كيري يحذر إسرائيل من التحول إلى «دولة فصل عنصري»

نشر في 29-04-2014 | 00:01
آخر تحديث 29-04-2014 | 00:01
No Image Caption
مهلة «مفاوضات السلام» تتتهي اليوم... وحكومة نتنياهو تجمد البناء الفلسطيني في «الضفة»
اعتبر وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن إسرائيل قد تتحول إلى دولة فصل عنصري إذا لم تتوصل إلى سلام مع الفلسطينيين في تصريحات مسربة قبل يوم واحد من انتهاء الموعد النهائي لانتهاء مفاوضات السلام التي يرعاها، في حين أكدت إسرائيل تجميد مشاريع بناء فلسطينية في الضفة الغربية.

قبل يوم واحد من انتهاء المهلة المحددة سلفاً لمفاوضات سلام بين الفلسطينيين وإسرائيل انطلقت قبل ثمانية أشهر برعاية أميركية، هاجم وزير الخارجية الأميركي جون كيري تل أبيب معتبراً أنها ستتحول إلى دولة فصل عنصري.

وأبلغ كيري مجموعة من كبار المسؤولين الدوليين خلال اجتماع مغلق مع اللجنة الثلاثية النافذة الجمعة الماضية أن إسرائيل قد تصبح «دولة فصل عنصري»إذا لم تتوصل إلى السلام قريبا مع الفلسطينيين»، كما أورد موقع «ذي ديلي بيست» الأميركي أمس الأول.

وقال كيري إن «حل الدولتين يجب تأكيد أنه البديل الوحيد الواقعي. لأن دولة أحادية سينتهي بها الأمر أن تصبح إما دولة فصل عنصري مع مواطنين من الدرجة الثانية أو دولة تدمر قدرة إسرائيل على أن تكون دولة يهودية».

وأضاف: «حين يصبح هذا الإطار واضحا في الأذهان، فإنه عبر هذه الحقيقة التي هي الأساس يمكن فهم مدى أهمية الوصول إلى حل الدولتين الذي تعهد الزعيمان حتى الخميس الماضي بأنهما سيبقيان ملتزمين به»، مشدداً على أن عملية السلام لم تمت. وأفاد الموقع الإخباري أن الاجتماع ضم مسؤولين كبارا وخبراء من الولايات المتحدة وغرب أوروبا وروسيا واليابان. وتعبير «الفصل العنصري» يأتي إشارة إلى نظام الفصل والقمع على أساس عرقي في جنوب إفريقيا بين عامي 1948 و1994.

تجميد مشاريع

على صعيد آخر، أكدت إسرائيل أمس أنها جمتد مشاريع البناء لفلسطينيين في 60% من المنطقة «ج» الخاضعة لسيطرتها بالكامل في الضفة الغربية.

وأوضح مسؤول الإدارة العسكرية في الأراضي الفلسطينية يواف موردخاي أن «الإجراء الذي دخل حيز التنفيذ اتخذ في أبريل رداً على طلب تقدم به في مطلع الشهر الحالي الفلسطينيون من أجل الانضمام إلى 15 اتفاقية ومعاهدة دولية، وذلك خلافا لالتزاماتهم».

وأكد الجنرال موردخاي أن عملية التجميد تشمل سلسلة من المشاريع كانت قد حصلت على ضوء أخضر من وزير الدفاع موشيه يعالون، مضيفاً «المشاريع تشمل بناء 600 منزل إضافة إلى إعطاء رخص لمساكن شيدت من دونها». وجمدت الإدارة العسكرية خمسة مشاريع «غير قانونية» تمولها هبات اجنبية. وتتعلق هذه المشاريع بملعب تموله الحكومة الايطالية وتحديث احد الآبار بمساعدة من السويد، بالإضافة إلى خيم توزعها الأمم المتحدة وملاجئ من تقدمة منظمة غير حكومية فرنسية.

وفي السياق، أشارت صحيفة «هارتس» إلى أن تجميد أعمال البناء في المنطقة «ج» يناقض حكما أصدرته المحكمة العليا مؤخرا يعتبر أن مشاريع البناء في الضفة الغربية يجب أن تكون مرتبطة بمعايير «مهنية» لا سياسية.

ذكرى «الهولوكوست»

من جهة أخرى، وقفت إسرائيل أمس دقيقتين حدادا، وانطلقت صافرات الإنذار في أنحاء البلاد، إحياء لذكرى وفاة ملايين اليهود في المحرقة النازية «الهولوكوست».

وجرت مراسم وضع أكاليل الزهور بمؤسسة «ياد فاشيم» لتخليد ذكرى الهولوكوست في القدس صباح أمس، حيث بدأ اليوم السنوي المخصص لإحياء ذكرى المحرقة النازية في إسرائيل بعد غروب شمس أمس الأول. أما في بولندا، فخرج الشباب ظهر أمس في مسيرة بطول ثلاثة كيلومترات بين موقعي معسكري التعذيب «أوشفيتس» و«بيركناو»، وشارك في المسيرة رئيس المجر يانوش ايدر وعدد من وزراء حكومته.

 ورغم إعلان الأمم المتحدة يوم 27 يناير اليوم العالمي لإحياء ذكرى الهولوكوست، فإن إسرائيل تعتمده يوم 27 أبريل، قبل أسبوع من ذكرى إقامة الدولة العبرية.

إصرار فلسطيني

في الجهة المقابلة، أصر الفلسطينيون على انتهاج «الكفاح السلمي» في مواجهة إسرائيل، وأقر المجلس المركزي لمنظمة التحرير مساء أمس الأول خطة لمواصلة انضمام القيادة الفلسطينية إلى منظمات الأمم المتحدة والاتفاقيات والمعاهدات الدولية، وعددها حوالي 60 منظمة واتفاقية.

وقال المجلس في بيان ختامي: «يؤكد المجلس ضرورة مواصلة القيادة الفلسطينية الانضمام إلى منظمات الأمم المتحدة والاتفاقيات والمعاهدات الدولية وفق الخطة الفلسطينية التي تم اعتمادها». وأضاف البيان الذي تلاه أمام المجلس عضو القيادة الفلسطينية بسام الصالحي بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أن المجلس يرفض «كل التهديدات والابتزاز الذي تمارسه إسرائيل ضد المصالحة الفلسطينية والحملة التي تقوم بها ضد اتفاق المصالحة، محملا تل أبيب «المسؤولية الكاملة عن إفشال الجهود الدولية والأميركية للتوصل إلى تسوية للصراع من خلال المفاوضات التي أفشلتها إسرائيل».

في غضون ذلك، أعلنت قيادية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مساء أمس الأول أن ممثلي الجبهة في المجلس المركزي الفلسطيني المنعقد في رام الله انسحبوا من الجلسة الختامية احتجاجا على ما تضمنه البيان بشأن استمرار المفاوضات. وقالت خالدة جرار عضو المكتب السياسي للجبهة: «انسحبنا من الجلسة الختامية، لأن البيان الختامي أشار إلى استمرار المفاوضات بالطريقة ذاتها وتحت الرعاية الأميركية»، مضيفة «طالبنا ونطالب بوقف هذه الطريقة من المفاوضات ونقل ملف الصراع الفلسطيني إلى الأمم المتحدة».

(واشنطن، القدس-

أ ف ب، رويترز، كونا)

back to top