رحم الله روبن وليامز، ذلك الممثل الذي أضحكنا لسنوات، ورسم البهجة على أفواه الملايين، أوصل العديد من الأفكار الإنسانية من خلال تمثيله، لم يعلم العالم أن هذا الشخص المليء بالحياة على الشاشة يحوي بداخله اكتئابا لا يعرف قدره أحد، ويشتبه في أنه أدى به إلى الانتحار.
رحم الله روبن وليامز مرة أخرى، وكم أشفق على من يدعي ملك النار والجنة بيمينه وشماله، فيأمر الناس بعدم التراحم أو الترحم، وهو يضع صورة لصدام حسين أو شعار دولة «داعش» الخبيثة، كان روبن هذا الممثل العظيم يضحك الناس في العلن ليبكي هو في السر، لم يكره أحداً، لم يدع للعنف مجالا في حياته، وعندما أراد القتل قتل نفسه لا غيره، فحسابه عند رب العباد لا عند العباد، على عكس ذلك نرى بعض المشايخ والكثير من البشر يبكون في العلن خوفا وخشية من الله تعالى ويعلنون كرههم للدنيا، ليضحكوا في السر من أموال البسطاء والسذج أو من أموال دموعهم وحسراتهم التي يبثونها عبر قنوات التلفزيون، ليعيشوا- على عكس روبن- ويدعون لقتل غيرهم.لا أنسى ذلك المقطع لذلك الشيخ الشهير الذي يدعو إلى سحق الجماجم وقطع الأوصال في سبيل الله، ويدعو على دول الكفر كأميركا وحلفائها، ومن ثم نراه يذهب إلى إحدى الدول العربية يحرض على القتل ويقول قوله هذا لينام بعدها في ربوع بريطانيا التي وصلها عن طريق الدرجة الأولى على طيران إحدى الشركات. فهل يستحق هذا الترحم ولا يستحقه روبن؟ والأدهى والأمرّ من يترحم على اللعين المقبور صدام حسين الذي تلطخت يداه بدماء الملايين وفي رقبته العديد من الأرواح، ولا يترحم على من جعلنا نبتسم دون ابتذال، ونضحك بكل عفوية. غريبون نحن البشر كيف نريد كل شي لأنفسنا، لا لمن يختلف معنا.وما يضحك بالموضوع هو دخول الفنانة بلقيس على الخط لتعلن على الملأ أنها لم تتعاطف مع «المريض بالاكتئاب» وحمدت الله على نعمة الإسلام، ولا تعليق على قول الفنانة التي يجب أن تكون أكثر من يفهم ويتعاطف مع الآخرين لرسالتها الفنية، بالإضافة إلى ما تواجهه من سباب وتكفير كغيرها ممن اتخذن الفن مهنة. وأختم دعوتي بأن اللهم العن صدام حسين و«داعش» وكل من يدعو للقتل باسم الإسلام، وارحم روبن وليامز.
مقالات
رحم الله روبن وليامز
16-08-2014