عاش رشدي أباظة في قلوب عشاق فنه حياً وميتاً‏، فتميز بمكانة خاصة لم تتوافر لغالبية أبناء جيله، أو الأجيال التالية له‏، فلم تكن سيرته الإنسانية سيرة عادية، كما لم تكن سيرته الفنية أيضاً سيرة تقليدية، فقد ولد وعاش فريداً، مختلفاً في أدق تفاصيل حياته، بداية من طفولته غير الطبيعية التي تسببت فيها تقاليد العائلة الأباظية، مروراً بفترة الصبا والشباب، ثم دخوله عالم السينما، الذي لم يخطط له يوماً، وما تلاه من نجومية غير تقليدية أيضاً، وصولاً إلى مشهد النهاية.

Ad

برع رشدي أباظة في أداء وتجسيد مختلف الشخصيات التي أسندت إليه، بأشكالها كافة وتنوعاتها، غير أن شخصية «الدنجوان ساحر النساء»، ظلت لصيقة به طيلة حياته وبعد وفاته، استناداً إلى ما أقره معظم المقربين منه، بأنه يحمل في شخصيته الحقيقية الكثير جداً من هذه الصفة، فسببت له ظلماً كبيراً، كإنسان وفنان.

ظُلم رشدي بهذه الصفة كإنسان، لأنها لم تكن الصفة الأصيلة لديه، بل كان يتمتع بكثير من الصفات النبيلة، بداية من الذكاء الفطري وسرعة البديهة، إلى «شهامة أولاد البلد» و{الجدعنة» والكاريزما الخاصة به، غير أنه لم يكن من الممكن اختصار جاذبيته بشكله الوسيم، وذلك لروحه الجذابة وعطائه وثقافته الواسعة ومواقفه الحاسمة في أمور حياته كافة، أضف إلى ذلك تمتعه بمجموعة نادرة من المُثل والأخلاقيات، والمبادئ والشرف، فكان فارساً نبيلاً على الشاشة، وفي الحياة.

وظُلم بهذه الصفة كفنان، لأنه إذا كان قد برع بشكل مبهر في أدائها، فإنه برع أيضاً في كل دور أسند إليه، حيث استطاع أن يطوع أدواته لتقديم الأدوار كافة والشخصيات المهمة التي صدقها جمهوره وأحبه فيها، بل وتوحد معه فيها أحياناً كثيرة، فظل النجم الأكثر جاذبية على مدى تاريخ السينما المصرية.

لذلك كان من الظلم حصره في خانة «دونجوان الشاشة العربية»، كما يحلو للبعض أن يلقبه، أو حتى «فتى الشاشة الأول» الذي تربع على عرش الشاشة الفضية نصف قرن، ونصف عمره أيضاً، من دون الالتفات إلى موهبته النادرة وشخصيته اللتين جعلتا منه «أسطورة السينما العربية»، في زمن حفل بالمواهب والعظماء في تاريخ الفن السابع.

لم يختر رشدي أباظة الموعد الذي بدأ به علاقته بالسينما، فلم يكن قبل دخوله من بابها بساعة، يفكر فيها أو يعلم أن مصيره سيرتبط بها، ولم يقرر أيضاً موعد إنهاء علاقته بها، فكما لعب القدر دوره في دخوله من باب السينما بالمصادفة من خلال فيلم «المليونيرة الصغيرة» في العام 1948، مع المخرج كمال بركات، لعب القدر الدور نفسه بإنهاء علاقته بالسينما، دون إرادته أيضاً في فيلم «الأقوياء» للمخرج أشرف فهمي عام 1980.  

وقف فهمي خلف الكاميرا، يرسم تصوير المشهد المقبل في «الأقوياء» الذي استغرق وقتاً طويلاً في التحضير له، ووقتاً أطول في تصويره، ليس لصعوبة الفيلم، أو تنوع مشاهده وتعددها، لكن بسبب بطل الفيلم رشدي أباظة، فلم تعد قواه تساعده على الاستمرار في التصوير ساعات طويلة، رغم أنه قدم في العام 1980، قبل «الأقوياء»، ستة أفلام هي: «الصفقة، من الذي قتل هذا الحب، بياضة، دائرة الشك، أذكياء لكن أغبياء، وسأعود بلا دموع»، كأنه يسابق الزمن، يريد أن ينال منه... قبل أن يصرعه.

