبدا ودعمه صارا من أطراف لبنانيين كثر، إضافة الى دعم دولي شامل، لاسيما من الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات الإقليمية والعربية، وهذا لمصلحته، وإذا وجد طرف لا يناسبه فسيكتشف قريبا انه ضروري لكل الأطراف، ولحمايتهم، ومنهم المقاومة".

بدوره، وصف الرئيس المكلف تشكيل حكومة لبنانية جديدة تمام سلام الانفجار في الضاحية بـ"العمل الإرهابي البغيض"، داعيا إلى "الرد عليه بتمتين الجبهة الداخلية"، كما دعا رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الى مسارعة "التلاقي على طاولة واحدة، فنكون على مستوى الظرف العصيب والمخاطر الكبيرة التي نعانيها".

السنيورة

واستنكر رئيس كتلة المستقبل النائب فؤاد السنيورة التفجير، داعيا الى "العمل على حماية لبنان وابعاده عن الشرور ومواجهة الإرهابيين، وهذا لا يمكن أن يتم الا بوحدة الأهداف، والتزام لبنان والجهات الأساسية فيه التزاما كاملا بسياسة النأي بالنفس عن ويلات المنطقة ومشكلاتها".

وأضاف السنيورة: "لم يكن مبررا توريط لبنان في الاهوال الجارية من حوله، ولم يفت الأوان للخروج من المنزلقات والشرور التي تم التورط فيها"، في إشارة إلى التورط العسكري لحزب الله في سورية.

عمار

أما النائب عن كتلة الوفاء للمقاومة علي عمار فأكد، خلال زيارته موقع التفجير، أن "حزب الله لن يتراجع أبدا عن ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة"، التي جدد زعيم "تيار" المستقبل رئيس الحكومة السابق سعد الحريري مساء أمس الأول تمسكه بحذفها من البيان الوزاري للحكومة الجديدة.

وأكد عمار أن "معادلة الجيش والشعب والمقاومة ستبقى تاج الأمة العربية، وخسئ من يحاول المساس بها"، ووجه جام غضبه الى فريق 14 آذار، قائلا: "يتحدثون معنا عن الدستور، وهم أول من استباح الدستور والدولة، ويتكلمون عن الاقتصاد وهم من رهنوا البلاد بفعل فشل سياساتهم الاقتصادية، وأوقعونا بدين يقدر بسبعين مليارا"، ورفض ربط الانفجارات المتزايدة بقتال عناصر حزب الله، الى جانب قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

back to top