ثلاثة أدباء حددوا سمات الشخصية الكويتية راهناً

نشر في 23-12-2013 | 00:01
آخر تحديث 23-12-2013 | 00:01
No Image Caption
في ندوة أدبية استضافها «ملتقى ضفاف»

أجمع المتحدثون في ندوة ملتقى ضفاف الثقافي على الآثار السلبية النفسية للغزو العراقي في عام 1990 والتي ساهمت في اضطراب الشخصية الكويتية.
نظم ملتقى ضفاف الثقافي ندوة بعنوان «تغيرات الشخصية الكويتية بعد الغزو» بمقر الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية في منطقة الخالدية، تحدث فيها كل من الأديب اسماعيل فهد اسماعيل والأديبة ليلى العثمان ود.اقبال العثيمين، وحدد المتحدثون سمات الشخصية الكويتية راهناً، مستعرضين بعض الأسباب المؤثرة في بروز بعض الصفات.

قدم الندوة الشاعر حمود الشايجي مشيرا إلى تركيز الأديبة ليلى العثمان على الشخصية الكويتية من خلال كتاباتها، وكانت خير من وثق هذه الشخصية في أعمالها الأدبية المتمدة منذ الكويت القديمة إلى الآن.

من جانبها، أكدت العثمان أنها لم تعتذر عن المشاركة في الأمسية رغم وجودها في بيروت لحضور أعمال معرض بيروت الدولي للكتاب لأن موضوع الندوة يهمها بشكل كبير ولأنها عاشت مرحلة الغزو العراقي الغاشم وتعرف تماماً أن أسوأ شيء يعوق الشعوب هي الحروب، مبينة أن الحروب لا تؤثر فقط على البنية التحتية وعلى الاقتصاد الوطني بل هناك آثار أكبر وأعمق داخل شخصية الإنسان، عندما يتعرض الشعب الكويتي المسالم لمثل هذا الأمر وهو الذي لا يعرف شيئاً عن الحرب إلا من خارج نطاق حدوده في الدول العربية أو ما يحدث في العالم فإن الكارثة لا تترك في نفسه مثل الأثر الذي سيتعرض له إن كانت في أرضه وبلده.

تغير نحو الأسوأ

وتابعت: «من وجهة نظري أرى أن تغيّر الشخصية الكويتية بعد الغزو الصدامي كان للأسوأ ولكن في المجمل هناك من استفاد من هذه التجربة الرهيبة وهناك من تملكه الغضب والحقد وشاهدنا ذلك من خلال كتابات عديدة صدرت عن الغزو كانت في معظمها كتابات انفعالية غاضبة من مواقف بعض الدول السلبية إبان فترة الاحتلال العراقي، وحتى الطفل تأثر بهذه المرحلة بحيث أصيب بالهلع أثناء مرحلة الغزو وكثير من الأطفال أصبحوا يعيشون كوابيس مزعجة حتى بعد الغزو استمرت هذه الحالة لدى الكثير من الأطفال وحدث هذا الأمر مع ابنتي سارة عندما هددها ضابط عراقي باعتقالها وهي طفلة صغيرة».

المرأة الكويتية

وعن تغيرات شخصية المرأة الكويتية بعد الغزو، أكدت العثمان أن المرأة الكويتية كان تغيرها واضحا جداً وأكثر العوامل التي أثرت بشخصية المرأة كان من خلال بقائها في المنزل أثناء فترة الاحتلال، مشيرة الى ان المرأة الكويتية بطبيعتها تحب الخروج والتسوق وحضور الأعراس والحفلات وبقاؤها في المنزل أثناء فترة الغزو شكل فرصة ذهبية لها لتبقى مع أبنائها فترة أطول لمعرفة همومهم ومشاكلهم واستمر هذا الموضوع طوال فترة الاحتلال، ولكن للأسف ما ان استقرت الأوضاع حتى وجدنا أن المرأة الكويتية تفر من المنزل وكأنها تفر من السجن، رغم ذلك كان هناك تغير ايجابي في شخصية المرأة خصوصاً بعد مشاركتها في المقاومة مع الشباب للدفاع عن أرض الكويت».

وبالنسبة للرجل، ذكرت العثمان أن ثمة تصورا خاطئا كان يتعامل معه الرجل أن الدولة مؤقتة لذلك سيطر خوف كبير على أصحاب الأموال إذ أرسلوا أموالهم خارج البلاد، كما أن الفساد المالي انتشر بشكل كبير بسبب هلع البعض من المستقبل مستخدمين طرقا غير مشروعة في تأمين مستقبلهم عبر استنزاف أموال البلد».

ازدواجية الصفات

أما بالنسبة الى الدكتورة اقبال العثيمين، فأشارت إلى سمات الشخصية الكويتية التي تعرضت للتغير بعد الغزو بحيث أصبح الذكي يبحث عن الطمع والجشع وقلت نسبة الطيبة في الشخصية الكويتية وحل محلها الميول العنيفة وازدادت السخرية وأصبحت لاذعة وجارحة في الوقت نفسه، وأردفت: «أصبح الشاب الكويتي يعاني من فراغ قاتل فأصبح البعض منهم متدينا والآخر يطمح للسفر والترحال لتحقيق أحلامه التي فقدها في أرض وطنه، وأصبحت هناك ازدواجية في الصفات بحيث ان الشخصية البارة والتي تحب الوطن وتسعى للديمقراطية نجدها شخصية مختلفة بأهداف مختلفة وبعيدة عن السابق عندما تلجأ إلى ممارسات مشبوهة في الانتخابات. الشخصية الكويتية أصبحت غريبة نوعاً ما فنجد أن الكويتي عندما يُسافر خارج الكويت يحترم القوانين بدرجة كبيرة، لكنه عندما يرجع إلى الكويت يعمل على خرق القانون، وكل ذلك كان بسبب عقبات كثيرة أجبرت الشخصية الكويتية على التغير لأن الشخصية تتأثر بالمحيط الاجتماعي، وأعتقد أن أولى الاصلاحات في الشخصية الكويتية يجب أن يكون من خلال الإصلاح السياسي والدستوري».

تلاحم كبير

في ختام الندوة تحدث الروائي اسماعيل فهد اسماعيل عن الحالة الكويتية قبل فترة الغزو حيث كان هناك «شرخ» بين الشعب الكويتي وبين السلطة وهذا الشرخ كان من أكثر الأمور التي راهن عليها النظام العراقي في احتلال الكويت ولكنه تفاجأ عندما دخل الكويت فشاهد أن المعارضة التي كانت موجودة ضد السلطة هي معارضة وطنية لا تسعى الى تغيير النظام.

وأضاف اسماعيل: «اصبح هناك نوع من التلاحم الكبير بين الشعب الكويتي أثناء فترة الغزو يصعب عليّ وصفه، فالكل ساهم بشكل أو بآخر في مساعدة الآخرين، والكويتي اكتشف أنه قوي ومعطاء ومحب وعاشق وجار جميل، فأصبحت الفرجان كأنها عوائل وحتى التجار لم يتردد أحد منهم في صرف مبالغ من المال لتوزيعها على المحتاجين.

back to top