أعلنت الأمم المتحدة للمرة الأولى أمس أن الرئيس السوري بشار الأسد ارتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، خلال النزاع الذي تشهده البلاد، منذ انطلاق الثورة الشعبية ضد نظامه في 11 مارس 2011. 

Ad

أعلنت مفوضة الامم المتحدة العليا لحقوق الانسان نافي بيلاي أمس للمرة الاولى أن هناك ادلة «تشير الى مسؤولية» للرئيس السوري بشار الاسد في جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في سورية. 

وقالت بيلاي خلال مؤتمر صحافي إن لجنة التحقيق حول سورية التابعة لمجلس حقوق الإنسان «جمعت كميات هائلة من الادلة حول جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية. والأدلة تشير الى مسؤولية على أعلى مستويات الحكومة بما يشمل رئيس الدولة».

وقد أنشئت لجنة التحقيق في 22 اغسطس 2011 بموجب قرار صادر عن مجلس حقوق الانسان ومهمتها التحقيق في كل انتهاكات حقوق الانسان منذ مارس 2011 والتحقق من المذنبين بهدف ضمان أنهم سيحاكمون.

واتهم أعضاء اللجنة عدة مرات مسؤولين كبارا في النظام السوري بارتكاب جرائم لكن بدون تسميتهم، كما انهم لم يذكروا أبدا رئيس الدولة بالاسم.

واللجنة التي لم يسمح لها ابتداء بدخول سورية تستند في عملها على اكثر من ألفي مقابلة أجرتها منذ تأسيسها مع اشخاص معنيين في سورية وفي الدول المجاورة. وأعدت من جهة اخرى لائحة سرية تم تحديثها عدة مرات بأسماء اشخاص يشتبه في أنهم ارتكبوا جرائم في سورية. ونقلت هذه اللائحة الى مفوضة الأمم المتحدة العليا لحقوق الانسان.

وأمس قالت بيلاي انها ترغب في أن يتم اجراء تحقيق قضائي «وطني او دولي يحظى بمصداقية» يتيح محاكمة المسؤولين بارتكاب جرائم. وأضافت «في هذا الاطار فقط، وبهدف احترام افتراض البراءة، سيمكن نشر اللائحة».

الأكراد 

 

إلى ذلك، أعلن زعيم حزب «الاتحاد الديمقراطي»، أكبر مجموعة مسلحة كردية في سورية، صالح مسلم، لـ«فرانس برس» إن الحزب يسعى الى قيام إقليم كردي مستقل في إطار سورية فدرالية، لافتا الى أن لجنة تعد دستورا لهذا الإقليم. وقال مسلم الموجود حالياً في اوروبا للمشاركة في مؤتمر «جنيف 2» حول تسوية الأزمة السورية المقرر عقده في 22 يناير المقبل إن «منطقة كردستان (السورية) ستقسم الى ثلاث محافظات تتمتع بحكم ذاتي: كوباني (عين العرب في الوسط) وعفرين (في الغرب) والقامشلي (في الشرق). ليس الهدف الانشقاق لكن الأكراد يطالبون بنظام فدرالي في سورية».

وفي 12 نوفمبر الماضي، أعلنت احزاب كردية وفي مقدمها حزب «الاتحاد الديمقراطي» في شمال شرق سورية قيام إدارة محلية انتقالية بعد إحراز تقدم ميداني في مواجهة المجموعات الجهادية التي تقاتل النظام السوري. وأشار مسلم ان هذا الامر لا يعني «تشكيل حكومة مستقلة، ولكن تم تعيين 19 شخصية في يوليو مهمتها إعداد دستور وقانون انتخابي وتحديد كيفية إدارة المنطقة»، موضحا ان «هذه اللجنة انهت عملها وسيتم قريبا تحديد موعد لاجراء انتخابات» على أن تشارك فيها كل المكونات الكردية في المنطقة. ويمثل الأكراد 15 في المئة من سكان سورية وينتشرون على طول الحدود مع تركيا في شمال البلاد وشرقها. وقال مسلم أيضا «تلقينا المساعدة من شعبنا ومن الاكراد العراقيين والرئيس العراقي (الكردي جلال طالباني) وحزب العمال الكردستاني» الذي يخوض تمردا ضد سلطات انقرة.

ونفى مسلم بشدة أن يكون هدف الأكراد إفراغ منطقتهم من السكان العرب وقال «هناك حولنا من عشنا معهم دائما ونقاتل الى جانبهم. اننا ندافع عن الاخوة بين الشعوب»، لكنه تدارك أن «هناك من لا مكان لهم (بين الاكراد)، العرب الذين أتوا من الخارج، من بلدان اخرى او من المنطقة، الجهاديون الذين أحرقوا منازلنا وقتلوا أكرادا»، وأضاف: «هناك في النهاية العرب الذين جاء بهم حافظ الاسد (الرئيس السوري الراحل) قسرا الى كردستان اعتبارا من 1974 بهدف تعريب المنطقة. انهم ضحايا النزوح. ندعو الى حل سلمي لهؤلاء السكان: من يستطيعون العودة الى مناطقهم الاصلية فليفعلوا، اما الآخرون فيمكنهم العيش بسلام مع الاكراد».

 

معلولا والجولان 

 

ميدانياً، أحرز مقاتلو المعارضة السورية خلال الساعات الماضية تقدما داخل بلدة معلولا المسيحية في ريف دمشق، وسيطروا على القسم القديم منها بعد اشتباكات عنيفة مستمرة منذ ثلاثة ايام. وفي محافظة القنيطرة (جنوب)، دارت اشتباكات عنيفة أمس على محور خان ارنبة - الصمدانية في منطقة الجولان. وقال الجيش الاسرائيلي إنه أطلق النار على سورية أمس بعد أن تعرض جنوده لإطلاق نيران في منطقة مرتفعات الجولان المحتلة. وقال مصدر عسكري إسرائيلي إن تبادل اطلاق النار القصير حدث قرب معبر القنيطرة الحدودي وان الجنود الاسرائيليين قالوا ان جنديا سوريا فتح عليهم النار.

وسقطت أمس قذيفة مورتر سورية على قرية مجدل شمس التي يقطنها الدروز في الجولان المحتلة قرب سياج أمني اسرائيلي.

(دمشق، باريس ـ أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)\