كلمة حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه بمناسبة العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك لعام 1435 هجري.
بسم الله الرحمن الرحيم "يا ايها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين" "صدق الله العظيم " الحمد لله رب العالمين إله الأولين والآخرين والصلاة والسلام على إمام الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الغر الميامين. إخواني وأبنائي الأعزاء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ألتقي بكم في هذا الشهر الفضيل في لقاء متجدد ومحبب إلى نفسي في إطار التواصل والمحبة التي تجمعني بكم جريا على عادة حميدة وسنة رشيدة لأجدد لكم التهاني بشهر رمضان المبارك وأبارك لكم دخول العشر الأواخر منه مبتهلين إلى المولى تعالى أن يعيده على وطننا العزيز وشعبنا الكريم بالخير واليمنِ والبركات وعلى الأمتين العربية والإسلامية وهما ترفلان بأثواب العز والرفعة والسلام والاستقرار. إخواني وأبنائي شرع لنا المولى سبحانه وتعالى العبادات العظيمة وأكرمنا بتكرار مواسم الخير الكريمة التي تزكو بها النفوس وتمتلئ بها خيرا وبركة وتشع فيها نورا وضياء ومن ذلك ما خص به المولى جل وعلا شهر رمضان المبارك من فضائل جمة فجعله ميدانا للخير والتقى يتنافس المؤمنون فيه بإدراك فضائله وبالتقرب إلى المولى تعالى بالطاعات والعبادات وبالإقبال على كتاب الله تعالى تلاوة وتدبرا وعملا فهو شهر رمضان الكريم وشهر المغفرة والرحمة والعتق من النار. كما يمثل هذا الشهر الكريم فرصة سانحة لتذكر نعم المولى تعالى التي أفاء بها علينا وعلى وطننا فقد أكرمنا بنعمة الإسلام والإيمان وأسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنه من خير وعطاء وسعة ورخاء ومن أمن وأمان واستقرار ومن إشاعة للمحبة والترابط والتراحم والتواد بيننا. انه فرصة للتأمل والتدبر لمعرفة ماذا قدم كل منا لوطنه الذي أعطى الكثير وما يتوجب عليه تقديمه من عطاء يفخر به ومن إسهام لرفعته وعلو شأنه وما ينتظره منه من حقوق ومسؤوليات تتجاوز المنافع الشخصية. إخواني وأبنائي إن وطننا أمانة في أعناقنا جميعا علينا المحافظة عليه متمسكين بنهجنا الديمقراطي الذي ارتضيناه وبدستورنا الذي نفخر به وإن أمام وطننا تحديات مصيرية للنهوض بحاضرنا وبناء مستقبلنا ولا سبيل لذلك إلا بتضافر كافة الجهود والطاقات الوطنية وبتعاوننا جميعا في عمل جاد ومخلص للنهوض بمسيرة العمل الوطني المشترك ودفع عجلة التنمية والبناء وتذليل كافة العقبات وتجاوز المعوقات لتلبية التطلعات والطموحات المنشودة لكافة المواطنين. إخواني وأبنائي نؤكد إيماننا المطلق بقضائنا العادل المشهود له بالأمانة والحيدة والنزاهة وبالسلطة القضائية وبأن كل ما أثير من قضايا هي تحت مظلة القانون وفي عهدة القضاء لإظهار الحقائق وإصدار الأحكام العادلة. إخواني وأبنائي لقد أكدت في مناسبات عديدة على أن ثروة الوطن الحقيقية تمكن في شبابه فهم عدته وعماده وإنني أرى في عيونِ شبابنا معالم كويت المستقبل فهم صناع الغد وسواعد الوطن وأعمدة نهضته المقبلة. ولقد عقد في العام الماضي المؤتمر الأول للشباب تحت شعار "الكويت تسمع" وقد وجهت الحكومة إلى دراسة التوصيات