وضعت الانتخابات البرلمانية أوزارها في العراق، إلا أن نتائجها الأولية لم ترُق لبعض المرشحين في ديالى الذين بدت "الهزيمة" لاحقة بهم، فمنهم من هاجت عليهم أمراض الضغط والسكري والقلب، ومنهم من أقفل هاتفه ولم يعد يعجبه سماع احد بعد أن كان يتفنن بكسب الأصوات.

Ad

هكذا هي الانتخابات الديمقراطية فيها ربح وخسارة، لكنها كانت، وفق مراقبين، مدعاة لجلب أزمات صحية شديدة، بالذات للمرشحين المصابين بأمراض مزمنة، بعد أن تبخرت آمالهم بالحصول على مقاعد داخل مجلس النواب في دورته القادمة.

ويقول غسان علي، وهو قريب مرشح لم يذكر اسمه، إن "ضغط الدم ارتفع فجأة لدى قريبه، ونقل الى أحد المراكز الطبية القريبة من منزله، بعد أن تأكد من خسارته في النتائج الأولى للانتخابات".

ويوضح علي أن "آمال بعض المرشحين كانت وردية أكثر من اللازم واعتمدوا على برامجهم في الإصلاح، لكنهم تناسوا أن الكتل الكبيرة لديها أساليبها في دفع المواطنين لانتخابها"، لافتا الى أن "انتخابات ديالى لم تغير شيئا، وأغلب الوجوه البرلمانية ستعود الى قبة مجلس لنواب لتمثيل ديالى للسنوات الأربع القادمة".

أما مراقب الانتخابات المحلي جليل الشمري، فهو يوضح أن "بعض المرشحين عانوا بشدة بعد تلقيهم النتائج الأولية من محطات العد والفرز، خاصة في مناطق نفوذهم التي كانت بالنسبة لهم مخيبة للآمال، ما أسهم في حدوث أزمات صحية، منها ارتفاع ضغط الدم أو السكري أو حصول أزمات قلبية لم تؤد إلى الوفاة".

وأضاف الشمري أن "الكثير من المرشحين كانوا على ثقة من تحقيق فوز ساحق في مناطق محددة، لكن الرياح جاءت بما لا تشتهي السفن وأطاحت آمال العديد من الوجوه السياسية المعروفة".

ويشير حسن الربيعي، وهو مراقب محلي آخر، الى أن "اغلب المرشحين الخاسرين عمدوا الى إغلاق هواتفهم النقالة في إشارة منهم إلى حزنهم لخسارة الانتخابات"، لافتا الى ان "بعض المرشحين صدم من كمية ما حصل عليه من أصوات برغم تلقيهم تطمينات من قواعدهم الشعبية بأنهم سيكونون المرشحين الأبرز في الانتخابات البرلمانية".

وأشار الربيعي الى أن "70% من ناخبي ديالى حسموا أمر مرشحهم في الساعات الأخيرة للانتخابات، ما أسهم في ارتفاع أسهم بعض المرشحين وانخفاض أخرى، لكن في كل الأحوال كانت خسارة البعض مؤلمة جدا".

وكانت فرق المراقبة المحلية في ديالى أكدت أن خمس كتل سياسية تصدرت المشهد الانتخابي في المحافظة بعد حصولها على أكثر من 80% من أصوات الناخبين خلال التصويت العام الذي جرى في الـ30 من شهر نيسان الماضي.

ويبلغ إجمالي عدد مرشحي ديالى 319 مرشحا، بينهم 87 امرأة يتنافسون للفوز بـ14 مقعدا هي حصة المحافظة في مجلس النواب للدورة القادمة.