«الدولة» يستهدف كردستان.. وينفّذ مجزرة في سنجار
• تفجير المزارات مستمر... والأيزيديون يتظاهرون
• المقاتلات العراقية تقصف الحويجة وتقتل 12
• المقاتلات العراقية تقصف الحويجة وتقتل 12
كعادته قام تنظيم «الدولة الإسلامية» بعد سيطرته على قضاء سنجار الذي تقطنه أقلية من الطائفة الأيزيدية بقتل العديد منهم في مجزرة جماعية، ثم قام بعدها بتفجير مزارات ومراقد للطائفة في سنجار، فيما هدد إقليم كرستان بالسيطرة عليه.
بعد سيطرته على قضاء سنجار الذي تقطنه أقلية أيزيدية في مدينة الموصل أمس، قام تنظيم الدولة الإسلامية بقتل 67 شابا عراقيا أيزيديا بالرصاص، كما جرى تفجير مزارين للطائفة الأيزيدية في القضاء.وقال شهود عيان، أمس، إن «عناصر الدولة الإسلامية ارتكبوا مجزرة بشرية بحق الشباب الأيزيديين، بعد رفضهم طلب المسلحين تغيير ديانتهم والدخول في الإسلام، حيث تم قتل 67 شابا في مجمع سيبا بعد احتجازهم من قبل العناصر المسلحة وسط قضاء سنجار»، مشيرين إلى «قيام المسلحين باقتحام المباني والمصارف والجمعيات الحكومية وغيرها من الدوائر الخدمية، وسرقوا الأموال وأغلب احتياجات الأهالي في القضاء».وذكر الشهود أن المسلحين فجّروا مزار «ئامادين» ومزار لـ»آمريين» المقدسين لدى الطائفة الأيزيدية والموجودين أسفل جبل سنجار، كما يحاولون تفجير المزارات الأخرى التابعة للطائفة في أعلى الجبل، بعد إنذراهم للأهالي القريبين من المزارات بالإخلاء من أجل تفجيرها.تظاهرات حاشدةفي غضون ذلك، خرج المئات من الأيزيديين والأكراد العراقيين، أمس، في مظاهرات حاشدة في مدينتي أربيل والسليمانية، للمطالبة بإنقاذ شعب سنجار من أعمال العنف والتهجير التي يقوم بها «الدولة الإسلامية» في سنجار.وتجمّع المتظاهرون في أربيل أمام مبنى البرلمان، فيما تجمع آخرون أمام الأبنية الحكومية في مدينة السليمانية وهم يهتفون بشعارات تطالب بإنقاذ الأيزيديين الذين يتعرضون لمعاناة خطيرة من جراء قيام «الدولة الإسلامية» بالسيطرة على قضاء سنجار، ما اضطرهم الى الصعود الى قمة الجبل.ويعيش النازحون حاليا أوضاعا سيئة من جراء نقص الغذاء والمياه، فضلا عن أن هذه العوائل تعيش الآن في العراء، في ظل ارتفاع كبير في درجات الحرارة.تهديد الإقليمفي السياق، أعلن «الدولة»، أنه نجح في فتح الشريط الحدودي بين محافظتي نينوى التي يسيطر عليها ودهوك التابعة لإقليم كردستان. ونشر التنظيم مساء أمس الأول، بيانا بعنوان «غزوة فتح الشريط الحدودي بين ولاية نينوى ومحافظة دهوك» على مواقع جهادية.وقال في البيان «انطلقت جحافل الخلافة الإسلامية صوب المناطق الشمالية الغربية المحاذية لولاية نينوى الأبية، فيسّر الله للمجاهدين اقتحام العديد من المناطق المهمة التي تسيطر عليها العصابات الكردية والمليشيات العلمانية»، مضيفا: «وبعد سلسلة معارك بمختلف أنواع الأسلحة استغرقت يوما كاملا، وسقط وأُصيب فيها العشرات وهرب المئات منهم، تاركين أعدادا كبيرة من الآليات والعجلات وكمية ضخمة من الأسلحة والأعتدة غنيمة للمجاهدين».وأكد البيان أن «الإخوة سيطروا فيها على العديد من المناطق، ووصلت سرايا الدولة للمثلث الحدودي بين العراق والشام وتركيا»، معربا عن أمله بـ»استكمال فتح المنطقة بالكامل».قصف عراقيإلى ذلك، أفادت مصادر أمنية عراقية وشهود عيان بأن 18 شخصا قتلوا غالبيتهم من عناصر الدولة الإسلامية، وأصيب ثلاثة من المدنيين في قصف للطيران العراقي استهدف مكانين منفصلين غربي مدينة كركوك.وقالت المصادر إن طائرات مقاتلة استهدفت منزلين في حي حطين بقضاء الحويجة غربي كركوك، ما أدى الى مقتل سيدتين وثلاثة أطفال ورجل وإصابة ثلاثة مدنيين من عائلتين تم نقلهم الى مستشفى القضاء لتلقي العلاج، موضحة أن الطائرات المقاتلة تمكنت من قتل 12 من عناصر الدولة الإسلامية، بعد قصف مبنى محكمة قضاء الحويجة التي يتحصن فيها المسلحون.وفي المقابل، أفاد شهود عيان، أمس، بأن عناصر «الدولة» قاموا باقتحام منزل قاضي التحقيق في محكمة الحويجة، صباح سليمان الجبوري، واقتياده إلى جهة مجهولة غربي مدينة كركوك، ولايزال مصيره مجهولا.وذكر الشهود أن «القاضي المختطف معروف بنزاهته وتطبيقه للقانون، وكان يحقق في قضايا الإرهاب من دون تردد».وينتمي القاضي المختطف الى عشيرة الصكر من قبيلة الجبور، حيث يشغل أغلب أفراد عشيرته المناصب المهمة في قضاء الحويجة ومحافظة كركوك، أبرزها نائب المحافظ بكركوك والقائمقام في القضاء سبهان الجبوري، وقيادة الصحوة، وأعضاء البرلمان السابقون عن كركوك.وفي محافظة بابل جنوب بغداد، أعلن عضو لجنة الأمن في مجلس المحافظة النائب في البرلمان، أسعد المسلماوي، أمس، عن نجاته وثلاثة من أعضاء مجلس المحافظة من نيران قناص تابع لعناصر تنظيم الدولة الإسلامية شمالي المحافظة.وقال المسلماوي، «أثناء تفقدي مع ثلاثة من أعضاء مجلس المحافظة، من بينهم المتحدث باسم المجلس، القطعات العسكرية في منطقة الرويعية التابعة لناحية جرف الصخر شمالي بابل، واجهنا هجوما من نيران قناص تابع لعناصر التنظيم الإرهابي»، مبينا أن «الأعضاء لم يصبهم أي أذى»، مشيرا الى أن «قوة من الجيش والمتطوعين قامت بمواجهة إطلاق النار الكثيف وأمنت الطريق لخروجنا والتوجه الى مقر الشرطة الاتحادية».يذكر أن مناطق شمال بابل تشهد عمليات عسكرية مستمرة، لكونها تعد ملاذات لمسلحين يشكلون خطراً على محافظات وسط وجنوب العراق، وذلك تزامناً مع تواصل العمليات العسكرية الأمنية لطرد التنظيم من المناطق التي ينتشر فيها في محافظات نينوى وصلاح الدين وكركوك وديالى، بينما تستمر العمليات العسكرية في الأنبار لمواجهة التنظيم.(كركوك ـــــــ أ ف ب، د ب أ، رويترز)