جميلات ... في ملفات القضايا(21)

نشر في 19-07-2014 | 00:02
آخر تحديث 19-07-2014 | 00:02
No Image Caption
ضحكات وابتسامات ترسم صورة نموذجية للحياة الزوجية لدى كثيرين، لكن الواقع يكشف أن صورة الحياة الزوجية النموذجية قد لا تعكس أي ظل للحقيقة. فحياة {ليالي} ضاعت في إحدى الليالي الشتوية الباردة، عندما وجد زوجها رجلاً غريباً في بيتهما فقرر الانتقام، وهو ما تكرر مع سمر التي سقطت في بحر الخيانة الواسع بعدما أحيت حبها القديم على فراش الزوجية.
(1)  جريمة في الفجر

بلاغ مثير تلقته مباحث القاهرة في الثالثة فجراً. تقول سطور البلاغ إن زوجة مستشار هندسي كبير قتلت رجلاً مجهولاً حاول الاعتداء عليها في شقتها، بعدما فوجئت به في حجرة نومها في الثانية صباحاً. انتقلت قيادات الأمن في المدينة الكبيرة إلى مكان الحادث في الحي الراقي الذي يقع بالقرب من شاطئ النيل. لحظات أخرى وصل خبراء المعمل الجنائي وتحوَّل مسرح الحادث إلى خلية نحل.

توسطت جثة القتيل بركة من الدماء في حجرة النوم، حبات الفاكهة مبعثرة في الأرض وحبات أخرى فوق طبق من الخوص لم تتحرك من مكانها، سكين حاد يلمع نصله ما زال مغروساً في صدر المجني عليه، بينما معاينة الضباط تمسح الشقة طولاً وعرضاً، وتثبت تفاصيل التفاصيل، خبراء المعمل الجنائي يرفعون البصمات من فوق السكين والجدران وباقي الأشياء، صاحب الشقة يصل فجأة فيكاد يُغمى عليه من هول الصدمة... تسقط من يده علب دواء... وفي أحد الأركان تقف زوجته مذعورة ترتجف تستر جسدها بعباءة فضفاضة بعدما تمزق قميص نومها.

أصوات متداخلة وعيون مذهولة وأعناق مشرئبة والنظرات كافة تتجه نحو صاحب الجثة، الذي لا تعثر المباحث على أي مستندات أو أوراق تثبت شخصيته، فقد خلت جيوب بدلته من حافظة نقود أو بطاقة تثبت انتماءه إلى أي جهة، ما أصاب رجال التحري بالإحباط بعدما فشلوا في إثبات هوية القتيل. ومن إحدى زوايا صالة الشقة تنبعث رائحة نفاذة من لفائف مغلفة يبدو أن في داخلها وجبة ساخنة من الأسماك لم تمتد إليها يد بعد، ما أثار انتباه أحد رجال الشرطة فدوَّن الملحوظة في دفتر معه.

التحريات المبدئية التقطت معلومة من لسان أحد الذين شاهدوا الجثة بأن صاحبها هو نفسه صاحب المحل الوحيد لصناعة {المفاتيح} في أحد الشوارع على أطراف الحي. سيارة قاتمة نقلت الجثة إلى المشرحة، وساد الذعر المكان والحكايات تناقلت بسرعة البرق من لسان إلى لسان. البعض كان يروي عن الزوجة ما يجعلها قديسة في نظر الآخرين، والبعض يسند إليها دور البطولة في رواية شيطانية مكتوبة بمداد الخيانة، هكذا الناس إن وقعت البقرة تكالبوا عليها بسكاكينهم.

فتحت الشرطة محضر جمع الأدلة واستمعت إلى الزوجة بعدما عالجها الأطباء بالمهدئات. قالت:

{اسمي ليالي. عمري ثلاثون عاماً... لم أر القتيل سابقاً ولا أعرفه... فوجئت به ليلة الحادث يقتحم حجرتي وأنا نائمة. اعتقدت أن زوجي عاد فجأة من مأموريته التي يبيت بسببها ليلتين خارج المنزل كل أسبوع. وعندما أدركت، رغم الظلام، أنه ذئب من ذئاب الليل أسرعت إلى السكين الكبير في طبق الفاكهة وبينما هو يجذبني من ملابس نومي طعنته بكل قوة في صدره فسقط صريعاً في الحال... بعدها صرخت في هيستيرية حتى تجمع الجيران وامتلأت بهم شقتي}.

