دعا تنظيم «داعش» أمس كل المجموعات والتنظيمات الإسلامية العاملة في سورية إلى الالتحاق به والعمل تحت رايته، في حين أفادت صحيفة دايلي تلغراف أن التنظيم أطلق حملة لاستمالة قلوب وعقول السوريين. 

Ad

دعا المتحدث الرسمي باسم تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) التنظيمات الإسلامية المتشددة الى الانضمام الى مشروع تنظيمه، بحسب تسجيل صوتي بثته مواقع جهادية أمس. وقال أبو محمد العدناني: «نتوجه الى كل المجاهدين قادة وجنودا، جماعة وأفرادا أن تسرعوا بالالتحاق بمشروع الدولة الإسلامية في العراق والشام»، وأضاف أن «هذا المشروع مشروعكم وإن مجيئكم أتقى لربكم وأقوى لجهادكم وأغيظ لعدوكم».

وتابع «هلموا فإنا لا نشك انه من كان منكم فيه خير فسيأتي الله به ولو بعد حين، وتفكروا بمن يلتحق بصفوف الدولة كل يوم جماعات وفرادا أليس هم من خيار الفصائل وخيار إخوانكم». ودعا العدناني في التسجيل عدم الحكم على تنظيمه من خلال وسائل الإعلام «او ما يبثه أعداؤنا من التهم والافتراءات، انما بما ترونه وتحسونه انتم بأنفسكم».

وتأتي دعوة العدناني بعد أسابيع من أمر زعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري بإلغاء «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، مؤكداً أن «جبهة النصرة» هي فرع التنظيم في سورية.

جاء ذلك، في وقت ذكرت صحيفة «دايلي تلغراف» البريطانية أمس أن «داعش» و»جبهة النصرة» يشنان حملة لاستمالة الناس وكسب القلوب والعقول بشمال سورية وتلقين المدنيين التفسير الأصولي للإسلام، في حين اعتبرته الخطوة الأولى في طموحه لبناء دولة «الخلافة الإسلامية».

وقالت الصحيفة إن تنظيم «القاعدة» يعمل بهدوء لفرض أيديولوجيته وإرسال الأئمة إلى المساجد لهذا الغرض ويعمل على منع التدخين ومطالبة الرجال بتربية لحاهم والنساء بارتداء البرقع، وراء خطوط القتال وفي المدن والقرى الخاضعة لسيطرة المتمردين في سورية. 

وأشارت إلى أن مقابلات أجرتها مع أعضاء من «القاعدة» ومدنيين يعيشون في البلدان والقرى السورية الخاضعة لحكم التنظيم ومع مقاتلين آخرين في المعارضة المسلحة في هذه المناطق، كشفت عن وجود استراتيجية متطورة يستخدمها «الجهاديون» في مساعيهم الرامية إلى تغيير طبيعة المجتمع السوري.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس أن «الدولة الإسلامية في العراق والشام» تمارس ضغوطاً على بعض المدارس في المناطق التي تقع تحت سيطرتها بشكل كامل أو جزئي. وأوضح المرصد أن عناصر من «داعش» قامت مؤخراً بتوزيع منشورات في إحدى مدارس الإناث بمدينة سراقب في محافظة إدلب تدعو من خلالها الطالبات من الصف الخامس الابتدائي حتى الثالث الثانوي إلى الالتزام بالزي الإسلامي الشرعي، مع التحذير بأن الطالبة التي لا تلتزم بهذا اللباس لن يتم قبولها داخل أسوار المدرسة. 

 

مستشار أوباما

 

وحذّر مستشار الرئيس الأميركي باراك أوباما بريان مايكل جينكينس أمس من تحول سورية إلى ملاذ جديد لتنظيم القاعدة، وخلق قاعدة جديدة في الشرق الأوسط. ورأى انه «كلما طال عمر القتال في سورية ازداد قلق الدول المجاورة والغرب من قدرة تنظيم القاعدة، على تعزيز وضعها، وخلق معقل جديد لها تواصل منه العمليات الإرهابية ضد الغرب»، محذرا من أن «الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة قد تصبح في المستقبل مؤسسات سياسية مركبة أكثر من كونها مجرد جماعات إرهابية، مثل حركة حماس وحزب الله، وهو الأمر الذي يجعل من التصدي لها أمر صعب».

 

الأسد 

 

إلى ذلك، نقلت صحيفة «الديار» اللبنانية أن «بشار الأسد شدد أمام وفد الأحزاب اللبنانية والعربية، حسب ما نقله أعضاء في الوفد اللبناني، على أن «سورية ستشترك في جنيف 2، لكننا لن نرضخ لأي ضغوط لوقف العملية العسكرية، وسنواجه المؤامرة حتى النهاية». واستبعد الأسد «وجود أي تسوية في ظل الإرهاب»، مؤكداً أن «سورية مضطرة للدفاع عن نفسها ضد الحالات التكفيرية التي تطاول الشعب السوري». 

 

الأوضاع الميدانية

 

إلى ذلك، افادت تقارير محلية ميدانية عن «استمرار المعارك في منطقة القلمون»، وأن «الاشتباكات تدور قرب اوتوستراد  دمشق - حمص  من جهة مدينتي النبك ودير عطية، حيث قام الجيش السوري بقطع الاوتستراد وتحويل السير الى الطرق الفرعية».

 وأُصيب عضوان من وفد أردني يمثل رابطة الكتاب الأردنيين و»اللجنة الشعبية الأردنية لدعم سورية» بجروح بعد تعرض حافلة كانت تقلهم لهجوم بعبوة ناسفة في محافظة درعا. وذكرت التقارير أن الوفد الذي ضم نحو 20 شخصاً كان عائدا من زيارة إلى دمشق تضامناً مع النظام السوري، وقد استهدف بمنطقة قريبة من الحدود الأردنية - السورية.

(دمشق، واشنطن - أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)