في ما يشبه استراحة المحارب لالتقاط الأنفاس وإعادة ترتيب الأوراق، أوقفت إسرائيل، أمس، عملياتها العسكرية التي تشنها على قطاع غزة منذ 10 أيام لمدة خمس ساعات، بدأت في العاشرة صباحاً وانتهت في الثالثة من بعد الظهر، بناء على اتفاق مؤقت لوقف إطلاق النار وافقت عليه «حماس»، برعاية الأمم المتحدة.

Ad

وتضمن الاتفاق، الذي تقدم به مبعوث الأمم المتحدة إلى منطقة الشرق الأوسط روبرت سيري، الامتناع عن أي هجمات متبادلة، وفور دخول حيز التهدئة المؤقتة، عادت صور الحياة تدريجياً إلى القطاع، مع ظهور حركة نشطة للسيارات في الشوارع، فيما أعادت البنوك ومؤسسات تجارية فتح أبوابها.

وتوجهت طواقم البلديات وشركة الكهرباء المحلية إلى المناطق التي تعرضت للغارات الإسرائيلية طوال الأيام الأخيرة لإصلاح خطوط المياه والكهرباء، وشهدت الأسواق التجارية والخاصة ببيع الخضراوات والمواد الغذائية ازدحاما شديدا من سكان القطاع الذين توقفت حياتهم على نحو شبه كامل خلال الأيام العشرة الأخيرة.

اتهامات بالخرق

في غضون ذلك، اتهمت تل أبيب الفلسطينيين بخرق الهدنة المؤقتة بإطلاق ثلاث قذائف هاون على مناطق غير مأهولة بمجلس أشكول بالنقب الغربي.

غارات وتسلل

وقبل ساعات من دخول الهدنة المؤقتة حيز السريان، قتل ثلاثة أشخاص في غارة إسرائيلية استهدفت منزلا سكنيا بمدينة رفح جنوب القطاع، لترتفع بذلك حصيلة قتلى الهجوم الإسرائيلي على القطاع إلى 230 قتيلا و1690 جريحاً.

 في هذه الأثناء، أعلنت كتائب عزالدين القسام (الجناح العسكري لحماس) مسؤوليتها عن تسلل عناصر لها إلى موقع «صوفا» العسكري جنوب شرق القطاع، مؤكدة أن كل عناصرها عادوا بسلام.

وقالت الكتائب في بيان إن «مجموعة خاصة قامت بعملية تسلل خلف خطوط العدو بمنطقة صوفا في تمام الساعة الرابعة صباحا، وخلال انسحابها بعد استكمال مهمتها تعرضت لنيران طيران الاحتلال»، نافية ما أوردته وسائل إعلام إسرائيلية حول مقتل عدد من المتسللين.

في المقابل، أعلنت مصادر عسكرية إسرائيلية إحباط الجيش عملية «تسلل كبيرة» للمستوطنات المحيطة بجنوب القطاع عبر أحد الأنفاق، مشيرة إلى أن الطائرات استهدفت المسلحين بالصواريخ على مدخل النفق.

وقدرت المصادر أن 12 مسلحا شاركوا في عملية الاقتحام عبر نفق أرضي، وأن كميات كبيرة جداً من الأسلحة كانت بحوزة الخلية التي اقتحمت السياج الفاصل.

مساعٍ دبلوماسية

وتواصلت مساعي السلام أمس الأول، وأعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما تأييده للجهود التي تبذلها مصر للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، معرباً عن «حزنه الشديد» لمقتل المدنيين في القطاع، لكنه اعتبر أن «من حق إسرائيل أن تدافع عن نفسها في مواجهة الهجمات بالصواريخ التي ترهب سكانها».

وأفاد مسؤول ملف المصالحة القيادي في حركة «فتح» عزام الأحمد بأن موسى أبومرزوق، القيادي الثاني في «حماس»، التقى مسؤولين مصريين مساء أمس الأول وسلّمهم رد الحركة على المبادرة المصرية للتهدئة في غزة و»التعديلات» التي تطالب بها.

وأكد الأحمد أن «حماس تريد إضافة نقطتين أساسيتين للمبادرة هما تفعيل تفاهمات 2012 بين إسرائيل وحماس التي تشمل فتح المعابر بين إسرائيل وقطاع غزة وحق الصيادين الفلسطينيين في الصيد حتى مسافة 12 ميلا من شواطئ غزة»، إضافة إلى ترتيبات تتعلق بالمناطق الحدودية بين القطاع وإسرائيل.

وقال إن «حماس» تطالب كذلك بأن تنص المبادرة على إطلاق سراح 57 فلسطينيا كان قد تم الإفراج عنهم في إطار صفقة مبادلتهم في 2011 بالجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، ثم أعادت إسرائيل اعتقالهم مجددا.

ردود فعل غاضبة

في غضون ذلك، تسببت مشاهد صادمة لمقتل أربعة أطفال تم استهدافهم أمس الأول من قبل البحرية الإسرائيلية على شاطئ غزة في ردود فعل غاضبة دولية وعربية ومنددة.

ووصف الجيش الإسرائيلي الحادث بأنه مأساوي، مضيفاً أن قتل المدنيين لم يكن مقصودا، وأنه يجري التحقيق في ملابسات الحادث.

وندد رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي، في بيان، بإطلاق الصواريخ على إسرائيل من غزة مع دعوتهم تل أبيب إلى التزام رد «مدروس» و»ضمان حماية المدنيين»، مستنكرين استهداف المدنيين من دون تمييز.

توجيه اتهامات

على صعيد آخر، وجهت النيابة العامة الإسرائيلية الاتهام أمس إلى ثلاثة متطرفين يهود لم يتم الكشف عن هوياتهم بخطف وحرق الفتى الفلسطيني محمد أبوخضير أوائل شهر يوليو الجاري في القدس.