وقال زوجها أشرف في شهادته أمام النيابة:

{املك مكتباً استشارياً هندسياً حيث ننفذ أحد المشاريع الكبرى في إحدى المحافظات. منذ عام، أبيت ليلتين خارج منزلي كل أسبوع... لكن حدث في أسابيع كثيرة أن ألغيت مأمورية سفري لأسباب تتعلق بطبيعة العمل والعمال وصرف المخالصات. وحدث الظرف نفسه ليلة الحادث... وعندما عدت فوجئت بالحادث.

شهادات الجيران

كشفت شهادات الجيران جانباً آخر من القصة، فقد أجمعوا هم وبواب العمارة على أن إحدى الشقق في العقار؛ وهي لأسرة مسافرة، تعرضت للسرقة منذ شهرين، لكن اللص تمكن من الهرب في الظلام. وأن المهندس أشرف، زوج السيدة ليالي، كاد أن يمسك بهذا اللص لكنه فشل. وأكد الجميع أن ملامح اللص في الظلام كانت أشبه بملامح صاحب الجثة، الذي تبين فعلاً أنه فهمي، صاحب محل صناعة المفاتيح.

استدعت النيابة المهندس أشرف لسماع شهادته مجدداً في الصباح، لكن أشرف لم يكن قد نام ليلته. ظل في صراع رهيب مع نفسه، هل يكتم سره وينتهي الأمر على خير أم يكشف الحقيقة حتى لو تورط هو أو زوجته، وراح يراجع نفسه وهو في غاية التوتر ويجتر ذكريات الليلة الموعودة منذ تلك اللحظة التي قرر فيها العودة إلى القاهرة قبل منتصف الليل. ففي الطريق لفت انتباهه محل الأسماك الكبير الذي اعتاد شراء عشاء منه بين حين وآخر مثلما تعود هو وزوجته، أوقف سيارته، تفنن في اختيار الأصناف بين البوري والروبيان والجندوفلي، ولا مانع من السلطات الخضراء، ولا تراجع عن أعواد الجرجير الطازج، ولتكن الليلة طويلة حتى يمسك الصباح بزمام يوم جديد.

حمل الوجبة وعاد بصعوبة بالغة وسط الأمطار التي تهطل وتزداد سطوتها لحظة بعد أخرى، بينما الرياح تفرض جبروتها وتتراقص بكل ما يعترض طريقها في جو أحال الكون من جميع الاتجاهات إلى لوح من الثلج. كان البواب نائماً، صعد الزوج إلى شقته فتحت له ليالي الباب وهي ترتجف رغم الملابس الثقيلة التي تتدثر بها، كانت تتثاءب وعيناها تقاومان النوم. وضع أشرف لفائف الورق فوق المائدة ثم شعر هو وزوجته في لحظة واحدة بحركة مريبة في حجرة الصالون.

اندفع أشرف كالسهم وعاد وهو ينتفض وقد أمسك بيده رجلاً غريباً يرتجف كأنه فأر بين أنياب قطة متوحشة. لمعت عينا أشرف بالغضب والشر معاً، وأسرعت ليالي إلى حجرة نومها ثم عادت تلاحق أنفاسها وبيدها سكين الفاكهة. لكن أشرف بادرها بتعليمات فورية نطق بها كأوامر لا تجوز مناقشتها. اصطحب أشرف الرجل الغريب إلى حجرة النوم، طلب من زوجته أن تطعنه بالسكين في قلبه وإلا تحملت العواقب التي قد تحدث، ومن دون تفكير نفذت ليالي الأمر بدقة. سقط صاحب الجسد النحيل غارقاً في دمائه.

