رغم أن السجال متواصل منذ أكثر من سنتين بين "حزب الله" الذي يشارك بقوة في الحرب السورية وبين تيار "المستقبل" الذي يدعم المعارضة السورية المنتفضة على النظام، إلا أن هذا السجال كان له طعم آخر مع دخول الصف الأول إليه، من خلال كلام أمين عام "حزب الله" حسن نصرالله مساء أمس الأول وأمس، والردين من رئيس "تيار المستقبل" رئيس الحكومة السابق سعد الحريري.

Ad

وبدأ السجال بين الرجلين مساء أمس الاول حين شن نصرالله، الذي حضر شخصياً إلى مجمع "سيد الشهداء" في الرويس، حملة عنيفة على "بعض الدول العربية لتحولها حليفاً لإسرائيل في وقوفها ضد الحل السياسي في سورية والمفاوضات الإيرانية مع الغرب" في إشارة إلى السعودية، مجدداً مطالبته الفريق الآخر بالقبول بصيغة 9-9-6"، ومتهماً الرياض بـ"منع تشكيل الحكومة الجديدة".

الرد الأول 

 

وفي رد فوري على نصرالله، أصدر المكتب الإعلامي للحريري ليل الاربعاء - الخميس بياناً قال فيه: "على جاري عادته في المواقف الخطابية، أطلق الأمين العام لحزب الله مجموعة مواقف أقل ما يقال فيها إنها فعلا أضغاث أحلام ولا تمت إلى الواقع والحقيقة بأي صلة، بل هي مجرد أفكار مركبة ومتوهمة، هدفها التغطية على السبب الجوهري الذي يعطل تشكيل الحكومة، ويجعل الدولة رهينة لسياسات خاطئة، تصادر دورها وتنصب الحزب ولياً على الجمهورية وسيادتها". 

واعتبر الحريري في بيانه أن "السيد حسن يرمي محاولات تعطيل تشكيل الحكومة على المملكة العربية السعودية، وهو يتوهم أن المملكة طلبت منا تأخير تشكيل الحكومة في انتظار تغيير الوضع في سورية"، وتابع: "السيد نصرالله على ما يبدو إما أن يكون أسيراً لحلقة من الأوهام والمعلومات المركبة، أو هو يحب أن يمارس إطلاق الغبار السياسي وتعمية الرأي العام اللبناني عن السبب الجوهري الذي كررناه وأعدناه وأعلناه عشرات المرات، بأننا لن نكون شركاء لحزب الله في حكومة تغطي مشاركته في القتال ضد الشعب السوري، أو تغطي خروجه على الإجماع الوطني الذي تحقق من خلال إعلان بعبدا".

 

الراية 

 

ورد السيد نصرالله أمس على بيان الحريري ضمنياً، مخاطباً الحشود العاشورائيّة في ملعب "الراية" في الضاحية الجنوبية، معلناً تمسك حزبه بـ"المقاومة، بسلاحها وإمكاناتها، كفريق أساسي لحماية لبنان"، مؤكداً أن الحزب لن ينسحب من سورية طالما هناك حاجة.

وتطرق نصرالله إلى تشكيل الحكومة في لبنان، وقال: "يحاولون الربط بين خروج حزب الله من سورية وتشكيل حكومة في لبنان"، معتبراً أن "هذا الشرط هو شرط تعجيزي"، وقال: "يجب أن يعلم الجميع أننا لا نقايض وجود سورية وفلسطين والمقاومة بعدد من الحقائب الوزاريّة لا تسمن ولا تغني عن جوع"، داعياً الفريق الآخر الى "الواقعيّة".

وتوجه نصر الله إلى فريق "14 آذار"، مذكراً أن "هذا الفريق قال سابقاً إنه لن يشارك في الحكومة كي لا يغطي سلاح المقاومة، ونحن نقول لهم إننا لا نطلب منكم غطاءً لسلاح المقاومة لا سابقاً ولا حاضراً ولا مستقبلاً".

 

رد ثان من الحريري 

 

وفور انتهاء هذه الكلمة، عاد الحريري ليرد في بيان ثان معتبراً أنّ "نصر الله حوّل عاشوراء إلى مناسبة للوقوف مع نظام ظالم ضد شعب مظلوم". وأكّد الحريري: "لن نقدّم لحزب الله أي شكل من أشكال الشرعية الوطنية، لسياسات رعناء تزج بلبنان في مهب العواصف الإقليمية". وقال: "حزب الله لن يستطيع بعد اليوم أن يفرض على اللبنانيين شروط المشاركة في الحياة السياسية"، وأضاف: "لقد اختار حزب الله أن يضحي بسيادة لبنان وكرامته ووحدته الوطنية، كرمى لنظام بشار الأسد، وتلبية لقرار القيادة الإيرانية بحماية هذا النظام، وهو اختيار سيلعنه التاريخ".

غارة سورية على عرسال وصواريخ على سرعين 

شنّ الطيران الحربي السوري أمس غارة على بلدة عرسال في وادي البقاع شرق لبنان، كما سقطت ستة صواريخ في خراج بلدة سرعين في البقاع بعيداً من المنازل، ولم يفَد عن حصول اصابات.

ودعا الرئيس اللبناني ميشال سليمان إلى حماية البلدات اللبنانية التي تعرضت لغارات وصواريخ سورية و«التصدي لمصادر النيران».