ثمة تطور مدروس بدقة، حرصت المجلة على تطبيقه، يتواءم مع المتغيرات التي يعيشها المواطن العربي، حدثينا عن ملامح المرحلة المقبلة.

Ad

ساهمت أسماء ثقافية كبيرة في تطوير المجلة على مدى العقود الماضية، تُصعِّب مهمة من يأتون بعدها، لأن {العربي} إحدى أوسع المجلات انتشاراً وتوزيعاً في العالم العربي، لذلك ثمة مقارنة ستعقد ليس مع أعداد {العربي} وحسب بل مع أي مطبوعة أخرى. برأيي، أهمية المساهمة التي يضفيها رئيس التحرير، يجب أن تتقاطع مع الحفاظ على شمولية الخطاب العربي للمجلة الذي يتوجه إلى القارئ من الخليج إلى المحيط.

انطلاقاً من هذه المعطيات كيف تحددين مهمتك كرئيس تحرير المجلة؟

من الضروري أن يقرأ رئيس التحرير الواقع العربي بدقة لتحديد متطلبات المرحلة الجديدة، ودفع المجلة بشكل مناسب ومتوازن، من دون تسرع أو تلكؤ، في اتجاه تجديد الحيوية هذه، بما يحافظ على تراث المجلة، مع تطعيمها ببذور المرحلة الجديدة، فيكون التجديد طبيعياً وغير مفتعل.

هل تقلقك كيفية تطبيق كل هذه الأمور؟

لا أخفي عليك، أن هذه الأمور مجتمعة تشغل بالي، ليلا ونهاراً، لشعوري بأهمية المسؤولية نحوها، لا سيما أن رؤساء التحرير السابقين، على علو قدرهم الثقافي ومكانتهم العلمية، كانوا جميعاً من الرجال، وهذه المرة الأولى التي تتولى فيها امرأة رئاسة تحرير مجلة {العربي}، ما يفرض تحدياً إضافياً أيضاً، ليس على مستوى التمييز، بل على مستوى التجديد المأمول، وهو ما أعدكم بأنه سيكون مدهشاً بإذن الله.

مجلة {العربي} مصنفة الأولى عربياً، سواء على مستوى الشكل أوالمضمون، فما الذي أعددته لها في جوانبها كافة؟

اتخذت إجراءات تحسينية وتطويرية منذ اللحظة الأولى لاضطلاعي بمهامي، فقد استحدثت أبواباً جديدة تهدف إلى توسيع نطاق مشاركة الكويت وغيرها من دول الخليج عما كانت عليه سابقاً، بما يؤدي إلى إضافة في الأقلام والموضوعات المطروحة شهرياً.

    

هل ثمة تصور بشأن الشكل الفني للمجلة إخراجياً ستعمدين إلى تنفيذه أو أن الشكل الحالي هو الأنسب؟

بالفعل لدي تصورات عدة، وليس تصوراً واحداً. ومن ضمن التعديلات التي أجريتها في المجلة منذ اللحظة الأولى لتسلمي رئاسة تحريرها، تطوير في التصميم والإخراج، كذلك مسّت هذه الإضافات طريقة اختيار الألوان في مجلة {العربي} ومطبوعاتها، تحديداً {العربي الصغير} التي تتوجه إلى الناشئة، لأني أريد أن أجعلها أكثر مقروئية وعصرية لدى النشء، وفق أسلوب مدروس وعلمي يراعي اهتماماته وقدراته.

ماذا عن ملحقات مجلة {العربي}، هل سيطرأ جديد عليها؟

ندرس حالياً إصدار ملاحق جديدة، كذلك دمج ملاحق قائمة ضمن المجلة الأم. فمثلا ندرس إصدار ملحق خاص يركز على {الشباب العربي}، ويتناول القضايا التي تهم الشباب ويعالجها، ويمكن أن يستكتب أقلاماً شابة ويشجعها على المشاركة الثقافية الفاعلة في مجتمعها العربي.