راح أشرف ينظر إلى زوجته بعينين جاحظتين إحداهما تحمل الشك فيها والأخرى تعتذر لها، همس لها أنه لا يمكن أن يخدع رجولته ويبرئها تماماً، ولا يمكن أن يصبح جلاداً ويدينها من دون أن تكتمل الأدلة، وأن هذا الشخص كان يجب أن ينال عقابه سواء كان لصاً أو عشيقاً. أما هي فتكون في حالة دفاع عن شرفها ولن تؤذها العدالة أبداً، وبالتالي ترتاح الأطراف كافة. رسم لها سيناريو الدفاع بمهارة ثم غادر الشقة على أن يعود بعد نصف ساعة تكون الشرطة خلالها قد وصلت، خصوصاً أن أحداً لن يراه فالطقس عاصف والشوارع خالية، والبيوت والنوافذ كلها موصدة. ونجحت الخطة أو هكذا اعتقد.

ذهب أشرف إلى النيابة في الصباح للإدلاء بشهادته، حلف اليمين في ثقة: {والله العظيم أقول الحق}، لم تخرج شهادته أمام وكيل النيابة عما رواه في محضر الشرطة هو وجيرانه. لكن المحقق ناقشه في وجبة السمك الساخنة التي كانت فوق المائدة، وما إذا كان قد وصل قبل الحادث أو بعده، أو كان القتيل قد أحضرها معه. ارتبك أشرف، وضاق الخناق به مع أسئلة المحقق حتى اعترف بالحقيقة الكاملة. هنا وجه إليه وكيل النيابة تهمة التحريض على القتل والاتفاق الجنائي ثم أمر بحبسه أربعة أيام على ذمة التحقيق.

واستدعى ليالي، لكنها لم تحضر، كانت في الإنعاش بعدما أنقذت بأعجوبة من محاولة انتحارها، وعرفت الدموع طريقها إلى عيني أشرف للمرة الأولى في حياته التي لم ينبض فيها قلبه أبداً إلا بحب ليالي. أحيل أشرف وزوجته إلى الجنايات، وأصرت النيابة على توجيه تهمتي الاتفاق والتحريض على قتل المجني عليه، واتهام الزوجة بالقتل العمد، وصدر الحكم على الزوجين بالسجن المؤبد.

ووجدت الزوجة الحسناء نفسها داخل سجن النساء، ما زالت نادمة لأنها استجابت لفكرة زوجها تحت إحساسها بالخوف من شكوكه وأن يتهور ويقتلها بعد أن قرأت في عينيه ثقته في أنها كانت تخونه مع المجني عليه، سألتها عندما زرتها:

لقد انتهى كل شيء... ما هي الحقيقة؟ وهل كنتِ على علاقة بالقتيل فعلاً؟

لا، أنا كنت في كامل ملابسي لحظة وصول زوجي إلى المنزل على حين غفلة.

نظرتُ إلى عينيها ولم اطمئنُ لإجابتها، قمتُ وغادرتُ السجن، تاركاً خلفي امرأة تعرف جيداً كيف تُخفي أسرارها.

(2)  الخائنة

التقيا مصادفة... لم يصدق كل منهما أنه أمام الآخر بعد سنوات الفراق، هي تزوجت، وهو ما زال أعزب، كلاهما عاتب الآخر، وكانت أول غلطة حينما قبلت سحر دعوة عمرو إلى تناول الغداء معه في كازينو على شاطئ النيل. حدثها عن حبهما القديم وتجاوبت معه ثم تبادلاً أرقام الهواتف، توالت المكالمات بين عمرو وبين سحر في غياب زوجها. أباحت لنفسها الكشف عن أسرارها الزوجية وأدق تفصيلات ما يدور داخل البيت الصغير. قالت عن زوجها إنه بخيل، يغار عليها بجنون، غيرته جعلتها حبيسة البيت، لا ترد على الهاتف ولا تخرج من دون إذنه ولا تفتح الباب في غيابه، أو تستقبل ضيوفاً حتى لو كان حاضراً في البيت، فليس من حقها أن تجلس مع ابن خالها أو ابن عمتها، أو حتى شقيقه. وقالت سحر في المكالمة التي جعلت عمرو يتجرأ أكثر وأكثر:

لا أنكر أنه طيب القلب هادئ الطباع، لكنه ممل، ولو كان بخله في المال فقط لاحتملته لكنه بخيل في حقوقي الزوجية أيضاً. لا يتذكر أنني أنثى إلا في المناسبات، فكرت طويلاًً في الطلاق ولم يمنعني منه سوى ابنتي الصغيرة التي أصبحت كل حياتي. حياتي معه أصبحت تتلخص في كلمات عدة: {لا أنا زوجة ولا أنا حرة}. ابنتي منحتني الأمومة الغالية أما هو فقد منحني اسمه فقط فلا يهتم مرة بأنوثتي ولم يحترم أبداً رومانسيتي}.