لم يكن أباظة أكبر نجوم جيله سناً، فلم يكن قد أتم عامه الثالث والخمسين بعد، وهو ما يعتبره كثيرون «سن النضج» بعد أن يمر الفنان بخبرات عدة لازمة لتقديم نوعية خاصة من الأدوار، تظل علامات بارزة في مشواره الفني، يكون من شأنها محو تنازلات ربما قدمها الفنان في بداية مشواره الفني لأجل الانتشار.

وافق أباظة على القيام بدور «رشدي الباجوري» بطل «الأقوياء»، رغم أنه كان يؤدي شخصية «أب» لنجمين ليس فارق السن بينه وبينهما كبيراً، فكانا قد بدآ رحلتهما مع النجومية منذ سنوات: محمود ياسين (مواليد 1941) كان قد بلغ عامه التاسع والثلاثين، والفارق الزمني بينه وبين رشدي أباظة 13 عاماً، ويجسد في الفيلم دور الابن الصغير «عادل رشدي الباجوري»، أما النجم عزت العلايلي فكان قد أتم عامه الثالث والأربعين (مواليد 1937)، بفارق عشر سنوات فقط عن أباظة، ويجسد في الفيلم دور الابن الكبير «رمزي رشدي الباجوري»، وشاركهم كل من الفنانة نجلاء فتحي في دور «نادية إسماعيل» والنجمة الكبيرة مديحة يسري في دور «سميحة زوجة رشدي الباجوري» ومعهم الفنان فكري أباظة (شقيق رشدي) في دور «الصحافي الشاب سالم»، إضافة إلى الفنانين توفيق الدقن وأحمد غانم وملك الجمل ونعيمة الصغير والراقصة هياتم، وغيرهم.

وافق أباظة على القيام بالدور، رغم امتناع عدد كبير من النجوم عنه للأسباب نفسها، مستوعباً الدرس من الفنانة القديرة تحية كاريوكا التي أصرت على أن تقوم بدور «والدته» في فيلم «الطريق» رغم أنها كانت بالأمس القريب زوجته في الواقع، وليس على الشاشة.

لم يكد أباظة يبدأ تصوير دوره في فيلم «الأقوياء» حتى عاودته الآلام، والتي لم يعد يحتملها، خصوصاً بعدما كان قد اكتشف أخيراً حقيقة هذا «المرض اللعين». غير أنه تحامل على نفسه وقرر ألا يخبر أحداً بحقيقته، حتى أقرب المقربين إليه، فلم يرد أن يتألم لأجله أحد، كما لم يرد أن يرى نظرة شفقة في أعين المحيطين به، السبب الثالث والأهم، هو خوفه من أن يتسرب خبر مرضه إلى جمهوره الذي عشقه ورسم له صورة نادرة، ولم يرد أن تشوبها شائبة.

انتهى المخرج أشرف فهمي من تحضير المشهد الأول الذي سيجمع بين بطل الفيلم رشدي أباظة، وبين محمود ياسين وتوفيق الدقن وأحمد غانم، في أحد البيوت {المشبوهة} الذي تديره الفنانة نعيمة الصغير، وكان من المفترض أن يدخل أباظة وياسين البيت فيما ترقص {هياتم} ليجلس الأول بين توفيق الدقن وأحمد غانم، يتحدثون في السياسة بشكل ساخر، يندب فيها أباظة حظه وأنه لولا قيام ثورة يوليو 1952 لكان تبدل لقبه من {بك} إلى {باشا}.   

انتهى فهمي من رسم حركة المشهد، ثم أرسل من يخبر أباظة في حجرته بأنهم جاهزون {لدوران الكاميرا}.

