لبنان: «حرب مصغرة» في طرابلس والبقاع

• «14 آذار» تنقسم إلى ثلاثة تيارات بشأن موضوع «حكومة سلام»
• بري: البيان الوزاري بعد التشكيل... وسليمان وجنبلاط وسلام مع هذا الموقف

نشر في 19-01-2014
آخر تحديث 19-01-2014 | 00:03
No Image Caption
عاش لبنان ليل الجمعة - السبت ما يشبه حرباً مصغرة في منطقتي البقاع وطرابلس. وكان التوتر سيد الموقف في طرابلس، حيث اندلعت اشتباكات متقطعة على مختلف محاور القتال استمرت حتى صباح أمس. وشهدت منطقتا باب التبانة التي تسكنها غالبية سنية وجبل محسن التي تسكنها غالبية علوية على طول «شارع سورية» الذي يفصل بينهما اشتباكات بالأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية، في حين ردت وحدات الجيش اللبناني على مصادر النيران.  
من جهة أخرى، استمرت الصواريخ في السقوط على رأس بعلبك وعرسال في البقاع، حيث سجّل سقوط 11 صاروخاً في محيط عرسال و3 صواريخ في رأس بعلبك ما أدى إلى جرح 3 أشخاص.

في سياق متصل، أعلنت قيادة الجيش في بيان أمس أنه «بنتيجة استكمال التحقيقات في التفجير الإرهابي الذي استهدف مدينة الهرمل، تبين أن المدعو حسن عبدالناصر غندور، الملقب بالغزاوي، لا علاقة له بالتفجير المذكور، خلافا لما أشيع في بعض وسائل الإعلام».

الحكومة

سياسياً، لا تزال تصريحات رئيس الحكومة السابق زعيم تيار «المستقبل» سعد الحريري التي أعلن فيها أمس الأول «رسمياً» موافقته على الدخول في حكومة مع حزب الله تستأثر بالمشهد السياسي. وبدا أمس أن فريق «14 آذار» ينقسم الى ثلاثة تيارات في موضوع الحكومة الجديدة التي سيرأسها تمام سلام.

الفريق الأول، يقوده تيار «المستقبل» الذي يبدو جاهزاً للدخول في حكومة ائتلافية مهما كانت التضحيات أو التنازلات المطلوبة، وهذا الفريق يعول على قدرة رئيس مجلس النواب نبيه بري على التوصل الى صيغة مقبولة تحفظ «ماء الوجه» للطرفين في موضوع ثلاثية «الشعب والجيش والمقاومة» و»إعلان بعبدا».  

الفريق الثاني، يقوده رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع وهو مصرّ على عدم المشاركة مع حزب الله في الحكومة، وهذا الفريق يتجه الى عدم المشاركة في الحكومة بدون أن يقطع العلاقة مع حلفائه. والفريق الثالث، الذي يعبر عنه حزب «الكتائب اللبنانية» موافق في «المبدأ» على الدخول بحكومة مع حزب الله ويطالب بحد أدنى من الضمانات التي يجب أن يتقدم بها الحزب، ويتجه هذا الفريق إلى المشاركة في الحكومة مع تهديد بأنه قد يستقيل في حال لم يلتزم حزب الله بما قد يلتزم به. وتتوزع مواقف المستقلين داخل «14 آذار» على هذه التيارات الثلاثة.

في المقابل، لا يبدو حتى الآن أن فريق «8 آذار» ومعه «التيار الوطني الحر» يواجه أي أزمات «داخلية» في موضوع الحكومة، والعراقيل عند هذا الفريق تبدو «تقنية» وتتضمن مطالب تتعلق بحصص كل فريق والشخصيات التي ستشارك في الحكومة والوزارات.

وكان عضو كتلة «المستقبل» النائب نهاد المشنوق أوضح في تصريحات نشرت أمس أنّ موقف الحريري «هو مجرد إعلان نوايا، ولا يغيّر من طبيعة النقاش السياسي حول صياغة مشتركة مع 14 آذار بشأن البيان الوزاري»، كاشفاً أنّ جعجع والمستقلّين «مصرّون على تفاهم سياسي حول البيان الوزاري قبل التأليف، الأمر الذي يعني أنّ الأمور ما زالت تدور في الحلقة نفسها».

باسيل وبري

في السياق، رحب وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل (التيار الوطني الحر) أمس بتصريحات الحريري، في حين اعتبر رئيس مجلس النواب نبيه بري أن «موقف الحريري يظهر حرصاً كبيراً على المصلحة الوطنية»، مشيرا الى أن «الحكومة المنتظرة، هي حكومة وطاولة حوار ووحدة وطنية». وبشأن البيان الوزاري، قال بري إنه «لا مشكلة في الموضوع، ويمكن الاتفاق على صيغة ترضي الجميع. البيان الوزاري يجب دستوريا أن يكتب بعد تشكيل الحكومة، والحقيقة هذا ليس موقفي فقط، بل هو موقف رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة المكلف تمام سلام والنائب وليد جنبلاط».

back to top