«جنيف 2» بلا جدول أعمال ويبحث المساعدات والمعتقلين

نظام الأسد يرفض حصر «المسألة الإنسانية» بحمص... ويشكك في سيطرة الائتلاف على المقاتلين

نشر في 27-01-2014
آخر تحديث 27-01-2014 | 00:09
رغم تواصل أعمال مؤتمر "جنيف 2"، وعدم انسحاب أي طرف منه، لاتزال وجهات النظر بين المعارضة والنظام متباينة حيال كل النقاط التي يتم البحث فيها، وآخرها موضوع المساعدات والمعتقلين.
واصل مؤتمر «جنيف 2» بشأن سورية أعماله أمس في مدينة جنيف السويسرية من دون جدول أعمال واضح. وتطرقت المباحثات المباشرة التي جرت أمس بين وفدي نظام الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة بوساطة المبعوث الأممي والعربي الأخضر الإبراهيمي الى موضوع المساعدات الانسانية وفك الحصار المفروض على بعض المدن وموضوع المعتقلين.

وعكست تصريحات الفريقين بعد خروجهما من الاجتماع استمرار التباين في وجهات النظر، فقد رفض وفد النظام الحديث عن فك الحصار عن منطقة حمص فقط، مطالباً المعارضة أيضاً بفك حصارها عن بعض المناطق، كما شدد وفد النظام على ضرورة أن يكون تبادل المعتقلين من الطرفين، في حين نفت المعارضة أن يكون لديها معتقلون مدنيون.

الزعبي

وقال وزير الإعلام عمران الزعبي إن «المعارضة اقترحت الحديث عن حمص إلا أن الحكومة السورية تعتبر كل المدن السورية متساوية الأهمية»، مشدداً على «ضرورة التعامل بشكل كامل مع المسألة الانسانية وعدم تجزئتها»، زاعماً أن النظام «لا يميز ويريد تقديم المساعدات للجميع بغض النظر عن مواقفهم السياسية»، مضيفا أن تقديم المساعدات يأتي في خطوة ثانية لترتيبات تسمح بذلك وهي الترتيبات الأمنية.

وعن موضوع انتقال السلطة، قال وزير الاعلام إنه «لا إحراج» بالنسبة الى وفد النظام في مناقشة أي موضوع، لكنه أضاف أن تخلي الأسد عن السلطة هو «حديث خرافي».

«سانا»

في السياق نفسه، نقلت وكالة الأنباء السورية الموالية للنظام «سانا» عن مصدر في الوفد المفاوض قوله إن «وفد الائتلاف المسمى المعارضة يتحدث فقط عن حمص القديمة ما يثير الاستغراب». وبحسب «سانا» فقد طالب وفد النظام من المعارضة «تقديم صورة واضحة عمن لهم السيطرة عليهم من المسلحين في المناطق السورية، ولم يقدم وفد المعارضة أي شيء».

شعبان

من ناحيتها، أكدت المستشارة السياسية للرئيس السوري بثينة شعبان أمس أنه لا جدول اعمال للجلسات الجارية، وإن مواضيع البحث تتقرر تباعا.

وقالت شعبان: «كل يوم بيومه، لا يوجد جدول أعمال» للمفاوضات، مضيفة: «مع أهمية ادخال المساعدات، أن نأتي كوفد مفاوض دولي الى جنيف لكي نناقش ادخال قافلة مساعدات الى حمص، أعتقد ان هذا يقلل من شأن المؤتمر ومن شأن الهدف الذي رسم لهذا المؤتمر».

وأوضحت شعبان رداً على سؤال أن ترتيب مواضيع التفاوض الذي يريده النظام هو «وقف الارهاب، ومعالجة الوضع الانساني، وايصال المساعدات، وتهيئة الوضع الامني في البلد، ثم اطلاق مسار سياسي يقرره السوريون أنفسهم لما فيه وحدة سورية ومصلحتها».

وعن «هيئة الحكم الانتقالي» التي تقول المعارضة ان المفاوضات ستنتقل الى البحث بها الاثنين، قالت شعبان «سورية لديها تحفظ ليس على هذه العبارة فقط، بل لأن هذا الموضوع يطرح في وقت تدمي فيه سورية وتعاني من ارهاب فظيع».

