«المرأة في حياة الفنان»... أيقونات الرواد

نشر في 07-04-2014 | 00:01
آخر تحديث 07-04-2014 | 00:01
No Image Caption
افتتحت د. ضحى أحمد، مديرة متحف الفن المصري الحديث، معرض «المرأة في حياة الفنان»، فكرة وإعداد الفنانة سماح كمال، مشرفة المعارض بقاعة «أبعاد»، وضم مجموعة من أيقونات رواد الرسم والنحت وفنانين معاصرين، بحضور لفيف من الجمهور والنقاد.
تزامن المعرض مع الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، واستعادة الذاكرة البصرية في لوحات ومنحوتات رواد من مدارس فنية مختلفة، وتناغم رؤية كل فنان وخبراته الوجدانية والحياتية، وتجسيده لصورة المرأة في أعماله.

ذات الرداء الأزرق

لفتت د. ضحى أحمد إلى أن المعرض يضم أعمالا من مقتنيات متحف الفن المصري الحديث، ويعرّف أجيالاً جديدة بإبداع الرواد، وتحتفي رؤيتهم بالمرأة.  

أوضحت سماح كمال أن فكرة المعرض، تستعيد حضور المرأة في ذات فنانين رواد، وتسلط الضوء على احتفائهم بالأم والزوجة والحبيبة، ورموز شديدة الثراء مثل الخصوبة والنماء والأرض، ومدى تأثير تلك العلاقة على إبداعهم.   

أشاد الحضور بفكرة المعرض المتمحورة حول استعادة إبداع مشاهير الفنانين والثراء الجمالي في لوحاتهم المتفردة، مثل محمود سعيد، محمد ناجي، راغب عياد، سيف وانلي، يوسف كامل، صبري راغب وأحمد صبري.

كذلك  ضم المعرض أعمالاً نحتية متميزة للفنانين: جمال السجيني،  صبري ناشد، سيد أبو السعود، حبيب جورجي، عادل شعبان، محمد العلاوي ونزيه رشيد وغيرهم.  

في لوحة «ذات الرداء الأزرق» للفنان محمود سعيد، إطلالة على جماليات متفردة في فن «البورتريه»، وتجسيد التعبير الانفعالي لوجه فتاة، ورمزية لون ثوبها وزرقة البحر، واستحضار مفردات بيئة ساحلية.

محمود سعيد (1897 ـ 1964) أحد أبرز مؤسسي الفن التشكيلي المصري الحديث، امتزجت في لوحاته دقة البناء الكلاسيكي، تصوير شخوص ومفردات الحياة المصرية، تجسيد انفعالات الوجوه، والاحتفاء بعناصر الطبيعة في موطنه «الإسكندرية».

أمومة

ضم المعرض منحوتة «أمومة» للفنان جمال السجيني التي تنفرد بتكوينها المتلاحم، وتعبيرها عن حميمة العلاقة بين الأم وأبنائها، وتكثيف تجريدي لأسمى الغرائز الإنسانية.

 تتشكل صورة «الأم» لدى السجيني من خلال خبرات وموروث من التقاليد الراسخة، وتكوين يوحي بطاقة داخلية لمشاعره الكامنة، ورغبته في التعبير بالأزميل والصخر عن  صورة غير نمطية للأمومة.

يؤكد الفنان والناقد د. أحمد نوار أن السجيني أخذ على عاتقه جملة حية من القضايا الوطنية التي أصبحت محوراً لأفكاره الفنية، وشغلته قضية بناء التماثيل الميدانية، ومن منحوتاته المشحونة بمشاعر الانتماء القومي: «العربي»، «أمومة»، «الحرية».

استلهام التراث

ضم المعرض، أيضاً، أعمالا لفنانين معاصرين، من بينهم النحات محمد العلاوي (من مواليد1947). تعد تجربته امتداداً لأعمال رائدي النحت محمود مختار وجمال السجيني، وتميزت باستلهامها التراث المصري القديم.

وفي منحوتته «نهضة مصر»، استعادة للتكوين الجمالي لتمثال مختار الشهير، واحتفاء بمنجز سلفه، وتجسيده لرمزية التعبير عن الوطن بالأمومة.

للعلاوي معارض محلية ودولية، واهتمام بابتكار فضاءات نحتية غير مسبوقة، وتمازج فريد بين الواقعية والرمزية، وله دراسات فنية من بينها «الالتزام في الفن يشكل محوراً مهماً في ارتباط الفنان بمجتمعه».

نال العلاوي جوائز محلية ودولية من بينها جائزة «محمود مختار للنحت»، «جائزة النحت في بينالي القاهرة الدولي»، واشتهر بخبرته المتفردة في التعامل مع خامات الرخام والبرونز، واقتنى أعماله أفراد وهيئات داخل مصر وخارجها.  

تميز المعرض بأعمال وثيقة الصلة برموز ودلالات يحملها كل فنان للمرأة، وتتناغم مع خبراته الفنية والإنسانية، وقدرته على التخيل، وإطلاق صور حميمة من داخله إلى فضاء اللوحة أو تكوينات القطعة النحتية.

back to top