تباين أداء سوق الكويت للأوراق المالية خلال النصف الأول من العام الحالي، فرغم خسارة المؤشر السعري 7.5 في المئة، فإن «الوزني» سجل ارتفاعا بنسبة 4 في المئة، وهو ما يؤكد تطور أداء الأسهم التشغيلية الثقيلة رغم الأداء الضعيف للسوق، وعلى النقيض من هذه المؤشرات نجد أن الأسهم الرخيصة أو «الشعبية» هي التي استحوذت على احجام وقيم التداولات في تلك الفترة.

Ad

 وظهر ذلك واضحاً بارتفاع معدلات الدورات لتلك الأسهم مقابل معدلات دوران ضعيفة للأسهم التشغيلية التي شهدت هدوءاً في التداولات، وذلك من خلال إحصائية أعدتها «الجريدة» لأكبر وأقل الشركات من حيث معدل الدوران في النصف الأول، ويعد معدل الدوران مقياسا للسيولة والجاذبية الشرائية التي يتمتع بها السهم، ويتم حسابه بقسمة عدد الأسهم المتداولة من بداية السنة على عدد أيام التداول ومقارناتها بعدد الأسهم المصدرة للشركة، وبذلك يم توضيح عدد مرات دوران إجمالي أسهم الشركة المتداولة خلال هذه الفترة.

وأظهرت الإحصائية تصدر سهم المدن باقي الأسهم بدوران سهمه 3 مرات في ستة أشهر، تلاه سهم مجموعة «المستثمرون» بـ2.26 مرة، وسهم بتروغلف بـ1.88 مرة، ثم سهم الوطنية للميادين بـ1.87 مرة، ثم الديرة بـ1.57 مرة، وسهم الدار الوطنية العقارية بـ1.46 مرة، وسهم إسكان بـ1.45 مرة، وسهم إيفا بـ1.39 مرة، وسهم الدولية للمنتجعات بـ1.16 مرة، وسهم المدينة بـ1.03 مرة، وسهم الوطنية الدولية القابضة بـ1.55 مرة، ومنتزهات بـ0.99 مرة، والمغاربية بـ0.96 مرة، وسهم التعمير ك بـ0.93 مرة، وأخيراً أصول بـ0.92 مرة.

ومن جانب آخر، أظهرت الإحصائية أن 20 شركة سجلت معدل دوران صفر خلال فترة الستة أشهر الأولى وهي: البنك التجاري، أنابيب، الكوت، الخليج للزجاج، الهلال، التغليف، البناء، الجبس، تعليمية، مسالخ ك، النخيل، المواساة، سينما، اياس، اتصالات، إعادة، أولى تكافل، صيرفة، طبية، استراتيجيا.

  ارتفاعات قياسية

 وأكدت مصادر استثمارية أن جزءاً كبيراً من سيولة السوق كان مركزاً حول الأسهم الثقيلة، إلا أن الجزء الأكبر منها كان يتم تدويره بين الأسهم المضاربية، التي كانت العنوان الأهم لحركة تداولات في بداية السنة، مبينة أن معدلات دوران الأسهم لا تدل على حقيقة التداولات والارتفاعات الحقيقة في الأسهم، لاسيما مع سعي الكثيرين إلى التلاعب بها بخلق تداول وهمي عليها للإيحاء للمستثمرين، خصوصا «الصغار» منهم، بوجود طلب كبير على هذه الأسهم، بالإضافة إلى تسريب معلومات وشائعات على الأسهم.

 وأوضحت أن الارتفاعات التي شهدتها بعض الأسهم لشركات غير تشغيلية كانت نتيجة عمليات مضاربية واسعة عليها، وتلاعبات تمت لرفع أسعار هذه الأسهم دون وجود أسباب حقيقية لهذا الارتفاع، لافتة إلى أن هذه التلاعبات أدت إلى قيام الجهات الرقابية ممثلة في هيئة الأسواق بتشديد إجراءاتها على المخالفين والمتلاعبين من المستثمرين ومن الوسطاء، وذلك عبر كشفها الكثير منهم وتقديمهم للنيابة، وذلك وفق ما نص عليه قانون الهيئة واللائحة التنفيذية له.  

وأشارت المصادر إلى أن بعض الأسهم تستحق الارتفاع بالفعل، لأن أسعار أسهمها انخفضت إلى أقل من قيمتها الدفترية خلال الفترة الماضية، وهو الأامر الذي خلق فرصا استثمارية عديدة دفعت بعض المستثمرين خصوصا الصغار منهم إلى الدخول على هذه الاسهم الرخيصة.