على الرغم من الحملات القاسية التي شُنت عليه، يبدو أن الرئيس اللبناني ميشال سليمان لم يستبعد بعد خيار تشكيل حكومة حيادية لتجاوز الأزمة التي تفرضها القوى السياسية والتي باتت تهدد بإدخال البلاد في فراغ شامل.
وتساءل سليمان خلال افتتاح غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت أمس أنه "في حال عدم التوافق على الحكومة الجامعة، هل هذا يحتم علينا البقاء من دون حكومة؟ وهل التوافق على الحكومة يعني التوافق الوطني؟ ألا يحق للبنانيين الذين لا ينتمون الى أطراف ان يساهموا في إنهاض البلد وهل هؤلاء يضربون الوفاق؟"، مؤكدا "أننا في لبنان نواجه تحديات اللاجئين والتفجيرات الأمنية وعلينا التخفيف من حدة الخطاب وجمع الشمل في اطار اعلان بعبدا".وأكد سليمان أن "المؤسسات القوية التي تقوم بدورها الدستوري تؤدي إلى تحقيق الاهداف ويستحيل ذلك بعدم وجود حكومة قوية"، متسائلا: "هل يعقل أن تكون مبادرات الدول لدعم لبنان من السعودية ومجموعة دول تهدف إلى التمديد أو المقايضة وإلى حكومة من لون معين او شكل معين؟".وعقد سليمان بعد هذه التصرحيات خلوة مع رئيس الحكومة المكلف تمام سلام، في وقت تواصلت حملات الضغط على الرئيس للتراجع عن خيار تشكيل حكومة. في هذا السياق، شن رئيس الحزب "الديمقراطي اللبناني" النائب طلال ارسلان هجوما لاذعاً على سليمان في مؤتمر صحافي قال فيه: "نحن حريصون على كرامة رئيس الجمهورية لأن كرامته من كرامة الدستور"، وتوجه الى سليمان، قائلاً: "حكومة الامر الواقع حكومة غير دستورية وهي غير شرعية وان توقيعك مرسوم تأليف الحكومة يستمد شرعيته من الدستور فقط، ولا قيمة لتوقيعك اذا كان المرسوم مخالفا للدستور"، مضيفاً: "حذار إدخال لبنان في نادي الدول ذات النظام الانقلابي. انت شخصيا تفقد شرعيتك كرئيس للجمهورية، وهذا الأمر سينال من دستوريتك وشرعيتك، وهذا ما لا نريده للبلد ولا لشخصك، واخراج اللبنانيين من معادلة الدولة أكبر منك ومن أي شخص آخر".الرياضعلى صعيد متصل، دان مجلس الوزراء السعودي أمس في جلسته التي عقدت برئاسة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، "حادثي التفجير الإرهابيين، اللذين حدثا في بيروت مؤخراً وكان ضحاياهما عددا من الأرواح البريئة"، داعيا "الفرقاء اللبنانيين كافة إلى الاستماع للغة العقل والمنطق، وتغليب مصلحة وطنهم على المصالح الفئوية الضيقة التي تستنزف لبنان ومقدراته، وتهدد أمن واستقرار شعبه"، مؤكدا "ضرورة بسط سلطة الدولة وجيشها على الأراضي اللبنانية لإيقاف العبث بأمن لبنان واللبنانيين".فيديو «طائفي»في موازاة ذلك، ظهر مساء أمس الأول فيديو يظهر فيه أشخاص ملثمون يُعرّفون أنفسهم بأنهم نزلاء في سجن بعلبك ويعلنون أنهم يحتجزون ويجلدون سجينين على خلفيات طائفية، ويبرر متحدث ملثّم في التسجيل ذلك بأنه يأتي رداً على ما قال إنه "جرى في سجن القبة" في طرابلس، محذراً في الوقت عينه من مغبة تكرار مثل هذه الاعتداءات "في أي سجن وخصوصا في سجن جب جنين وسجن طرابلس".وكشفت مصادر أمنية أنّ التحقيقات أثبتت أنّ هذه التسجيلات تم بالفعل تصويرها من قبل مساجين في سجني بعلبك ورومية، لكنها كانت على ما يبدو غير جدية في مضمونها وتبيّن أنّ أحدا لم يتعرض للضرب والأذى كما ظهر في التسجيل.«14 آذار» إلى الاجتماعات السريةقررت قوى "14 آذار" اللبنانية المناهضة للنظام السوري وحزب الله، حليف دمشق، عقد اجتماعاتها بشكل "سري" غداة تلقي اعضاء فيها تهديدات بالقتل، وبعد نحو أسبوعين من مقتل وزير المال السابق محمد شطح في تفجير سيارة، حسبما افادت أمس.وقالت الامانة العامة لهذه القوى، في بيان، "أمام إصرار القتلة والمجرمين على تصفية التيار الاستقلالي اللبناني، وأمام خطورة الأوضاع الأمنية المتنقلة، قررت الأمانة العامة تعليق اجتماعاتها السياسية الدورية مرحليا في مقرها في الأشرفية" شرق بيروت، والتي كانت تعقد كل اربعاء.واضافت انها "لن تتراجع عن التزامها بالدفاع عن قضية لبنان الواحد الحر السيد المستقل، وستتابع اجتماعاتها الدورية بشكل سري، وفي اماكن مختلفة وعندما تقضي الحاجة".وكانت النائبة ستريدا جعجع، التي تنتمي الى حزب القوات اللبنانية المسيحي، وهو من ابرز الاحزاب المنضوية في "قوى 14 آذار"، اعلنت في بيان أمس الأول انها تلقت تهديدات بالقتل عبر الهاتف، وقبلها تلقى النائب احمد فتفت، المنتمي الى "تيار المستقبل" بزعامة رئيس الوزراء السابق سعد الحريري، والاعلامية مي شدياق، التي نجت من محاولة اغتيال في سبتمبر 2005، والاعلامي نديم قطيش، الذي يقدم برنامجا لاذعا على قناة "المستقبل" التلفزيونية، تهديدات مماثلة.«الكتائب»: لا لـ «الأمر الواقع»بعد موقف البطريرك الماروني بشارة الراعي الرافض لتشكيل حكومة "الأمر الواقع"، التحق حزب "الكتائب اللبنانية" بهذا الموقف، داعياً الى إشراك حزب الله في الحكومة وإن لم يسحب مقاتليه من سورية. واعتبر نائب رئيس حزب "الكتائب" سجعان قزي أمس أن "حكومة الأمر الواقع مشروع لتفجير البلد، ويمكن أن تؤدي الى عدم انتخاب رئيس جديد".وأعرب قزي عن استعداد "الكتائب" للجلوس مع حزب الله على "طاولة الحكومة اللبنانية"، مؤكداً أن ذلك لن يكون "تغطية لوجود الحزب بسورية"، لافتاً الى أن "هناك جهات اخرى غير الحزب تشارك في الحرب بسورية".
دوليات
سليمان يدافع عن الحكومة الحيادية ولا يستبعدها
07-01-2014