ويليام... نسخة مترجمة من القرآن حوّلته لإمام مسجد
لم يكن ويليام ويب، الذي حول اسمه إلى صهيب عقب إسلامه، يدرك أن استعارته لنسخة مترجمة للقرآن الكريم من المكتبة العامة في مدينة أوكلاهوما الأميركية حيث يعيش، ستكون وراء هدايته للإسلام، فعندما عاد إلى المنزل وفتح القرآن وجد عيناه تقع على الآية الكريمة التي قال فيها الله تعالى: "مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لّا يَبْغِيَانِ" (الرحمن: 19،20)، يقول: فوجئت في كل مرة أفتح فيها صفحات القرآن بنفس الآية، وعندما بحثت عن تفسيرها فوجئت بالإعجاز الإلهي في تلك الكلمات، وأدركت أنها ليست بكلمات بشر لأبدأ بعدها في القراءة حول الإسلام.ويقول صهيب لـ"الجريدة": حتى نكون مسلمين حقيقيين علينا أن نعمل معا، وهذا لن يحدث إلا إذا تمكنّا من الاعتراف بوجود بعض الاختلافات، وتقبل ذلك، عندها سنكون قادرين على تطوير مجتمعنا.
وقد نشأ "ويليام ويب" وترعرع كحفيد لقس واعظ في ولاية "أوكلاهوما"، واعتاد منذ صغره على الحضور إلى الكنيسة، وممارسة أنشطة مختلفة بها مرتين في الأسبوع، وأمضى سنوات المراهقة في عزف موسيقى "الهيب هوب"، حتى بدأ انحسار المسيحية، وشعر أن عالمه أجوف وفارغ.وبدأت تساؤلاته حول الدين والعقيدة منذ صغره، وقرأ عن الإسلام ووجد به أجوبة وراحة عقلية، واكتشف زيف أمور كثيرة التصقت زورا بالإسلام كالعنف، والجمود، واحتقار المرأة. ولكن لحظة التحول الحقيقية في حياة هذا الشاب الأميركي الأبيض كانت عندما استعار نسخة للقرآن من المكتبة العامة، وبها ترجمة للمعاني باللغة الإنكليزية، وعندها شعر بالذهول، وشرح الله صدره للإسلام وهو في العشرين من عمره، وغير اسمه إلى "صهيب".كان اعتناق ويليام للإسلام هو البداية لا النهاية، فلم يكتف بإنهاء دراسته التربوية بجامعة "أوكلاهوما سيتي"، ولكنه حفظ القرآن، وأصر على التعمق في العلوم الشرعية وبات يؤم المسلمين في الصلاة.وشدّ الرحال مع زوجته الماليزية وطفليه إلى القاهرة لطلب العلم حيث التحق بالثانوية الأزهرية، ثم أتم الدراسة بجامعة الأزهر، ويحرص منذ ذلك على ارتداء الزي الأزهري في خطب الجمعة والدروس في الولايات المتحدة.والآن، وقد أتم الأربعين من عمره، يبدأ الشيخ "صهيب" رحلة دعوية جديدة في مدينة "روكسبري" بعد توليه القيادة بالجمعية الإسلامية بالمركز الثقافي ببوسطن، والتي تضم أكبر مساجد "نيو إنغلاند".ويأتي الدور الجديد للشيخ "صهيب" في سياق قناعته بأهمية جعل المسجد أكثر شمولا، كما يعكس رغبة واسعة من قبل القادة المسلمين الأميركيين الأصل في تبديد النظرة الجامدة للإيمان، وردم الفجوة بين المعاني الإيمانية وحياة الناس اليومية.