لم يتردد عمرو في اقتناص الفرصة، فبدأ العزف على أوتار الحرمان حتى التهبت مشاعر {سحر}. ظلّ يغرد في أذنيها بأجمل كلمات الحب حتى أدمنتها حبيبته القديمة، قلب حياتها رأساً على عقب حينما عرض عليها أن يلتقيا في شقتها. دارت بها الدنيا فلم تكن تفكر قط أن تصل علاقتها بعمرو إلى هذه النقطة؛ نعم كانت تحبه وهي صغيرة مراهقة لكنها وهي في عز مراهقتها لم تسمح له أن يلمس يديها عندما أجبرها أهلها أن تتزوج من شاب طرق بابهم للمرة الأولى، لم تكن  وقتها تملك حق الاعتراض.

طار بها العريس لتعيش معه في البلد العربي حيث يعمل، وحينما عاد الاثنان فوجئت {سحر} أن جارهما القديم عمرو، قد انتقل مع أسرته للحياة في مدينة أخرى، بدأت تنساه مع الوقت، وها هو يظهر في حياتها مجدداً، صدفة أهدتهما اللقاء. اعتقدت سحر أنه سيملأ حياتها بالكلمات الحلوة كما كان أيام حبهما القديم، ظنت أنه سيكون مصدر الثقة الوحيد الذي تفضفض إليه بأسرارها فيكون أميناً عليها، لكن ها هو يفاجئها ويدعو نفسه لزيارتها في شقتها إن لم تستطع هي أن تذهب إليه في بيته. ترددت سحر، ارتبكت، بدأت تراجع حواراتها معه منذ التقيا، خصوصاً حواره الأخير معها حينما طلب منها ألا تسيء فهم دعوته فهو يعرف أنها زوجة ولا بد من أن يحافظ عليها وأن يجنبها المشاكل وكلام الناس والفضائح. وبدأ تفكير سحر يميل إلى كلماته، صدقته، أو كانت لديها الرغبة في أن تصدقه رغم الخوف الذي يملأها.

سألته سحر:

وكيف سيكون اللقاء وأنا ممنوعة من النزول؟

أحضر أنا إليكِ.

وكيف استقبلك وأنا ممنوعة من فتح باب شقتي حتى للبواب؟

هل يمنعك من استقبال صديقاتك؟

لا، هذا هو الأمر الوحيد الذي يشجعني عليه. لكن ليست لي صديقات منذ تزوجت.

هذه فرصة العمر... الحل موجود أمام عيني وعينيك.

كيف يا عمرو؟!

سوف تخبرينه أنك التقيت بصديقة عمرك القديمة التي لا يعرفها هو. تحدثي معه كثيراً عن ظروفها الصعبة وكم هي بحاجة إلى مساعدتك. أقنعيه أنها تنصحك بالحفاظ على بيتك، وأنها تشكر في طباع زوجك، وأنكما اتفقتما على الالتقاء بين الحين والآخر، ولأنها تعرف إن زوجك غيور وافقت أن تزورك هي.

ثم ماذا؟!

سأكون أنا صديقتك {صفاء} وسأحضر لزيارتك بملابس النساء المحتشمات من دون أن يظهر وجهي أو يسمع أحد صوتي، وتتم لقاءاتنا في أمان تام.

ضياع

وقعت سحر في الفخ، استحسنت الفكرة، زينها لها الشيطان، ولم تكن تعرف أنها بقرارها الشخصي بدأت طريق الضياع، استقبلته للمرة الأولى وهي ترتجف، كان جسدها مثل قطعة الثلج، لكن عمرو استطاع أن يذيبها بأول قبلة خطفها منها وجردها من أي مقاومة. تلاشى الخوف مع أول عناق، وتحول الجسد البارد إلى قطعة من النار الحارقة.

