5 رؤساء مصريين على قيد الحياة بين مخلوع ومعزول ومؤقت ومنتخب... ظاهرة سياسية جديدة على المشهد المصري، فلم يعاصر غالبية المصريين إلا رئيسا واحدا معظم حياتهم، يتراص الرؤساء بعيدا عن الواجهة، تعبيرا عن واقع سياسي سريع التقلبات في سنوات الثورة المصرية، منذ بدايتها "المباركة" في 25 يناير 2011، ومسارتها المقلقة، وليس انتهاء بانتخاب "الجنرال" عبدالفتاح السيسي الأسبوع الماضي.

Ad

السيسي، الذي يتولى إدارة البلاد رسميا غدا، هو الرئيس الخامس لمصر في أقل من 42 شهرا، يتسلم السلطة من سلفه الرئيس المؤقت عدلي منصور، الذي تولى عقب الإطاحة بالرئيس الإخواني محمد مرسي، 3 يوليو الماضي، السيسي سيكون فريدا من نوعه، يرى بعينيه مصير سابقيه في المنصب الرئاسي الرفيع، فهل يتعلم الدرس؟! اثنان في السجن مبارك ومرسي، وقائد عسكري متقاعد حسين طنطاوي، يعاني الانزواء بعيداً عن الأضواء، ربما منصور وحده الذي يضحك هانئا.

حققت الثورة المصرية الحلم الذي طال انتظاره للمصريين؛ تغيير في رأس السلطة السياسية، بعد تيبس استمر ثلاثين سنة، لكن تأتي الرياح أحيانا في شكل عواصف، فلم تترك الثورة في أعوامها الثلاثة الأولى رئيسا إلا لفظته، حسني مبارك تهاوى فخلع، وطنطاوي، الذي تولى إدارة البلاد بعده، خرج من السلطة مكروها من الشعب في أغسطس 2012، على يد أول رئيس منتخب، محمد مرسي حكم 2012-2013، ولم يكن "الإخواني" أكثر حظا من سابقيه، فتناول الكأس نفسها، وغادر معزولا.

بلاد الفراعنة، التي إذا مات فيها الفرعون قام آخر، لا تعرف فكرة الحاكم السابق إلا لماما، الموت غالبا يضع نهاية الحاكم في بلاد النيل، ربما كان المشهد الحزين الفريد، هو لأول رئيس للجمهورية المصرية، محمد نجيب توفي 1984، الذي تحول إلى رئيس سابق فأسبق، انزوى بعيدا بعدما شاهد ثلاثة رؤساء بعده، جمال عبدالناصر ثم أنور السادات وانتهاء بحسني مبارك، يتولون السلطة، بينما ذاكرة المصريين تنسى أن نجيب أول رئيس للبلاد تولى 1953-1954، يشاركه النسيان ملك مصر "الأخير" أحمد فؤاد الثاني، الذي يعيش في الخارج، حيث لا يعرف عنه معظم المصريين أنه كان يوما ملكا للبلاد.