كرم لـ الجريدة•: 475 ألف دينار كلفة دعم المياه المعالجة للمزارعين خلال 2013
كشف رئيس مهندسي الهندسة الصحية في وزارة الكهرباء والماء محمود كرم أن دعم الدولة للمياه المعالجة الرباعية والثلاثية خلال العام الجاري بلغ نحو 475 ألف دينار.
وأشار في لقاء مع «الجريدة» إلى أن إنتاج قطاع الهندسة الصحية من المياه المعالجة بلغ 800 ألف متر مكعب، وأن تكلفة بيع المياه المعدلة الرباعية للمواطن 200 فلس للألف غالون، في حين أن تكلفة معالجتها على الدولة 850 فلساً للألف غالون، وتكلفة بيع المياه الثلاثية 100 فلس للألف غالون، وتكلف معالجتها على الدولة 550 فلساً للألف غالون، مؤكداً أن الفارق بين سعر البيع والتكلفة هو الدعم المقدم من الدولة للمزارع خلال العام الحالي. وفي ما يلي التفاصيل:
• بداية كيف يمكن استغلال المياه المعالجة بشكل كامل وما هي الأغراض التي تُستخدم فيها؟- المياه المعالجة يمكن استغلالها في أغراض عدة، فالثلاثية تستغل في التشجير والتخضير، والرباعية يمكن الاستفادة منها في أغراض مفتوحة، مشيرا إلى أنه تم إيصال 200 ألف متر مكعب من المياه الرباعية للعبدلي، و200 ألف متر مكعب للوفرة، مؤخرا، ويتم الاستفادة من هذه المياه في عمليات الزراعة المختلفة.• من يدفع ثمن تلك المياه «الأشغال» أم «الكهرباء» وما هي الجهات المستفيدة منها؟- هناك اتفاق بين «الأشغال» و»الكهرباء»، على أن تقوم الأولى بإيصال المياه المعالجة «الرباعية» إلى المناطق الزراعية المختلفة، وتقوم وزارة الكهرباء والماء بـ»محاسبة» المزارعين عليها، في حين تقوم الأشغال بإيصال المياه الثلاثية و»محاسبة» الجهات المستفيدة منها، ومن الجهات المستفيدة من المياه المعالجة الثلاثية مجمع المارينا مول، ومجمع 360، والأفنيوز وبعض الأماكن الأخرى، بالإضافة إلى ملاعب الجلف، فهذه جميعها تستفيد من تلك المياه، والوزارة أبرمت عقودا مع تلك الجهات وتقوم بـ»محاسبتها».مياه عالية الجودة• كيف يمكن أن نثبت مدى جودة تلك المياه؟- الدراسات المختلفة سواء كانت من قبل البيئة أو الأشغال، أو من خلال الواقع العملي أشارت إلى أن المياه المعالجة رباعية كانت أو ثلاثية، ذات جودة عالية، ويمكن الاستفادة منها بطرق شتى، من ضمنها ما نراه الآن من مزروعات على الطرق وفي الوزارات، والخط السريع وكبار الزوار، والدوارات في المناطق السكنية، وفي مزارع الوفرة والعبدلي، حيث تسقى هذه الزراعات بتلك المياه التي لا يوجد بها أية مشاكل، ولها مراقبة وضبط جودة، ولا يمكن أن تصدر إلى أي منطقة إلا بعد التدقيق والتحليل، بحيث نضمن جودتها قبل صرفها.• هل هناك تعاون مع جهات أخرى لإيصال هذه المياه إلى المناطق المختلفة التي تحتاج إليها؟- ما زلنا في أطوار التطوير لإيصال هذه المياه إلى جميع المناطق الحضارية في دولة الكويت ليتم الاستفادة من هذه المياه، ونقوم حاليا بتوزيع شبكة المياه المعالجة، والتعاون مع الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية، بحيث يتم الاستفادة من هذه المياه بشكل كامل، لافتا إلى أن مثل ما يلاحظه الناس من زراعات على الدوارات والخطوط السريعة، جميعها تسقى من مياه معالجة.