الصواريخ الفلسطينية تصل حيفا وتل أبيب... وإسرائيل تتوعد

نشر في 10-07-2014 | 00:01
آخر تحديث 10-07-2014 | 00:01
440 غارة على غزة تُسقط 44 قتيلاً بينهم 8 أطفال وقائد الجناح العسكري لـ«الجهاد»
تواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة موقعاً 44 قتيلا بينما فجرت الفصائل الفلسطينية مفاجئة باطلاقها صواريخ طويلة المدى وصلت للمرة الأولى الى مدينة حيفا الشمالية التي تبعد 160 كيلومترا عن غزة.

استهدفت الفصائل الفلسطينية المسلحة أمس الأول وأمس عدة مدن وبلدات إسرائيلية عبر صواريخ تخطى مداها 100 كلم لأول مرة، الأمر الذي أحدث نوعا من «توازن الرعب» في مقابل عملية «الجرف الصامد» التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، والتي اعتبرتها تل أبيب مقدمة لحملة طويلة الأمد على حركة حماس.

وهرع الإسرائيليون للاختباء في حين دوت أصوات صافرات الإنذار في العاصمة التجارية تل أبيب أبعد هدف يصل إليه نشطاء غزة منذ اندلع القتال قبل ثلاثة أسابيع، بعد خطف وقتل ثلاثة فتية إسرائيليين.

وأعلنت حركة حماس أنها استهدفت مدنا تشمل القدس وتل أبيب وأشكول وسدرويت في وسط البلاد، مشيرة إلى أنها استهدفت لأول مرة مطار نيفاتيم العسكري قرب تل أبيب، الذي يبعد عن غزة أكثر من 70 كم.

كما استهدفت صواريخ المقاومة مدينة حيفا للمرة الأولى، مستخدمة صاروخا حديثا من طراز R160، وأطلقت ما مجمله 160 قذيفة صاروخية وصل أقصاها إلى الخضيرة شمال تل أبيب، وفشلت «القبة الحديدة» في اعتراض أربعين قذيفة صاروخية.

كما أعلنت إسرائيل أن القبة الحديدية اعترضت صباح أمس خمسة صواريخ استهدفت مطار تل أبيب (بن غوريون) ومنطقة غوش دان، وأقرت بسقوط عشرة صواريخ باتجاه النقب، أصاب أحدها باحة منزل في المجلس الإقليمي لأشكول.

وسمع دوي ثلاثة انفجارات قوية هزت مدينة القدس، بعد أن دوت صفارات الإنذار في أنحاء المدينة مساء أمس الأول.

في غضون ذلك، صدت القوى الأمنية الإسرائيلية عملية اقتحام بحرية وصفت بـ«النوعية» من غزة قام بها 4 من عناصر وحدة كوماندوس تابعة لكتائب الشهيد عزالدين القسام لقاعدة «زيكيم» العسكرية البحرية، وأسفرت عن مقتل الأربعة وإصابة جندي إسرائيلي، في حين قالت «حماس» إنها أوقعت خسائر كبيرة في صفوف الإسرائيليين.

ميدانياً، وصلت حصيلة القتلى منذ بدء عملية «الجرف الصامد» إلى 44 قتيلا، من بينهم 7 أطفال بعد مقتل سيدة فلسطينية وابنها البالغ من العمر 14 عاما في غارة جوية إسرائيلية على بيت حانون شمال قطاع غزة صباح أمس، ومن بين القتلى قائد سرايا القدس (الجناح العسكري لحركة الجهاد)، كما ارتفعت حصيلة الجرحى إلى 200 جريح.

وفي السياق ذاته، ذكر مصدر أمني فضّل عدم الكشف عن هويته أن «الغارات الإسرائيلية أسفرت عن تدمير أربعين منزلا في قطاع غزة».

غارات متواصلة

إلى ذلك، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الجنرال موتي ألموز إن الطيران الحربي الإسرائيلي شن 160 غارة خلال الليل، ما رفع عدد الهجمات الجوية إلى 440 غارة منذ بدء عملية «الجرف الصامد».

وأشار إلى أنه تم استهداف 120 موقعا لإطلاق الصواريخ وعشرة مراكز قيادية لـ»حماس» و»العديد من الأنفاق، ومكاتب لوزارة الداخلية وجهاز الأمن الوطني».

وأغارت مقاتلات حربية فجر أمس على مقر كلية الشرطة وموقع تدريب في مجمع أنصار الأمني غرب مدينة غزة، وألحقت الغارات الجوية أضرارا مادية كبيرة في الأماكن المستهدفة والمنازل المحيطة بها.

وقال ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي إن التنظيمات «الإرهابية» في غزة تمتلك بضع مئات من الصواريخ بعيدة المدى، وإن بعضها مخفية في أماكن لا يمكن استهدافها، مشيراً إلى أن سلاح الجو قصف قطاع غزة خلال اليومين الماضيين بنحو 400 طن من القنابل والصواريخ، وبالتالي يزداد حجم الدمار في القطاع.

شروط إسرائيلية

من جهة أخرى، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون أن قوات الجيش «تشن هجوما قويا على حماس حتى تطلب الحركة وقف النار وفق شروط إسرائيل»، مضيفاً أن إسرائيل «فوتت الفرصة على حماس بإحداث مفاجأة استراتيجية بواسطة النفق الذي حفرته وتم اكتشافه».

وتعهد يعالون، بعد اجتماع لتقييم الأوضاع الأمنية عقده مع كبار ضباط الجيش وجهاز الأمن العام ومنسق أعمال الحكومة، بتوسيع رقعة المعركة ضد «حماس» خلال الأيام القليلة المقبلة، مشيرا إلى الغارات قد تكون مجرد بداية لهجوم طويل الأمد على «حماس».

حماية دولية

وردا على العملية العسكرية قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء أمس الأول إن «السلطة الفلسطينية ستتوجه إلى كل المنظمات والمؤسسات الدولية لحماية الشعب الفلسطيني»، داعيا في كلمة متلفزة بثها تلفزيون فلسطين الشعب إلى الوحدة والتماسك.

وأضاف «أدعو اللجنة الرباعية ومجلس الأمن الدولي لتأمين الحامية لشعبنا، وسنتوجه إلى كل المؤسسات والمنظمات الدولية من أجل تأمين الحماية الدولية لشعبنا».

استنفار على الحدود مع لبنان

 ذكرت الوكالة الوطنية للاعلام اللبنانية الرسمية أمس أن الجيش الإسرائيلي استنفر قواته على طول الحدود مع لبنان بعد الأحداث العسكرية المتصاعدة في غزة.

وقالت الوكالة إن الجيش الإسرائيلي نشر عناصر مشاة وآليات مدرعة في محاور رئيسية على مرتفعات كفرشوبا وسواها من المناطق في الطرف الشمالي لمزارع شبعا (المتنازع عليها) بالاضافة الى محور العباسية - الضهيرة.

وارتفعت وتيرة حركة الدوريات العسكرية الإسرائيلية على طول الخط الأزرق الفاصل بين لبنان والحدود الشمالية الإسرائيلية.

يذكر أن الجيش الإسرائيلي يلجأ عادة الى اتخاذ تدابير عسكرية على طول الحدود مع لبنان عند اندلاع أحداث عسكرية في الداخل الفلسطيني.

back to top