يمثل منزلك استثماراً سيئا، وهو يزداد سوءاً. وهذه طبعاً أخبار جيدة بالنسبة الى الباحثين عن سكن. ومن المرجح أن تبدأ الأسعار بالهبوط الآن. تلك كانت نظرة أحد أكبر مديري السندات في العالم وقد عبر عنها في احد أرفع مؤتمرات وول ستريت أخيراً.

Ad

وفي حديثه أمام مؤتمر «سوهن» الذي يعقد بمشاركة من بلومبرغ وصف جيفري غندلاش وهو مؤسس شركة صناديق السندات دوبللاين كابيتال منازل العائلة الواحدة بأنها «مبالغ في تقديرها» ومحببة بإفراط من جانب المستثمرين الأفراد. ويقول: «تملك المنازل سوف يستمر في الهبوط».

هبوط الأسعار

وقد توقف النشاط في الآونة الأخيرة في سوق الإسكان بعد أن استعاد عافيته خلال السنة الماضية، وكما هو شأن كثير من قطاعات الاقتصاد أنحى كثيرون باللائمة على الطقس قائلين إن الوضع هو فترة توقف فقط. لكن غندلاش لا يوافقهم الرأي، وهو يظن أن مبيعات المنازل ستستمر في الإحباط ونتيجة لذلك يحتمل هبوط أسعارها.

وتلك مشكلة. وعلى الرغم من التحسن فإن سوق الإسكان يستمر في التخلف عن الاقتصاد الإجمالي متراجعاً بما يصل الى نقطة مئوية عن نمو الناتج المحلي الإجمالي. وقد يفضي تدني أسعار المنازل الى زيادة في حبس الرهن العقاري الذي شهد هبوطاً في الآونة الأخيرة، ولكنه يظل مرتفعاً.

ويقول غندلاش إن الطلب المكبوت على الإسكان الذي يتحدث المضاربون في السوق عنه لن يتبلور. وقد هبطت ملكية المنازل خلال السنوات القليلة الماضية، ويفترض الناس ان تلك الأرقام سوف تعود الى مستويات ما قبل انهيار سوق السكن، ولكن غندلاش يقول إن المستويات الحالية للملكية عادية، وقد ارتفعت في منتصف الـ 2000.

ويجادل غندلاش أيضاً في أن مشتري المرة الأولى لا يحتمل أن يعودوا بأعداد كبيرة.

الدفعة الأولى

والمزيد من الشباب يبقون مع عائلاتهم، أو يستأجرون، والأكثر من ذلك ان الإيجارات، كما يقول، سوف تجعل من الأصعب على المستأجرين توفير المال لتأمين دفعة اولى.

ارتفاع التوافر الذي يتحدث المضاربون في سوق الإسكان في الغالب عنه هو مجرد وهم، بحسب غندلاش. ثم إن العديد من المعدلات القابلة للتعديل في قروض المنازل والتي كانت متاحة قبل انهيار سوق السكن لم تعد خياراً بالنسبة الى معظم المقترضين. ولذلك حتى مع هبوط معدلات الفائدة، يقول غندلاش، فإن الدفعات الشهرية التي يتعين على المقترض العادي تسديدها قد ارتفعت بحوالي 25 في المئة عن سنة 2006. ويضيف ان جهود استبدال عمالقة ضمان الرهن العقاري فاني ماي وفريدي ماك قد يجعل قروض المنازل أكثر تكلفة.

سداد الرهونات

والأكثر من ذلك، يقول غندلاش إن مؤن وإمدادات المنازل في السوق يمكن أن ترتفع عما قريب، ويضيف ان ما يصل الى 35 في المئة من مقترضي المخاطر العالية لايزالون متخلفين عن سداد رهوناتهم. وأبطأت البنوك، المعرضة لضغوط من جانب الجهات التنظيمية، من عملية وضع تلك المنازل قيد الحبس، ولكنه يقول إن العديد من تلك المنازل قد تطرح في السوق في نهاية المطاف.

المستثمرون الذين اشتروا منازل في السنوات القليلة الماضية قد يسعون الى قبض الثمن خلال السنوات القليلة المقبلة. ويضاف الى ذلك حقيقة وجود جيل ما بعد الحرب العالمية الثانية الذي يفتقر الى النقد والذي يمتلك المنازل وسوف يكون في حاجة الى البيع بازدياد يجد غندلاش فيه وصفة نحو مزيد من الهبوط في أسعار المنازل في السنوات المقبلة.

وهذه أنباء جيدة طبعاً بالنسبة الى مشتري المساكن في المستقبل، طالما انهم لا يظنون ان منازلهم استثمارات جيدة، وثمة مجادلة قوية في انها لن تكون كذلك.     

* (مجلة فورتشن)