بكت بحرقة، لكن لم يعد للبكاء قيمة، ولا للدموع معنى، حتى الندم لم يجد من يصدقه في عيني {سحر} التي أصبحت زوجة خائنة. عرفت أخيراً أن الزوجة المحترمة لا تبحث عن الحب وهي في عصمة رجل تحمل اسمه، لكن حتى هذه المعرفة جاءت في غير موعدها وبعد فوات الأوان. حاولت أن تعاتبه لكنها لم تستطع أن ترفع وجهها في وجهه، كان يرتدي ملابسه النسائية ويحدد لها موعد لقائهما المقبل.

انتهت الزيارة، أقسمت {سحر} أنها غلطة ولن تتكرر، أيقظت طفلتها وعانقتها وأنهمرت في البكاء مجدداً وراحت تؤنب نفسها، وتقسم على ضرورة أن تشطب هذا اليوم من حياتها، وهذا الرجل من ذاكرتها. لكن يبدو أن الشيطان لا يخرج من بيوت الخائنات بسهولة، ظلّ عمرو يطاردها، خافت من إلحاحه واتصالاته فعادت تستمع إليه وتحاول أن تروضه، ولكن هو من كان يروضها ويقربها من عالمه رويداً رويداً. لم ينتبه الاثنان إلى أن الشيطان سيسلمهما معاً إلى سوء المصير، بعدها يجلس ضاحكاً على هزيمة بني البشر.

تكررت زيارات المرأة المحتشمة في غياب الزوج الذي أحب صديقة زوجته بعدما جعلت الزوجة في أحسن حالاتها المعنوية بعد كل زيارة تقوم بها صفاء، ولأن الإصرار على الذنب لا بد من أن يصل إلى محطة النهاية فقد خطرت في ذهن عمرو فكرة أصرّ على تنفيذها، ورغم اعتراض سحر في البداية للفكرة الشيطانية، أصرّ عمرو أن يتم لقاء الحب الحار في وجود الزوج. بدأ بتنفيذ السيناريو في الليلة الموعودة. أقنعت سحر زوجها أن صفاء حضرت لزيارتها وهي محطمة لخلاف مع زوجها فاضطرت إلى أن تتمسك بها للمبيت في شقتها خوفاً من أن تنتحر لسوء حالتها النفسية. أشفق الزوج على ضيفته النائمة في حجرة طفلته، أوصى زوجته أن تكرم ضيافتها بعد أن يذهب إلى عمله في الصباح.

تناول الزوج العشاء ونام إلى جوار زوجته، ومضت ساعات الليل، فجأة يستيقظ الزوج، يتوجه إلى الحمام، على باب الحمام انتبه إلى صوت غريب ينبعث من حجرة طفلته التي تنام فيها صديقة زوجته، أسقط في يد الزوج فالصوت مريب يتخلله صوت رجل وامرأة تشاركه الفراش. انتفض الزوج وفتح الباب فجأة. صدمه المشهد زوجته بين أحضان رجل وملابس النساء فوق الأرض. تلاحقت أنفاس الزوج، لا يصدق عينيه؛ صفاء ليست سوى عشيق زوجته، والملابس الحريمي كانت الخدعة الكبرى. أصرّ الزوج على غلق باب الحجرة من الخارج، اتصل بالشرطة، وسارع بإحضار الجيران، فلم تجد سحر سوى القفز من نافذة الحجرة، لكن مظلة تنقذها من الموت وتحتجزها فوقها وهي غائبة عن الوعي.

القصة أصبحت على كل لسان... الشرطة... النيابة... الجيران... الشهود... وأحراز القضية أكثر إثارة، فقد كانت الملابس النسائي للمرأة الوهمية {صفاء}، وملابس أخرى عليها أثار الخيانة. أمرت النيابة بوضع الزوجة الخائنة تحت حراسة مشددة خوفاً من محاولة انتحار جديدة، ولم يجد العشيق سوى الاعتراف الكامل، وأحيل الاثنان إلى النيابة فأمرت بحبسهما على ذمة التحقيق. التحقت سحر بسجن القناطر للنساء وهي تداري وجهها عن الجميع، تلحقها الشتائم ونظرات الشماتة في امرأة حصلت على كل شيء لكنها فضلت أن تكون زوجة خائنة.

back to top