مثقفو مصر يتحدّون الإرهاب بمعرض «القاهرة للكتاب»

نشر في 05-01-2014
آخر تحديث 05-01-2014 | 00:01
No Image Caption
رغم المخاوف التي تساور كثيراً من المصريين من جراء العمليات الإرهابية المتتالية التي تقوم بها جماعة «الإخوان» الإرهابية منذ إزاحة الرئيس المعزول محمد مرسي في 30 يونيو الماضي، فإن الجميع اتفق على أن الدورة الـ45 التي تم اختيار دولة الكويت لتكون ضيف شرف هذا العام فيها ستكون من أفضل الدورات، خصوصاً بعد التحدي والإصرار من الدولة بأجهزتها والمثقفين والمواطنين العاديين الذين أصروا على قهر الإرهاب بحضورهم فعاليات المعرض.
يرى الروائي الكبير إبراهيم عبدالمجيد (صاحب دار نشر الياسمين) أن معرض القاهرة للكتاب سيقام في موعده قائلاً بإصرار: «هذا الحدث عالمي وينتظره مثقفو العالم أجمع»، مشيراً إلى أنه وزملاءه الناشرين والأدباء يتحدون أنفسهم في هذه الدورة بالتحديد حتى وإن خسروا أموالهم كافة وأعمالهم.

يقول الروائي الكبير:»إذا تم تأجيل هذه الدورة فسيكون بداية لإلغاء المعرض هذا العام أو في الأعوام المقبلة»، موضحاً أنه استعد جيداً لهذه الفعالية الكبيرة سواء كناشر أو كروائي، وأن القوات المسلحة والشرطة ستقومان بواجبهما  تجاه الوطن والثقافة، خصوصاً أن المسؤولين عن المؤسستين الكبيرتين أكدوا أكثر من مرة وفي أكثر من مناسبة أنهما سيؤمنان المعرض مما يبث الطمأنينة في نفوس العارضين والكتاب والزائرين العرب.

من ناحيته يقول أشرف عويس- صاحب ومدير دار «النسيم» للنشر: «المخاوف من المشكلات والمعوقات التي قد يتعرض لها معرض القاهرة الدولي للكتاب 2014 ليست وليدة الظروف الحالية فقط، فهي مخاوف تراكمت عبر عدة دورات سابقة لم يحقق فيها المعرض الرواج المتوقع فيما يخص بيع الكتب وتسويقها بالنسبة للناشرين، والتي من المفترض أنها المهمة الأساسية التي يقوم عليها معرض الكتاب كوسيط بين الناشرين وبين القراء والمهتمين بالكتب والقراءة، هذه المهمة التي تراجعت وتصدر المشهد بدلا منها الأنشطة الجماهيرية مثل السينما والعروض المسرحية والحفلات الغنائية وحتى جلسات المقاهي، مشيراً إلى أن هذه الأنشطة صارت تجتذب جمهوراً لكنه في الأغلب لا يفكر حتى في زيارة صالات العرض التي تتواجد فيها دور النشر المختلفة.

يقول عويس: «إذا أضفت إلى كل هذا ما تشهده الفترة الراهنة من اضطرابات ومخاوف أمنية قد تدفع بالكثيرين إلى عدم الخروج من بيوتهم أصلا.. فما بالك بالمخاطرة لأجل شراء كتاب»، موضحاً أن أحد الأسباب التي تزيد من مخاوف الناشرين هذا العام أن الفترة التي سيقام فيها المعرض، من 22 يناير وحتى 4 فبراير، تتوافق مع ذكرى ثورة 25 يناير وما تبعها من أحداث، وهي الفترة التي صارت تشهد فعاليات وربما اضطرابات، ما يجعل قدراً كبيراً من مخاوف الناشرين له ما يبرره.

مخاوف

الروائي طارق إمام الحاصل على جائزة الدولة المصرية التشجيعية وجائزة متحف الكلمة من إسبانيا، ينفي أن تكون لديه مخاوف بل لديه إحساس بأن المعرض سيقام في موعده المحدد سلفاً، ويرى أن الدولة المصرية بكامل طاقة أجهزتها تقف صفاً واحداً لإقامة الفعاليات من دون أي تأخير أو تأجيل أو إلغاء، مطالباً القيمين والمسؤولين عن المعرض بتكثيف الدعاية الإعلامية اللازمة كي يخرج بشكل لائق، خصوصاً بعد ثورة 30 يونيو.

يضيف إمام أنه لو نظر إلى الأمور بتدقيق سيرى أن المخاوف التي تراود البعض لها أسبابها التي يجب وضعها في الحسبان، خصوصاً أن المعرض يعتمد بشكل أساسي على الأشقاء العرب سواء كانوا زائرين أو ناشرين، لا سيما أن بعضاً من أصحاب دور النشر العربية تعرض في العام الماضي لمضايقات وتحرشات كثيرة ومنهم من أكد أنه لن يحضر فعاليات هذا العام.

