بعد سبات استمر 31 شهراً، يعود المسبار الأوروبي روزيتا إلى العمل بعد غد الاثنين لمواصلة مهمته التي بدأها عام 2004 والهادفة إلى كشف أسرار المجموعة الشمسية.

Ad

والمسبار روزيتا مملوك لوكالة الفضاء الأوروبية، وهو مصمم لدراسة نشوء المجموعة الشمسية وتطورها من خلال دراسة المذنب "67بي/ تشوريوموف-غيراسيمنكو"، الذي سيلتقيه الصيف المقبل، ويرافقه في مساره الفضائي حتى آخر عام 2015. ويشبه العلماء هذه المهمة بمهمات فهم تطور الحضارات من خلال التنقيب عن الآثار، ومن هنا اكتسب المسبار اسمه "روزيتا"، أي حجر رشيد، الذي يعود إلى اكتشافه في القرن التاسع عشر الفضل في فك رموز اللغة المصرية القديمة (الهيروغليفية).

لكن الطريق إلى تحقيق المهمة كان طويلاً، إذ قطع المسبار 7 مليارات كيلومتر منذ إطلاقه في مارس 2004، واضطر العلماء إلى جعله يدور حول الشمس خمس مرات، ليكتسب قوة دفع، مستفيداً من جاذبية الأرض والمريخ.

واستغرقت الدورة الأخيرة حول الشمس سنوات عدة، وعمد العلماء إلى إطفاء أجهزته للاقتصاد في الطاقة اعتباراً من يونيو 2011 وتركه "ينام".

وضبط موعد "استيقاظ" المسبار في 20 الجاري عند الساعة العاشرة بتوقيت غرينيتش، ليبدأ بعدها، على مدى ست ساعات، بنشر ألواحه الشمسية، التي يبلغ طول كل منها 14 متراً، لجمع ما يكفي من الطاقة، ثم يبدأ المسبار تشغيل أجهزته ليحدد مكانه في الفضاء، ومن ثم يوجه الهوائي الكبير الذي على متنه باتجاه الأرض. وسيرسل بعدها المسبار أولى إشاراته إلى الأرض، من مسافة 800 مليون كيلومتر، ويتطلب وصول هذه الإشارات إلى الأرض 45 دقيقة، رغم أنها تتحرك بسرعة الضوء. وفي ذلك الوقت، سيكون المسبار على مسافة نحو 100 كيلومتر فقط من المذنب البالغ قطره 4 كيلومترات، الأمر الذي يتيح له دراسته وتحديد المكان المناسب لهبوطه على سطحه.