مشاريع الرعاية السكنية• ماذا عن التعاون مع الرعاية السكنية وتسهيل بناء المدن الجديدة؟- هناك تعاون كامل بين وزارة الأشغال والمؤسسة العامة للرعاية السكنية، ونقوم بإيصال كل مشاريعهم على شبكة الصرف العامة، إضافة إلى التخطيط معهم، ودراسة ما إذا كان المشروع قابلا لإيصاله بشبكة الصرف، أم غير قابل، إن كان قابلا لإيصاله فسيتم إدخاله في التصميم بحيث تقوم وزارة الإسكان بإنهاء البنية التحتية للمشروع، وننهي نحن الخطوط الخاصة بالصرف الصحي له، وعند سكن المواطنين يكون هناك صرف صحي، وان لم يكن المشروع قابلا للتوصيل، فسنقيم محطات تنقية، إلى أن يتم التوصيل بالشبكة الرئيسية.• هل هناك ضغط على شبكة الصرف الرئيسية بإيصال المدن الجديدة بها وما الحلول الموضوعة لذلك؟- لدينا فكر جديد تسير عليه وزارة الأشغال العامة حاليا يتمثل في إقامة محطة تنقية دائمة، داخل المدن الجديدة، بدلا من إيصالها على الشبكة العامة، لتخفيف الضغط الزائد عليها، فنقيم لها شبكتها الخاصة، ومعالجتها الخاصة، ويتم تحويلها إلى محطة تنقية داخل المدينة، ويتم الاستفادة من تلك المياه للزراعة داخل المدينة، وعلى قول الكويتيين «دهنا في مكبتنا»، وسيكون لقطاع الهندسة الصحية دور مستقبلي في بناء شبكة الصرف الصحي في المدن الجديدة مثل مدينة الحرير إن ظهرت هذه المشاريع العملاقة للنور.تجديد شبكات الصرف • هل هناك تطوير لشبكات الصرف الصحي في البلاد وما هي نتائج ذلك؟- قام قطاع الهندسة الصحية في «الأشغال» خلال المرحلة الماضية بتقسيم مشروع تطوير وتجديد شبكات الصرف الصحي في الكويت إلى 16 مرحلة، تم الانتهاء 14 مرحلة، ونحن الآن في المرحلة الـ15، ولدينا مشاريع أخرى خاصة بتطوير شبكات الصرف، سترى النور في القريب العاجل داخل مناطق مختلفة، ونعمل حاليا في الفردوس والأندلس، والصليبية، وانتهينا من عدة مناطق مثل الجابرية والسالمية والرميثية ومدينة الكويت، والجهراء والصليبيخات، وأخرى عديدة، وهناك مناطق تحتاج إلى إعادة النظر في شبكات الصرف بها.5 محطات ضخ ورفع• ما هي آلية تجديد شبكات الصرف؟- التجديد يشمل أنابيب من نوعية أفضل، ذات عمر افتراضي طويل، تختلف عن الأنابيب التي كانت تستخدم في السابق وكانت أنابيب «اسبستوس»، وتتآكل بشكل سريع، والآن جددناها بأنابيب لا تتآكل ولا تتأثر بغازات الصرف الصحي الموجودة، والتوجه الحالي من قبل الأشغال يهدف إلى إلغاء العدد الأكبر من محطات الضخ والرفع القديمة، لافتا إلى أن الكويت كان بها ما يقارب 77 محطة ضخ ورفع، واليوم نتحدث عن 5 محطات رئيسية موجودة تعمل بكفاءة بدلا من المحطات الـ77 التي كانت موجودة في السابق، بهدف تقليل مشاكل الصيانة، وتقليل مشاكل الكسور، وتقليل مشاكل التلوث والرائحة الكريهة التي كانت تصدر من بعض هذه المحطات الصغيرة، التي أنشئت بين المنازل، واليوم وصلنا إلى مرحلة متطورة في هذا المجال.الرائحة الكريهة داخل العاصمة• دائما ما يشتم الناس روائح كريهة داخل شوارع العاصمة ويتهم الصرف الصحي بأنه وراءها فماذا تقول في ذلك؟