وسط مخاوف من اتساع دائرة استهداف المدنيين في القاهرة، شهدت سيناء مذبحة جديدة مساء أمس الأول في هجوم بالهاون على متجر ومعسكر أمني أسفر عن مقتل 8، في وقت بدأت الرئاسة تحركات لاحتواء رجال الأعمال لإنقاذ الاقتصاد المصري من خطر الانهيار.     

Ad

في عودة دامية إلى العمليات الإرهابية بسيناء، ارتفع عدد ضحايا الهجوم الصاروخي الذي شنته جماعات إسلامية متشددة على مدينة العريش الواقعة شمال سيناء الحدودية مع إسرائيل ليصل إلى ثمانية قتلى و32 مصاباً، أغلبهم من المدنيين، ليصبح الهجوم الأسوأ، وفق خبراء أمنيين، لكونه استهدف شريحة من المدنيين، لم تكن مستهدفة من قبل مسلحي سيناء، الذين زادت عملياتهم العام الماضي ضد قوات الأمن، على خلفية عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي.   

وكانت قذيفة هاون قد سقطت مساء أمس الأول في ضاحية السلام التابعة لمدينة العريش بمنطقة أسواق أدت إلى سقوط قتلى ومصابين أغلبهم من الأطفال، فيما استهدف مسلحون أحد المعسكرات الأمنية قرب مديرية أمن شمال سيناء بقذيفتي هاون، ما أدى إلى مقتل مجند وإصابة سبعة مدنيين، ولم تعلن جماعة مسؤوليتها عن الحادث، فيما رجحت مصادر سيادية وقوف "أنصار بيت المقدس" وراء العملية.  

المتحدث الرسمي للقوات المسلحة، العقيد محمد سمير، قال إن مثل هذه العمليات لن تنال من عزم القوات، على اقتلاع جذور الإرهاب، واصفاً العملية بـ "الخسيسة"، مؤكداً أنها "لن تزيد الجيش إلا إصراراً على استكمال مهمته المقدسة في الدفاع عن أمن واستقرار البلاد".

وشهدت المنطقة عقب الحادث استنفاراً أمنياً وتطويقاً لضبط الجناة، حيث أكد شهود عيان أن قوات الأمن مشطت المنطقة بحثاً عن الجناة، فيما انتقلت النيابة العامة إلى موقع الانفجار، لمعاينة المكان والاستماع إلى الشهود، وتم التصريح بدفن جثث الشهداء بعد معاينة الطبيب الشرعي.

في الأثناء، قال وزير الدفاع صدقي صبحي إن الجيش سيظل الحصن المنيع لأمن مصر القومي، وإن رجال القوات المسلحة أقسموا على حماية الوطن.

اعتقال عبدالغني

وفي ضربة أمنية جديدة لقيادات "تحالف دعم الشرعية"، تمكنت قوات حرس الحدود من توقيف قائد الجناح العسكري للجماعة الإسلامية عضو التحالف صفوت عبدالغني، وأربعة مطلوبين آخرين، بينهم الأمين العام لحزب "البناء والتنمية" علاء أبوالنصر، وأوضح مصدر أمني لـ"الجريدة" أن عملية الضبط جاءت بعد معلومات تلقتها القوات عن مساعي عبدالغني وآخرين للتسلل عبر منطقة "العلاقي" في أسوان الحدودية مع السودان.

في الأثناء، شهد مركز ملوي، أحد أكبر مراكز محافظة المنيا، أحداث عنف طائفي، عقب مقتل مسلم على يد قبطي، على خلفية مشاجرة مرورية بينهما، حيث توجه أهالي القتيل إلى منازل أقباط وأضرموا فيها النيران، إلى أن تمكنت تعزيزات أمنية من الحيلولة دون تصاعد الأمور.

ترشّح «الوطني»

وفي خطوة جديدة، اعتبرها كثير من المراقبين بمنزلة قُبلة الحياة لقيادات الحزب الوطني المنحل، في العودة للعمل السياسي، قضت محكمة مستأنف القاهرة للأمور المستعجلة، بإسقاط حكم المحكمة القاضي بعدم السماح لقيادات الحزب بالترشح لمقاعد مجلس النواب المقرر إجراؤها قبل نهاية العام الحالي.

وأوضحت المحكمة في أسباب حكمها أن محاكم الأمور المستعجلة غير مختصة بنظر مثل هذا النوع من الدعاوى القضائية، والتي يخضع الاختصاص فيها إلى محاكم القضاء الإداري بمجلس الدولة، دون غيرها من المحاكم، في حين قال الفقيه الدستوري شوقي السيد إن المحكمة استندت في حكمها على عدم الاختصاص، موضحاً لـ"الجريدة" أن القضاء الإداري هو المنوط به نظر مثل هذه الدعاوى، مشيراً إلى أن الحكم الأول استند على أدلة غير كافية، فضلاً عن عدم وجود أحكام قضائية جنائية تمنع قيادات "الوطني" من المشاركة في الحياة السياسية.

وكانت المحكمة الإدارية العليا قضت بحل الحزب الوطني في أبريل 2011، عقب ثورة يناير التي أطاحت حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، لكونه "أضر بالحياة السياسية وأفسدها".

السيسي ورجال الأعمال

في الأثناء، ووسط مساعيه لإنقاذ الاقتصاد، استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمس الأول، نحو خمسين شخصاً من رجال الأعمال المصريين ورموز القطاع الخاص، على مأدبة إفطار، بمقر رئاسة الجمهورية، بحضور رئيس الوزراء إبراهيم محلب، وعدد من الوزراء. وكان السيسي التقى قبل أيام أيضاً عدداً من رجال الأعمال، وأفادت المصادر بأنه خرج مستاء من اللقاء.

المتحدث الرسمي باسم الرئاسة إيهاب بدوي، قال إن الاجتماع امتد إلى أكثر من 3 ساعات، تم خلالها استعراض الأوضاع الإقليمية والداخلية بوجه عام، والاقتصادية والاستثمارية في مصر بوجه خاص، والاحتياجات الاستثمارية المصرية في المرحلة المقبلة.

وعلمت "الجريدة" من مصادر أن جلسة الرئيس مع رجال الأعمال جاءت لدراسة أوجه مساهمتهم في إنقاذ الاقتصاد، وقالت المصادر إن الجلسة شهدت تبرعات واسعة من رجال الأعمال لصندوق "تحيا مصر" الذي دشن لدعم الاقتصاد بإجمالي تبرعات وصلت إلى نحو 5 مليارات جنيه. وقال صاحب شركة جهينة صفوان ثابت إن الرئيس قرر تشكيل لجنة وزارية تختص بإدارة الصندوق بحضور ممثلي رجال الأعمال.