آقبيق

في المقابل، نفى المعارض السوري منذر آقبيق أن يكون لدى المعارضة أي تنازل عن اي بند من بنود بيان «جنيف 1» في المفاوضات. وقال آقبيق، في رده على اسئلة الصحافيين: «بالنسبة لنا من غير المطروح التنازل عن أي بند من بنود جنيف واحد، ولا حتى مطروح التفكير بالتنازل عن اي حرف منه»، وأضاف أن «قوى المعارضة ستلتزم وقف اطلاق النار في حمص من اجل ادخال قوافل المساعدات الانسانية، لأننا نريد حقن الدماء، فنحن دعاة سلام، والطرف الذي سيمنع دخول المساعدات هو النظام لأن لديه حواجز أمنية وعسكرية تعتقل السكان وتقتلهم».

وعن قوائم المعتقلين والمطالبة بهم من النظام عبر الإبراهيمي، قال المعارض السوري: «لقد تم تقديم قوائم بعشرات الآلاف للمعتقلين لدى النظام، لدينا قوائم وقدمناها للإبراهيمي وبينهم نساء وأطفال».

وأكد آقبيق: «نحن مستعدون لترتيبات وقف اطلاق نار محلي في حمص، ونريد ان يكون ذلك اختبار نوايا للنظام، نحن هنا جادون في المفاوضات للوصول لحل سياسي وفق قرارات الشرعية الدولية ونريد السلام وحقن الدماء السورية».

لافروف

إلى ذلك، اعتبر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن تسوية القضايا الإنسانية في سورية ستعزز الثقة في مفاوضات «جنيف 2».

وقال لافروف في حوار مع قناة «إن تي في» الروسية أمس: «هدفنا هو التوصل في أقرب وقت ممكن إلى نوع من تفاهم سياسي بين الحكومة وبين معارضة مناسبة، وعلمانية، وتتمتع بحس وطني، ومساعدة الطرفين على توحيد صفوفهم لمحاربة الإرهابيين»، متابعاً «لا أرى مكانا في العملية التفاوضية لتنظيمات مثل جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) وفروع أخرى لتنظيم القاعدة».

وقال وزير الخارجية الروسي «اننا نرفض لاعتبارات مبدئية إجراء مفاوضات معهم، ولا ننصح الآخرين بذلك».

«النصرة» ترحب بمبادرة لوقف القتال مع «داعش»

رحبت «جبهة النصرة» الفرع الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سورية، بمبادرة داعية سعودي لوقف القتال بين تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) وتشكيلات أخرى من المعارضة السورية، وفق ما جاء في بيان لزعيمها أبومحمد الجولاني.

واقترح الداعية السعودي عبدالله المحسيني في 23 يناير الجاري مبادرة بعنوان «مبادرة الأمة»، مهلتها الزمنية خمسة أيام، وتنص على وقف فوري للقتال، وتشكيل محكمة شرعية بين الأطراف المتقاتلة.

ولم يتضح بعد موقف الطرفين المعنيين مباشرة بالمعارك على الأرض، وهما «داعش» من جهة، وتحالف «الجبهة الإسلامية»، و«جيش المجاهدين»، و«جبهة ثوار سورية» من جهة أخرى.

وقال الجولاني في بيان مكتوب نشرته «جبهة النصرة» على حسابها الرسمي على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي ليل الجمعة- السبت: «لقد اطلعنا على المبادرة التي أعلنها الشيخ عبدالله المحيسني، واطلعنا أيضاً على الجهد الذي قدمه لوقف القتال بين الجماعات»، وأضاف: «هذه مبادرة الأمة اليوم بين أيدينا، فانا لها ندعو ونبارك ونؤيد». وتابع: «نحن نشهد أن وقف القتال قد اتفق عليه جميع المتنازعين في الساحة، مع تباين بسيط في الآراء، كما اتفق الجميع على النزول لحكم الله عز وجل، وإعادة صب الجهود لقتال النظام النصيري»، في إشارة إلى نظام الرئيس بشار الأسد.

back to top