وسط قصف عنيف على مدينة الفلوجة التي يسيطر عليها مسلحون من تنظيم «داعش»، أحكمت قوات الجيش العراقي والقوات البرية السيطرة على جميع المناطق المحيطة بناحية عامرية الفلوجة أمس، في اليوم الثالث من العملية العسكرية التي تدور في محيط المدينة.

Ad

واصلت قوات الجيش العراقي لليوم الثالث أمس عمليتها العسكرية في محيط مدينة الفلوجة في محافظة الأنبار، وقصفت المدينة بالمدفعية والمروحيات العسكرية.

وأعلن قائد عمليات الأنبار الفريق رشيد فليح أمس استمرار العمليات في مناطق السجر شمالي الفلوجة، والنعيمة جنوبها، مؤكداً «إحكام القوات سيطرتها على جميع المناطق المحيطة بناحية عامرية الفلوجة».

وأوضح فليح أن «مروحيات الجيش تواصل قصف أحياء في المدينة حيث يتركز فيها المسلحون».

إشادة أميركية

في السياق، أكد رئيس الوزراء نوري المالكي أمس، أن «القوات العراقية ستبقى تلاحق عناصر داعش لحين القضاء عليهم في الأنبار والعراق عامة».

وقال المالكي بعد لقائه قائد القوات المركزية الأميركية الجنرال لويد أوستن في بغداد أمس إن «القوات العراقية وجهت ضربات قاصمة للإرهابيين من القاعدة وداعش ومن يتعاون معهم»، مشددا على «أهمية تعزيز التعاون العسكري والتسليحي بين البلدين بما ينسجم مع الاتفاقية الأمنية الموقعة مع الولايات المتحدة الأميركية».

من جانبه، أكد أوستن «استمرار التعاون بين البلدين واستعداد الولايات المتحدة الأميركية لدعم الجيش العراقي تسليحاً وتدريباً»، مشيدا بـ»الخطة المتبعة لتحرير مدينة الفلوجة». وأضاف أن «المعركة ضد الإرهاب معركة مشتركة، ولابد من استئصال هذه الجماعات لأنها تشكل خطرا لا على العراق فحسب بل على المنطقة برمتها».

في المقابل، طالب عضو مجلس محافظة الأنبار طه عبدالغني في وقت سابق أمس، بإيقاف العمليات العسكرية في المحافظة، داعيا الحكومة الى توفير الأمن للنازحين قبل مطالبتهم بالعودة لمناطقهم، فيم حينا أكد أن الجهات السياسية المطالبة باستمرار العمليات العسكرية في المحافظة تمت تعريتها وتعمل لتنفيذ أجندات خارجية.

إلى ذلك، عثرت القوات الأمنية العراقية أمس، على جثث 20 جنديا قتلوا رميا بالرصاص بعدما خطفهم مسلحون مجهولون من مقر عسكري قرب مدينة الموصل مركز محافظة نينوى.

وأوضحت مصادر أمنية أن المسلحين الذين لم يحدد عددهم اقتحموا المقر الواقع في قرية جنوب الموصل، قبل أن يخطفوا الجنود ويقتلوهم في مكان قريب بعد نحو ساعة.

ممر سري

في السياق، كشف مصدر استخباري مطلع في محافظة ديالى أمس، عن نجاح المفارز الأمنية في اكتشاف ما أسماه «الممر السري لسير قوافل الموت» تحمل متفجرات وعتاد صوب مدينة بعقوبة من أجل قتل الأبرياء وزعزعة الأمن، لافتا الى أن «الممر الرئيسي يتضمن محاور عدة تبين أهم موردي المتفجرات للتنظيمات المسلحة».

وأشار المصدر الى أن تلك المتفجرات «تأتي أغلبها من محافظة صلاح الدين وصولا الى ناحية العظيم قبل أن تصل الى بعقوبة ويجري توزيعها على الخلايا النائمة في أوكار سرية».

إلى ذلك، وجه رئيس حكومة إقليم كردستان العراق نيجرفان البرزاني أمس، بتشكيل فوج من البيشمركة عناصره من الإيزيديين في قضاء سنجار في محافظة نينوى لحمايتها، بعد الأحداث الأخيرة التي مر بها القضاء.

وقالت النائبة فيان الدخيل، إن «الأحداث الأخيرة التي مرت بقضاء سنجار تسببت في استشهاد عدد من أبنائها من الأيزيديين من الذين كانوا هناك بصفة مزارعين لتأمين لقمة العيش الكريمة لهم ولعوائلهم، واستشهاد أربعة منهم بتلك الطريقة البشعة على يد الإرهاب والغدر».

وأشارت الدخيل إلى أن «البرزاني وافق على استحداث فوج من البيشمركة من أهالي المنطقة لحمايتها، على أن يكون عناصر الفوج من أهالي سنجار حصرا، لأنهم أدرى بجغرافية مناطقهم ولأجل امتصاص جزء من البطالة المتفشية في مناطقهم».

تبادل المواقع

في سياق آخر، كشف النائب في البرلمان المنتهية ولايته عن ائتلاف «متحدون للإصلاح» الذي يتزعمه رئيس البرلمان أسامة النجيفي، حمزة الكرطاني أمس، عن عزم ائتلافه عقد لقاءات مع الكرد لتولي المكون السني منصب رئاسة الجمهورية والكُرد رئاسة مجلس النواب.

وقال الكرطاني، إن «العرف في العراق ينص على أن يكون رئيس الوزراء في الحكومة من نصيب المكون الشيعي، ومنصبي رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب المكون السني والكردي»، مبينا أن «ائتلاف متحدون ليس لديه اعترض على تولي أحد الشخصيات الشيعية في التحالف الوطني منصب رئيس الوزراء».

وأضاف أن ائتلافه «يرفض تولي رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي ولاية ثالثة»، لافتا الى أن «الأيام المقبلة ستشهد حوارات ولقاءات مع الجانب الكردي حول منصب رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب، لتولي المكون السني رئاسة الجمهورية والكرد رئاسة مجلس النواب».  وأشار إلى أن «نتائج الانتخابات ستحدد خريطة التحالفات السياسية وتشكيل الحكومة».

(بغداد ــــــــ أ ف ب، رويترز،د ب أ، السومرية)