كذلك ندرس تطوير ملحق {البيت العربي} بما يضمن إثراء المجلة وإفادة القراء في التعامل معه، من دون فصل الملحق عن المجلة بطريقة مصطنعة، إنما يجب أن يتم الأمر بما يضمن تعظيم منجزات المجلة وأهداف القارئ معاً.

ثمة معضلة تعانيها المجلة تتعلق بالتوزيع والشحن، هل تمت مناقشتها مع وزارة الإعلام لتفاديها؟

يكمن جوهر هذه المعضلة في اتساع المساحة التي توزع فيها {العربي} باعتبارها المجلة العربية الأوسع انتشاراً والأكثر توزيعاً على مساحة المنطقة العربية، فيما أغلب المجلات العربية تركز توزيعها داخل بلد واحد، وهذا بالطبع يفرض عليها تحديات في الوصول إلى القارئ العربي في الجزائر والمغرب والسودان في التوقيت ذاته الذي يصل فيه العدد إلى القارئ الكويتي. تتطلب المسألة تحضيرات وتجهيزات على درجة كبيرة من التعقيد في التفاصيل والدقة في التنفيذ.

ينتقد البعض مجلة {العربي} لعدم اهتمامها بالشكل الحديث للقصة أو الشعر، هل سيتم تسليط الضوء على هذه الكتابات بشكل أوسع؟

تتضمن المجلة أبواباً أدبية تنشر القصة والشعر، مثل باب {قصص على الهواء} الذي ينشر بالتعاون مع محطة {بي بي سي} البريطانية لتشجيع كتاب القصة العربية القصيرة، وتنظيم مسابقة شهرية لاختيار القصص الأفضل، فضلا عن باب القصص المترجمة، وأبواب تعنى بنشر القصائد الجديدة والأقلام المبدعة وتحلل القصائد العربية العظيمة وتطبق الممارسة النقدية عليها.

بالتأكيد، ستشهد هذه الأبواب مزيداً من الاهتمام والتطوير في الأشهر المقبلة، لأنها أحد محاور اهتمامي، نظراً إلى طبيعة تخصصي الأكاديمي، كأستاذة لغة عربية في كلية الآداب.

كانت المجلة بدأت التحضير لإصدار جديد يركز على المرأة، هل ما زال المشروع قائماً؟

بالطبع، لكن وفق الاهتمام المستحق بقضايا المرأة عموماً، لأني لا أريد أن يستند الاهتمام بقضايا المرأة إلى أن رئيسة تحرير {العربي} امرأة، ولا بد لها من أن تتحيز لصالح قضايا المرأة. يدلّ تصرف كهذا على وجود حساسية ما نحو قضايا المرأة، بما يؤثر على بقية القضايا التي تخص المواطن العربي عموماً. لكن بالطبع سيكون ثمة قدر متوازن من الاهتمام بقضايا المرأة في المرحلة المقبلة.

نظمت {العربي} على مدى 12 عاماً ملتقى يستقطب الأدباء والمفكرين في العالم، ما القضية التي ستناقشها المجلة خلال الملتقى المقبل؟ وهل سيركز على الشأن الخليجي أم العربي؟

سيستمر ملتقى مجلة {العربي} في استقطاب الأدباء والمفكرين إلى الكويت، كعادته على مدى الأعوام السابقة. وبالنسبة إلى الملتقى المقبل، حالياً نعقد اجتماعات ومشاورات ونقاشات لتحديد القضايا التي سنتطرق إليها وترتيب التفاصيل وإضفاء اللمسات الأخيرة عليها.

متى سيتمّ الإعلان عن الملتقى؟

سنعقد مؤتمراً صحافياً خاصاً للإعلان عن الموعد، والتفاصيل الخاصة بمحاور الملتقى والمشاركين فيه وعناوين الجلسات ورؤسائها وأماكن انعقادها.