الأغلبية الصامتة: تدوين التاريخ مسؤولية وطنية

نشر في 26-12-2013
آخر تحديث 26-12-2013 | 00:01
لعل شخصيات، مثل الأستاذ عبدالله النيباري وأحمد السعدون، تقع عليهم مسؤولية تاريخية تتطلب منهم التوقف قليلاً وتذكر أن العمر يمضي ولابد لهم من تسجيل ما عاصروه من أحداث إما بأنفسهم وإما بتكليف من يرونه قادراً على ذكرها.
 إبراهيم المليفي لم تغامر "القبس" أو تقفز إلى المجهول عندما قررت نشر كتاب "14 يوماً هزت الكويت" لمؤلفه الزميل والصديق طارق العيدان، الكتاب يوثق مرحلة مهمة من تاريخ الكويت الحديث وقعت أحداثها تحت الشمس وانتشرت تفاصليها حول أرجاء العالم، ومن أدلوا بشهاداتهم في هذا الكتاب شخصيات لها وزنها ورأيها المتزن الذي يستحق أن "يتأرشف" بين دفتي كتاب يمكن الرجوع اليه بأي وقت يدوياً أو إلكترونياً.

"كتاب 14 يوماً هزت الكويت" يسجل للعالم تفاصيل تولي حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، مقاليد الحكم في الكويت عبر تفعيل قانون توارث الإمارة وتزكية مجلس الأمة لاختيار أسرة الحكم الكريمة بعد رحيل أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح وتعذر مباشرة الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله الصباح لصلاحياته الدستورية لأسباب صحية، وقد جرت العادة بحكم هيمنة الثقافة الشفاهية على المجتمع الكويتي وسياسيه بالتبعية، أن تختفي الكثير من التفاصيل وتُختلق أحداث وتفاصيل بأكملها ولا تجد من يتصدى لها بالتوضيح والتصويب إلا من قلّة حريصة على جمع شتات ما تفرق وربط أوصال ما تقطع.

أذكر هنا سلسلة الكتيبات التي لم تأخذ حقها من الشهرة والانتشار لأستاذ العلوم السياسية الدكتور فلاح المديرس الذي عالج بطريقة أكاديمية تاريخ الكثير من التنظيمات السياسية في الكويت قبل الغزو وبعده وبالجملة والمفرق ومن يريد أن يتعرف على تاريخ "الإخوان المسلمين" أو "حزب البعث" أو الشيوعيين في الكويت فما عليه سوى أن يرجع إلى إصدارات المديرس. وأسجل هنا بكل الاعتزاز المذكرات التي أصدرها الدكتور أحمد الخطيب في كتابين متتاليين والتي كسر فيها "عادة" السياسيين الكبار الذي يقلبون الدنيا ثم يتركون مسؤولية كتابة تاريخهم وتاريخ المرحلة التي عملوا وأثروا فيها تحت رحمة اجتهادات المحبين و"تخبيصات" من يبحثون عن الشهرة السريعة، كما لا يمكنني تجاوز الكتاب الضخم الذي أنقذ الكثير من تفاصيل أحداث "دواوين الاثنين" للأخ العزيز يوسف المباركي التي كانت متداولة بين دائرة صغيرة من المهتمين أخذت "تتصاغر" مع مرور الزمن إلى أن جاء من يلملم شتاتها ويلقي بها في حضن الأجيال التي ولدت بعد تلك الأحداث.

ولعل شخصيات، مثل الأستاذ عبدالله النيباري وأحمد السعدون، تقع عليهم مسؤولية تاريخية تتطلب منهم التوقف قليلاً وتذكر أن العمر يمضي ولا بد لهم من تسجيل ما عاصروه من أحداث إما بأنفسهم وإما بتكليف من يرونه قادراً على ذكرها، وقد قيض الله للمرحوم سامي المنيس من يكتب تاريخه عنه، وهو الأخ الدكتور محمد العبدالجادر في حين أن قامة بوزن العم جاسم القطامي لم تجد من يرصد سيرته ومسيرته بشكل مكثف.

أعود في الختام إلى كتاب "14 يوماً هزت الكويت" لأقول، لقد صدر هذا الكتاب خارج الكويت ضمن منشورات "ضفاف"، ومنذ ستة أشهر ينتظر هذا الكتاب السماح له بالتداول داخل الكويت، ليس من قبل الجهات المعتادة في وزارة الإعلام ولكن من قبل الديوان الأميري، ومنّا إلى الزميل الكبير عبداللطيف الدعيج.

***

الفقرة الأخيرة:

من فاتني ذكرهم في هذا المقال أقدم لهم اعتذاري مقدماً.

back to top