كان رشدي مستلقياً على سرير صغير في حجرته في الأستوديو، يتألم من المرض، وربما يبكي من شدة الألم، يتناول الأدوية المسكنة من دون جدوى، حتى إن من كان ينظر إليه في هذه اللحظة، كان يشعر بأنه أمام رجل تخطى الثمانين من عمره، فقد أضاف المرض إليه عمراً فوق عمره، فهو كان يكره المرض ويرفض أن يقال عنه إنه مريض، لكن ما إن طرق عامل الأستوديو باب حجرته منادياً: {إحنا جاهزين يا أستاذ}. حتى انتفض أباظة واقفاً، يمسح دموعه، يطلب خبير الماكياج محمد عشوب، فيضع له اللمسات الأخيرة للشخصية، ثم يستكمل ارتداء ملابس الدور، ليكتمل الشكل الخارجي، بعدها يرتدي القناع الخاص برشدي الإنسان لا الممثل، ليظهر عكس ما يبطن، ليخرج ويقف أمام الكاميرا، كأنه شاب في الثلاثين من عمره، ممتلئ بالقوة والحيوية، يتعامل وكأنه لم يشك يوماً من أي مرض، فمن صفات الشخصية التي كان يجسدها {الجبروت والتكبر والعنف} وهو ما كان يستدعيه أباظة في ثوان معدودة، فلا تستطيع أن تفرق بينهما.

ما إن دارت الكاميرا حتى خرج {مارد التمثيل} منه ليلتهم كل من أمامه، يمسك بتلابيب الشخصية باقتدار، ينطق كل كلمة بحساب، وفي وقتها.

يطرق {رشدي الباجوري} الباب، يدخل بصحبة ابنه {عادل}، تستقبلهما {فكيهة}، بينما ترقص {هنومة}، ويجلس الأصدقاء يشربون ويتمايلون على الموسيقى، لينضم إليهم رشدي... ثم يدور الحوار.

تحدث الفنان أحمد غانم، ثم توفيق الدقن، وجاء وقت حوار رشدي الباجوري، غير أنه ظل صامتاً، لا يتحدث، عقد جبينه، نظر بعمق، أطال النظر والصمت، نظر مدير التصوير عبد المنعم بهنسي، إلى المخرج أشرف فهمي، مستفهماً عن سبب الصمت، وعما إذا كان ذلك مكتوباً في السيناريو، فأشار له فهمي بأن يستمر، غير أن المشكلة زادت تعقيداً وراح الجميع ينظرون إلى أباظة في انتظار حواره. هنا فقط أيقن فهمي أن مشكلة ما قد حدثت، وقبل أن ينطق بكلمة  stop لينهي تصوير المشهد، فاجأه أباظة، وفاجأ كل من في موقع التصوير بصوت شق الصمت المسيطر على المكان صارخاً: دماااااااغي... آااااااه}.

لم ينطق رشدي بغير الكلمتين، لثوان محدودة ثبت الجميع كل في مكانه، ثم انطلقوا جميعاً كأن {كهرباء} صعقت كل من في الأستوديو، وكان أول من ركض إليه شقيقه الفنان فكري أباظة، الذي لم يكن مشاركاً في المشهد، غير أنه لم يكن يفارقه لحظة، في البلاتوه أو خارجه.

حمله فكري بين يديه، وبمساعدة محمود ياسين وفهمي وبعض من في الأستوديو، نُقل فوراً إلى المستشفى، وبعد الإسعافات اللازمة ومزيد من الأدوية المسكنة، استرد وعيه، أطمأن الجميع عليه، وأنه في أفضل حال، في ظل حالة الكتمان التي يفرضها حول حقيقة مرضه اللعين، بالاتفاق مع الأطباء، ولم يكن أمامهم سوى الانصراف. غير أن أباظة طلب من شقيقه فكري أن يبقى:

* استنى أنت يا فكري عايزك.

