تلقى النظام السوري ضربتين شديدتين، خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، الأولى وجهتها الحكومة الأردنية بإعلانها طرد سفير الرئيس بشار الأسد في عمان، والثانية تولاها الجيش الحر بتمكنه من السيطرة على أكبر معاقل قواته في مدينة خان شيخون في محافظة إدلب.

Ad

بعد أشهر من توجيهها «إنذاراً نهائياً»، اعتبرت الحكومة الأردنية أمس السفير السوري في المملكة بهجت سليمان شخصاً غير مرغوب فيه وأمرته بمغادرة المملكة خلال 24 ساعة بسبب «إساءاته المتكررة» إلى المملكة.

وقالت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية صباح الرافعي إن «الوزارة وبإيعاز من وزير الخارجية (ناصر جودة) سلمت السفارة السورية في عمان بعد ظهر اليوم، مذكرة تتضمن قرار الحكومة الأردنية».

ونقلت وكالة الأنباء الاردنية عن الرافعي قولها إن القرار يأتي بعد أن استمر سليمان «في إساءاته المتكررة وعبر لقاءاته الشخصية وكتاباته في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي والموجهة ضد المملكة وقيادتها ورموزها السياسية ومؤسساتها الوطنية ومواطنيها والتي لم تتوقف رغم التحذيرات المتكررة له بعدم استغلال الضيافة الاردنية لتوجيه الاساءات ومنذ فترة طويلة».

وأضافت أن «السيد سليمان استخدم أراضي المملكة كمنبر للتشكيك بمواقفها وتوجيه الاتهامات الباطلة لها وفي أكثر من موقع وأكثر من تصريح وأكثر من مرة، إضافة الى انه استخدم الاراضي الاردنية لتوجيه الاساءات المباشرة لدول عربية شقيقة وجارة للأردن، وقياداتها، والتي تربطها بالأردن أوطد العلاقات الأخوية وأمتنها».

إنذار نهائي

وكان الأردن وجه في السادس من يونيو الماضي «إنذاراً نهائياً» لسفير دمشق مهدداً باعتباره «شخصاً غير مرغوب به» بعد تصريحات نسبت له انتقد فيها استضافة المملكة لاجتماع أصدقاء سورية الذي عقد في مايو 2013، وطلبها نشر صواريخ باتريوت.

وعرف عن السفير سليمان توجيه انتقادات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فبعد طلب الأردن الباتريوت لحماية حدودها، قال، عبر فيسبوك، إن «الأردن بلد جاهل وعلى سورية أن تعلمه أن لديها صواريخ إسكندر وهي قادرة على علاج الباتريوت وبشكل ناجح جداً جداً».

وبعد وقت قصير من القرار الأردني، أعلنت وزارة الخارجية السورية أن القائم بالأعمال الأردني شخص «غير مرغوب فيه». وقالت، في بيان نشرته وكالة الانباء الرسمية (سانا)، إن «قرار المملكة مستهجن لا مبرر له»، مضيفة أنها «طلبت من السفارة الأردنية في دمشق إبلاغ القائم بالأعمال منع دخوله أراضي سورية».

معسكر الخزانات

إلى ذلك، تمكن الجيش الحر من تحرير معسكر الخزانات الذي يعد أكبر معاقل النظام في مدينة خان شيخون القريبة من حماة والتابعة إدارياً لإدلب، بعد عمليتين انتحاريتين واشتباكات عنيفة دامت ساعات مع كتائب الأسد.

وتكمن أهمية المعسكر في أنه يؤمن الإمداد لجميع الحواجز في خان شيخون وشمال المدينة، ويعد أيضاً مركز إمداد وقود لاحتوائه على خزانات ضخمة، بالإضافة إلى كونه مركز إمداد ذخيرة لاحتوائه على مستودعات تسليح، وبذلك يكون الأوتوستراد الدولي أصبح تحت سيطرة الجيش الحر بالكامل، بدءاً من مورك مروراً بخان شيخون حتى حيش.

وفي تفاصيل السيطرة على المعسكر، بدأت منذ ظهر أمس الأول الاشتباكات بين كتائب المجاهدين وقوات النظام، التي استهلت المعارك بقصف تمهيدي بالمدفعية والدبابات وقذائف مدفع جهنم، كما تم تنفيذ عمليتين انتحاريتين مما سهل عملية الاقتحام، حيث كانت البداية من الجهة الشرقية حيث سيطر المقاتلون على السواتر الشرقية والسواتر الشمالية.

وبعد السيطرة على السواتر بدأت عناصر قوات الأسد بالفرار تباعاً من المعسكر المحاصر بعد أن تم قتل العديد من الشبيحة داخل المعسكر، وكان مصير العناصر الفارة الاعتقال على يد عناصر جبهة النصرة، وخلال المعركة لم يهدأ الطيران الحربي والمروحي، حيث قام بتنفيذ 20 غارة في محيط الخزانات بالصواريخ الفراغية والعنقودية والبراميل المتفجرة .

معارك ميدانية

وفي درعا، اندلعت اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة السورية أمس في الجبهة الشمالية للمدينة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أشار أيضاً إلى قصف عنيف على مدينة دوما بريف دمشق بقذائف الهاون، قابله النظام بشن عدة غارات جوية.

وفي حلب، ذكر ناشطون أن الطيران الحربي دمر دبابة للقوات الحكومية في قرية البريج شمالي المدينة، بالتزامن مع إلقاء الطائرات الحربية براميل متفجرة على بلدات عدة في ريف حلب تسيطر عليها المعارضة.

«النصرة» وحمص

وفي حمص، تبنت جبهة النصرة ذراع تنظيم القاعدة في سورية، أمس التفجير المزدوج بسيارتين مفخختين الذي استهدف أمس الأول وسط  المدينة وأدى إلى مقتل 12 وإصابة 30 على الأقل وفق حصيلة رسمية.

وقالت الجبهة، في بيان نشر على حسابها الرسمي على موقع تويتر، «لقد منّ الله على عباده المجاهدين من جبهة النصرة في حمص العدية يوم 25 مايو 2014، باختراق كبير لمعاقل شبيحة النظام النصيري رغم القيود الكثيرة والتشديد الامني ونقاط التفتيش والحواجز العديدة».

وأوضح البيان انه «تم ركن السيارة الأولى في شارع الستين في حي الزهراء (في شرق المدينة) قرب خزان المياه، وركن السيارة الثانية عند تحويلة مصياف قرب مصفاة حمص (الى الغرب من التفجير الاول) ومن ثم تفجيرهما في نفس الوقت لتحقيق أكبر عدد من القتلى».

هجوم إيراني

في المقابل، اعتبرت إيران أمس الأول أن رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا هو «شخص ضعيف والأقل ملاءمة» لقيادة سورية. وقال مساعد وزير الخارجية حسن عبداللهيان، بحسب وكالة إرنا الرسمية، «إن أحمد الجربا لا يعرف من يلتقي خلال اجتماعاته في الخارج» في إشارة إلى لقائه مريم رجوي رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية المعارض يوم الجمعة في باريس.

ومن جهة ثانية، أكد عبداللهيان أن بلاده سترسل مراقبين للإشراف على الانتخابات الرئاسية المقررة الثلاثاء المقبل، موضحاً أن وفداً برلمانياً سيتجه إلى سورية خلال هذا الأسبوع لتولي هذه المهمة.

(دمشق، طهران- أ ف ب، رويترز، د ب أ، العربية. نت)