الهامة الصادرة عن هذا المؤتمر والإسراع في تنفيذها واتخاذ التدابيرِ الكفيلة بتمكين شبابنا من تطوير إمكانياتهم ومهاراتهم ومعالجة قضاياهم وتذليل ما يواجهونه من عقبات مؤكدين أننا لن نبخل عليهم بجهد أو مال. وقد رأينا عددا من هذه التوصيات قد برزت حقيقة على أرض الواقع من أهمها إنشاء وزارة ترعى شؤون الشباب وتأسيس صندوق لتنمية المشاريع الصغيرة برأس مال قدره ملياري دينار إضافة إلى مجموعة من الإجراءات والقرارات والقوانين التي تتعلق بشؤون الشباب وستشهد الأيام المقبلة العديد من القرارات والمبادرات التي تضع أبناءنا الشباب على طريق الإنجاز وتمكنهم من المساهمة في تحمل المسؤولية بالمشاركة بمسيرة التنمية والبناء لوطننا العزيز. إن على شبابنا أن يكونوا أكثر وعيا ونضجا في تكوين قناعاتهم وأن يكرسوا أوقاتهم ويسخروا طاقاتهم لطلب العلم والتزود بالمعارف وعلوم العصر وأداء أعمالهم ومسؤولياتهم بكل تفان وإخلاص وعدم الالتفات إلى ما يروج من دعوات وشعارات تشغلهم وتبعدهم عن تحقيق أهدافهم وغاياتهم السامية لبناء مستقبلهم ومستقبل وطنهم الزاهر بإذن الله تعالى. إخواني وأبنائي نعايش العدوان الإسرائيلي الغاشم المتواصل على قطاع غزة وقصفه للمناطق السكنية والمنشآت المدنية مسفرا عن سقوط الضحايا والجرحى والمصابين من إخواننا الفلسطينيين دون وازع أو رادع إنساني في ظل فشل مجلس الأمن لوقف هذا العدوان مما يضع المجتمع الدولي بأسره أمام مسؤولياته لوقف هذا العدوان الإسرائيلي السافر ورفع هذه المعاناة التي يمر بها الشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة والى تقديم الدعم والعون والمساعدات الإنسانية لأهلنا بالقطاع المنكوبين. إخواني وأبنائي نعيش هذه الأيام والليالي المباركة من العشر الأواخر التي عظمها المولى تعالى وشرفها في ليلة القدر التي أنزل فيها القرآن الكريم وأجزل فيها الفضل والثواب فطوبى لمن اغتنم أيامها ولياليها بالتزود بالعمل الصالح. جعلنا الباري تعالى ممن غفرت ذنوبه ومحيت سيئاته فكان من الفائزين بنعيمه وجناته مبتهلين إلى المولى جل وعلا أن يحفظ وطننا من شرور الكائدين وخطر المضلين ويديم عليه نعمة الأمن والأمان والرخاء والازدهار ويهدينا إلى سواء السبيل لخدمته ورفع رايته. كما أن واجب الوفاء والعرفان يحتم علينا ونحن في هذه الأوقات الفضيلة استذكار أميرنا الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح وأميرنا الوالد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح طيب الله ثراهما سائلين المولى تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته ويسكنهما فسيح جناته ويجزيهما خير الجزاء على ما حققاه من إنجازات مشرفة وأعمال جليلة لوطننا العزيز وأن يرحم شهداءنا الأبرار الذين بذلوا دماءهم الزكية دفاعا عن ثرى الوطن الغالي وينزلهم منازل الشهداء وأن يتغمد بواسع فضله ومنه موتانا جميعا ويسكنهم فسيح جناته كما نتضرع إليه بأن يجمع كلمة المسلمين على سواء ويحقن دماءهم ويوحد صفوفهم ويحقق لدولنا العربية والإسلامية الأمن والإستقرار والإزدهار. ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. (ال
آخر الأخبار
سمو الأمير: ثروة الوطن الحقيقية تكمن في شبابه
20-07-2014