- تحت أمرك يا أخويا حاضر. عامل إيه دلوقت؟ حاسس بحاجة؟ لسه تعبان يا أبو الرشد؟

* لا لا... بس اقفل الباب وتعالَ اقعد.

- حاضر.

* هات سيجارة يا فكري.

- إيه؟! رشدي أنت بتقول إيه؟ سيجارة... وأنت في الحالة دي... وهنا في المستشفى؟

* يووووه... مش عايز كلام كتير.

- بالراحة بس بلاش تنفعل.

* خلاص هات سيجارة وتعالَ اقعد... عايز أكلمك في حاجة مهمة.

- أيوا يا أبو الرشد... بس الدكاترة مأكدين على موضوع السجاير دا بالذات... وأنت مش لازم يعني...

* عارف، مش لازم أدخن ولا أشرب ولا أسهر. ولازم أنام بدري وأشرب اللبن... يابني اللي هايمشي ورا كلام الدكاترة مش هايعيش حياته... ويفضل نايم على سرير مستني الموت.

- بعد الشر عنك يا رشدي. ماتقولش كدا... أنا بس خايف عليك. أنت ماتعرفش أنا أترعبت أد إيه أول ما صرخت ووقعت على الأرض.

* ماتخافش عليّ. عمر الشقي بقي... هات سيجارة بقى يا أخي.

- اتفضل. هأقولك إيه.

* شوف. أنت تطلع دلوقت ع البيت... طمنهم قبل مايعرفوا الخبر من التلفزيون ولا الصحافة... وتجيبلي بدلة وشوية غيارات... وبعدين ترجعلي تاني علشان فيه كلام مهم عايز أقوله لك.

- خير يا رشدي... في إيه؟ طب ما تقول دلوقتي. أنت لازم تقلقني يعني.

* يابني ما تتعبنيش... اعمل اللي بقولك عليه وبس. يلا روح لما ترجع هانتكلم.

ترك فكري له صندوق سجائره وانصرف، تمدد أباظة على السرير وشرد بذهنه، يبدو أن ثمة قرارات مهمة ومصيرية سيتخذها، ولا بد من التفكير فيها بتأن، لأنه إذا ما اتخذها وأفصح عنها لن يثنيه عنها أحد، فمن المعروف عنه أن {رأسه أباظية ناشفة} عنيد حتى ولو مع نفسه.

أشعل سيجارة، نفث دخانها في الهواء تجاه سقف الحجرة، وراح في تفكير عميق، غير أنه وجد شريط حياته يقفز فجأة ليمر أمام عينيه، ليس فقط منذ أن بدأت ذاكرته تختزن كل ما تقع عليه عيناه، وتسمعه أذناه، بل عاد إلى ما هو أبعد من ذلك، عاد بذاكرته إلى ما سمعه وأدركه من حكايات والدته عن زواجها من والده، وما مرت به من أيام سعادة وشقاء في رحلتها مع العائلة {الأباظية}، فضلا عما عرفه رشدي من أقطاب العائلة وشيوخها.

فمن الثابت الذي يصل إلى حد اليقين، أن التاريخ لا يقتصر على الوقائع والأحداث والحروب التي يسجلها المؤرخون، لكنه ينطوي أيضاً على كثير من الحكايات والقصص والنوادر التي تعكس روح العصر، أصحابها من الشخصيات الثرية التي عاصرت تلك الأحداث وكانت شاهدة على العصر.

(البقية في الحلقة المقبلة)