يشير الروائي إلى أنه إذا غاب الناشرون والزائرون العرب عن الفعاليات سيصبح المعرض محلياً ويفقد كثيراً من صفته العربية والدولية، خاتماً كلامه بأنه يشعر بأن معرض الكتاب سيكون هذا العام من أفضل الأعوام رغم كل هذه المخاوف والمضايقات، إلا أنه يراهن على معدن الشعب المصري الذي يتحدى الصعاب وقت الشدائد.

من جانبه تحدى الروائي الكبير يوسف القعيد الجماعات الإرهابية، قائلاً: «سيقام المعرض في موعده، خصوصاً أنه سيأتي بعد الانتهاء من التصويت على التعديلات الدستورية»، وأشار إلى أن الأمور ستمر بسلام شديد حتى في يوم 25 يناير الذي سيأتي أثناء إقامة المعرض. وأكد أن أي كلام غير ذلك يصبّ في مصلحة جماعة «الإخوان» الإرهابية ويأتي من قبيل ترهيب الناس، مطالباً الإعلام بعدم تضخيم حجم هؤلاء الإرهابيين.

يقول القعيد: «أصبح الأمر بالنسبة إلى المصريين مسألة حياة أو موت كي يبرروا للعالم أجمع أن مصر عادت كما كانت بلد الأمن والأمان»، موضحاً أن المثقفين والمواطنين سيذهبون إلى المعرض مثلما ذهب الطلبة الأبطال إلى امتحاناتهم وسط ضرب النار والحرائق التي اجتاحت الجامعات المصرية ليثبتوا للعالم أن الإرهاب لن يعود وأن الدولة المصرية بعراقتها وتاريخها الطويل لن تنحني ولن تتأثر بمثل هؤلاء الذين لا يؤمنون بما يسمى الوطنية، مختتماً كلامه بأن معرض «القاهرة للكتاب» سيكون بمثابة افتتاح جيد لسنة جديدة مليئة بالخير والسعادة على مصر والعرب بإذن الله.

الكويت ضيف شرف

تحل دولة الكويت ضيف شرف الدورة الـ45 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب المقرر إقامته بين 22 يناير إلى 4 فبرايرالمقبلين تحت شعار «الثقافة والهوية».  

وقال رئيس الهيئة العامة للكتاب الدكتور أحمد مجاهد إن عدد المشاركات في الدورة الحالية وصل إلى 24 دولة، من بينها 17 دولة عربية وسبع دول أجنبية، بإجمالي 755 ناشراً منهم 518 ناشرا مصريًا، و210 ناشرين عرب، و27 ناشراً أجنبياً.

وأكد مجاهد في مؤتمر صحافي عقده بهذه المناسبة بحضورالسفير الكويتي سالم الزمانان، ووكيلة وزارة الإعلام الكويتية هيلة المكيمي «أن اختيار الكويت ضيف شرف المهرجان يأتي تقديرا لدورها الثقافي وحرصها على توصيل الكتب والمطبوعات للقارئ العربي بأرخص الأثمان، فمن منا لا يعرف «العربي الصغير» و»عالم المعرفة»، ولديها رصيد كبير من المسرح والفنون والكتب تجعلها ضيفاً متميزاً هذا العام «.

وحول مشاركة تركيا في المعرض هذا العام في ظل توتر العلاقات، قال مجاهد إن مشاركة دولة تركيا بمعرض الكتاب تجري بعيداً عن الأجواء السياسية وإن مشاركات الدول الـ24 التي تضم قطر أيضاً ستجري كما هي بشكلها المعتاد

وأشار مجاهد إلى أنه سيعاد إحياء تقليد شخصية المعرض هذه الدورة، وأن شخصية المعرض لهذا العام سيكون عميد الأدب العربي طه حسين الذي تحتفل مصر بذكرى رحيله الأربعين العام الجاري، وستقوم الهيئة بطبع 20 عملاً من أعمال حسين، وأضاف أنه روعي في اختيار العشرين عملاً أن تكون من الأعمال الخفيفة والصغيرة الحجم.

وأعرب السفير الكويتي الزمانان عن سعادته باختيار بلاده ضيف شرف المهرجان، قائلاً: “مصر منارة الثقافة والأدب في العالم والمعرض هو مهرجان عربي ضخم يضم تحت لوائه الجمهور العربي تحت سقف واحد».

وأكدت وكيلة وزارة الإعلام الكويتية هيلة المكيمي اهتمام وزارتها باستضافة الكويت ضيف شرف في مصر. وأعلنت الكويت عن منحها جائزة موازية لكل جوائز “الهيئة العامة للكتاب” والتي تمنحها لأفضل 10 كتب في 2013 في مجالات الرواية، القصة، الشعر الفصيح، الشعر العامي، الكتاب العلمي، الأطفال، العلوم الاجتماعية، التراث، السياسة، والفنون.

back to top