• لم يكن أخونا الكبير برجس حمود البرجس، رحمه الله، من الشخصيات الكويتية العادية، فقد كانت مسيرته وإسهاماته لا تعد ولا تحصى، ولا يحدها سقف، ولا حدود.

Ad

فقد كان رحمه الله متعدد الفعاليات، يكسب المؤسسات التي شغلها شخصيته، ويثريها ويدفعها للفعل الحقيقي الذي لا تخطئه العين.

• تقاطعت بنا الظروف والأيام في محطات كثيرة منذ أن كان يزورنا في جريدة "الوطن"، ومقالات "ضاري بن طوالة"، وزمن محمد مساعد الصالح، رحمه الله، والذي أطلق عليه لقب "راعي كونا" بحكم توليه رئاسة وكالة الأنباء الكويتية، ودفعها في زمن قصير إلى منافسة وكالات الأنباء، والزيادة الملحوظة لأخبار الانفراد فيها. استطاع "أبو خالد" أن يضفي من شخصيته المتجددة الكثير على شخصية "كونا" ليعطيها صبغة محايدة، وتجلى ذلك عندما نشرت "كونا" أخبار نتائج انتخابات المجلس الوطني في يونيو 1990، كاشفة تدني نسبة المشاركة، على غير رغبة الحكومة حينذاك.

• وقد ضمتنا لجنة جامعية لتأسيس قسم الإعلام، وكانت ملاحظاته ومداخلاته من العناصر الأساسية التي صغنا على أساسها التقرير الذي تم بموجبه إنشاء قسم الإعلام بجامعة الكويت، وكانت بداية لعلاقة استمرت سنين طويلة.

• بعد التحرير، وبعد أن ساءت الأمور مع الحكومة وبيننا في الجمعية الكويتية للدفاع عن ضحايا الحرب حول قضية الأسرى، كان من أوائل الذين زاروني في الجمعية مبدياً استعداده للدعم والمساندة، واضعاً إمكانات الهلال الأحمر لحل الإشكال.

• هناك قلة قليلة من رجالات الكويت مثل فقيدنا الغالي، الذين لم يعقهم مغادرة المنصب الرسمي عن تقديم عمل تطوعي عام فيه خير للناس، وسواء كان في وزارة الصحة حيث بدأ عملياً، أو في وكالة الأنباء الكويتية، أو في آخر محطاته، وهي الهلال الأحمر، الذي دفع فيه باسم الكويت إنسانياً إلى أبعد بقاع الدنيا. والحق يقال، إنني في جولاتي الإنسانية، تحديداً في الـ15 سنة الماضية، وجدت الهلال الأحمر الكويتي في كل مكان تقريباً، رافعاً علم الإنسانية دون كلل أو ملل أو تخاذل، رغماً عن المرض والتعب، وحالما أعود من رحلتي أزوره للحديث عن كيفية تطوير تلك الإسهامات في خدمة الإنسان.

• رحل عنا الأخ الكبير برجس البرجس، وهو في عز عطائه وتميزه، ويحق لهذا الوطن أن يفخر به إنساناً معطاء لم يتوقف، فإن توقف قلبه الكبير عن الخفقان، فإن إسهاماته للفقراء والمحتاجين والمهمشين وضحايا الكوارث من سورية إلى فلسطين إلى مقديشو إلى إندونيسيا إلى لبنان وغيرها كثير، لن تتوقف، فالهلال الأحمر مازال زاخراً بنخبة متفانية لا تقل عن أبي خالد عطاء من مجلس الإدارة إلى أصغر متطوع.

• فليرحم الله برجس البرجس رحمة واسعة، أحد رجالات الجيل الذهبي، وليجزه عنا خير الجزاء، وليلهم أهله ومحبيه فرداً فرداً الصبر والسلوان، فقد فقدت الكويت والعالم إنساناً لا يعوض.