عائلة {أباظة} إحدى تلك العائلات الأكبر تعداداً، والأوسع انتشاراً في المناصب والمواقع الجغرافية في مصر، رغم أن جذور المنبت تتفرع من قرية {الربعماية} في محافظة الشرقية... حيث يعود الأصل حين تزوج {العايد} مؤسس العائلة، وصاحب منصب {كاشف مصر} الذي كان يتولى شؤون {عربان مصر} في آواخر العصر المملوكي، وبداية الاحتلال العثماني، من سيدة {شركسية} بارعة الجمال تحمل لقب {أباظيا}، وللتفريق بين أولادها وبين أولاد زوجاته الأخريات، كان {الشيخ العايد} يدعو أولادها تفضيلا على أبناء زوجاته الأخريات بأولاد {أباظة}، ومن ثم التصق اللقب بما يحمله من خصوصية بنسل {العايد} من هذه السيدة {الأباظية}... وظل الاسم يرافق المشاهير من أفراد العائلة التي تمثل جزءاً أصيلاً من نسيج شخصية مصر بتنوعها وتداخلها، وبمرور الوقت أصبح لها حظوة عند والي مصر الكبير محمد علي باشا لدرجة أنه عندما {أنشأ مجلساً استشارياً جعل فيه اثنين من العائلة الأباظية، حتى باتت العائلة تفخر، بتعاقب الأجيال، بأنها أكثر عائلة مصرية نال أفرادها ألقاباً، وهو ما جعل الفرصة سانحة أمام الأجيال التالية، لأن يعمل أفرادها في الشأن السياسي في مصر، فلا تكاد حكومة، منذ ذلك الوقت، تخلو من وزير {أباظي} فضلا عن اهتمامهم بالثقافة والكتابة، والفن عموماً.

فلا شك في أن ثمة تأثيراً كبيراً للعائلة الأباظية في الحياة السياسية والثقافية في مصر، بجهود رجالاتها الذين انتشروا في الحكومات كوزراء، بل وفي المعارضة كمؤسسي أحزاب، فضلاً عن وجودهم كشخصيات فاعلة في الصحافة والإذاعة، بل والحياة الثقافية عموماً.  

ربما كان أحد الأسباب المهمة في ذلك عدم اقتصار وجودهم في مكان واحد، فقد انتشرت ديارهم في الأربع عشرة مديرية في مصر آنذاك، فلم يخل مركز في محافظة الشرقية من عزبة أو قرية، ليس فقط يقيمون فيها، بل ويملكونها، فقد عشقوا أرض مصر، وتوسعوا في استصلاح الأراضي الزراعية منذ بداية القرن التاسع عشر، فتجد {قرية أباظة} و«عزبة عبد الحليم أباظة} و«عزبة عبد العظيم بك أباظة} في مركز {فاقوس}، وعزبتي محمد بك أباظة ودسوقي أباظة في مركز الزقازيق، وعزبة أباظة في مركز السنبلاوين، وعزبة أحمد باشا أباظة في مركز ميت غمر في الدقهلية، وعزبة بغدادي أباظة (جد رشدي أباظة) في مركز منيا القمح في الشرقية، وغيرها.

لذلك تجد أن العائلة تضم في سجلها، الباشا، والبك، والسياسي الداهية، والمثقف والأديب والفنان، فضلاً عن عدد كبير من الوزراء منذ عهد الخديوي إسماعيل، وحتى قيام ثورة 23 يوليو 1952، في وزارات عدة، في الخارجية والأوقاف والشؤون الاجتماعية، والمواصلات، كذلك من بينهم سكرتير عام حزب {الأحرار الدستوريين} (حزب الصفوة الاجتماعية آنذاك). غير أنهم جميعاً، وعلى مر العصور، ظلوا يفخرون بأنهم فلاحون مصريون، وهو ما سبق وأكد عليه الدكتور شامل أباظة، عميد العائلة الأباظية الآن استناداً إلى عامل السن (مواليد عام 1930) بعد رحيل المهندس ماهر أباظة، وزير الكهرباء والطاقة الأسبق، ووفقاً لتقاليد العائلة العريقة، قائلا:

«نحن فلاحون حتى النخاع... فأرستقراطية النسب لا يكون للإنسان فضل فيها، لكننا نعتز بالأرستقراطية إذا كانت بالمعنى الانتقائي للكلمة، حين تلتمس الأصالة ومكارم الأخلاق وحسن السلوك كما نشأنا، وقد يتوافر ذلك كله لفلاح أجير من الأباظية، تشققت يداه من الفأس، لكنه يقرض الشعر ارتجالا، في حين يفتقده أحد أثريائها».