- عندما يشتم الناس رائحة بيض فاسد يقولون إن هذه الرائحة رائحة مياه المجاري، والحقيقة تنافي ذلك، فالكويت دولة نفطية، ولدينا طبقات في الأرض منها طبقة الكبريت، إضافة إلى مشكلة ارتفاع منسوب المياه الجوفية إلى الأعلى، والتي تلامس طبقة الكبريت، فتتلوث هذه المياه، ويؤدي هذا التلوث إلى وجود غاز كبريتيد الهيدروجين أو «h2s» مما يؤدي لوجود الروائح الكريهة، وداخل العاصمة عمارات كبيرة، ومن أجل بنائها يحفر في أعماق الأرض، ويصل إلى تلك الطبقة التي توجد بها المياه الجوفية وعندما يصل إليها المقاول يخرجها إلى الخارج، وعندها تظهر الرائحة الكريهة، وتجد الناس تتأفف من تلك الروائح، الناتجة عند تلك المياه الجوفية، وهناك لجنة رباعية شكلت بين البلدية والكهرباء والبيئة والأشغال، من شأنها الحد من هذا الموضوع من خلال إضافة مواد كيمائية معينة لقتل «أو الخلاص من تلك الروائح»، وبالتالي يمكن صرف هذه المياه على مجرور الأمطار بدون أية مشاكل.• هل يلتزم المقاولون بتلك الإجراءات للتخلص من تلك الروائح؟- مع الأسف الشديد بعض المقاولين لا يلتزمون، وبالتالي تظهر هذه الروائح، وتلك مخالفة نقوم بتحويلها إلى البيئة، وتقوم البيئة بدورها بإصدار مخالفات لهؤلاء المقاولين لعدم التزامهم بهذا الأمر.• هل هناك أماكن لم يصل إليها الصرف الصحي إلى اليوم؟- مسؤوليتنا في قطاع الهندسة الصحية هي تجديد شبكات الصرف الصحي وتطويرها، فالكويت بدأت في إنشاء شبكة الصرف الصحي في منتصف الستينيات في القرن الماضي، وكانت الشبكة تقتصر على مدينة الكويت وضواحيها، ومن ثم مع التطور العمراني والتوسع، وصلنا الآن إلى أننا أوصلنا الشبكة العامة في الدولة كلها، وأصبح لدينا منظومة للصرف الصحي، لكن لدينا بعض الوحدات والقواعد العسكرية وقواعد الشرطة الموجودة على الحدود وفي بعض المناطق النائية لم يتم إيصال شبكة الصرف إليها، لحكم وجودها في مناطق صحراوية بعيدة عن الشبكة، أما المناطق الحضارية السكنية فهي كلها موصلة على الشبكة العامة للصرف الصحي.• ما هي المشاريع المستقبلية للقطاع؟- لدينا مشروع محطة تنقية كبد الجنوبية، وهذه المحطة سترى النور خلال العامين القادمين، وسيتم طرحها في مناقصة، وتكلفتها لم تحدد إلى الآن لأنها محطة لا تزال تحت التصميم، لكنها محطة من المحطات الكبيرة، وستكون تكلفتها بمئات ملايين الدنانير، وستخدم المناطق الكائنة في شمال البلاد، إضافة إلى أنها ستعين محطة الصليبية الحالية، لأن محطة الصليبية الحالية تتحمل 600 ألف متر مكعب، وهذه المحطة ستتخطى رقم الـ600 ألف متر مكعب، بحيث يتم معالجة هذه المياه والاستفادة منها.مشكلة «الأفنيوز»• كلما تساقطت الأمطار حدثت أزمة صرف في مجمع الأفنيوز فما أسباب ذلك؟- من وجهة نظري الشخصية، كل مجمع له منفذ صرف أمطار ومنفذ صرف صحي، لكن للأسف الشديد معظم هذه المباني، مياه المطر بدلا من الذهاب إلى أنابيب صرف الأمطار تذهب إلى أنابيب الصرف الصحي، وبالتالي يصبح هناك ضغط على الصرف الصحي، فالأمطار تتساقط بكميات هائلة خلال ساعة واحدة، ولو شبهنا نقول إنها مثل حوض غسيل يصب فيه 1000 لتر فجأة، فلا يتحمل صرف هذه المياه مع ضيق فتحاته.