بعد عامين من الحصار الخانق، خرج أمس آخر مقاتل سوري معارض من مدينة حمص، عاصمة الثورة على نظام الرئيس بشار الأسد، وبدأ الجيش السوري الانتشار وإعادة فرض سيطرته على المدينة بموجب اتفاق يبدو أنه سيشكل انتصاراً للنظام الذي يستعد لانتخابات رئاسية تبقي الأسد في سدة الرئاسة.

Ad

أعلنت مصادر حكومية سورية ومعارضة أمس أن آخر دفعة من مقاتلي المعارضة خرجت من حمص القديمة، وذلك بعد التوصل إلى اتفاق بشأن دخول مساعدات إلى بلدتين في ريف حلب خاضعتين لحصار من مقاتلي المعارضة.

وقال محافظ حمص طلال البرازي إن اخر مسلحي المعارضة السورية غادروا أمس معقلهم السابق في وسط حمص حيث دخل الجيش السوري للمرة الاولى منذ اكثر من عامين. وصرح البرازي «انهينا عملية اجلاء المسلحين من مدينة حمص القديمة» حيث اجلي بالاجمال حوالى الفي شخص اغلبهم من المعارضين منذ الاربعاء الماضي.

وقال البرازي إن فرق الهندسة وإزالة المتفجرات دخلت الى الحي القديم في المدينة الواقعة وسط سورية وبدأت اعمال تمشيط وتفكيك القنابل. وفي حي الحميدية المدمر احد قطاعات المدينة القديمة المقفرة الذي يشكل المسيحيون غالبية سكانه، شاهدت صحافية من وكالة فرانس برس واجهات المحلات المحطمة وجدران وستائر المباني التي مزقها الرصاص وأكواما من الركام. وعلى الارصفة تتمركز دبابتان محترقتان وقطع من الحديد واللوحات الاعلانية المحطمة.

وقال المحافظ ان 1630 شخصا على الاقل معظمهم من مسلحي المعارضة غادروا حمص القديمة منذ الاربعاء الماضي في اطار الاتفاق غير المسبوق بين الطرفين، لأنه اول انسحاب لمسلحين من مدينة كبرى منذ بدء النزاع.

وكان مسؤولون سوريون افادوا في وقت سابق بأن الجيش الموالي لنظام الرئيس بار الأسد يحتجز في حمص نحو 270 من مقاتلي المعارضة السورية كانوا قد حصلوا على إذن بالخروج الآمن بموجب اتفاق مع قوات النظام بعد ان تقاعس مسلحون في ايصال مساعدات لقريتي نبل والزهراء الشيعيتين في حلب.

وبعد أكثر من عامين  من الحصار غادر نحو 1200 من المقاتلين المعارضين والسكان حمص القديمة في حافلات هذا الاسبوع مقابل الافراج عن عشرات الرهائن الذين يحتجزهم مقاتلون في محافظتي حلب واللاذقية الشماليتين.

وأفادت تقارير بأن قوات النظام  طلبت من المدنيين مراجعة مكاتب الشرطة في حمص للعودة الى بيوتهم التي فروا منها، وأن قوات النظام وضعت شروطا على عودة المدنيين دون ان توضح هذه الشروط.

«الكيماوي»  

 في سياق آخر، ذكرت المنسقة الخاصة لبعثة منظمة حظر الأسلحة الكيماوية والأمم المتحدة المشتركة، سيغريد كاخ مساء أمس الأول أن «المعارضة السورية استولت على موقعين للمواد الكيماوية في سورية». وأعربت كاخ، خلال مؤتمر صحافي بعد جلسة لمجلس الأمن الدولي حول البرنامج الكيماوي السوري، عن قلق المنظمة الأممية حيال عدم القدرة على إزالة ما تبقى من الترسانة الكيماوية السورية.

ونقل موقع الأمم المتحدة عن المسؤولة الدولية قولها: «نحتاج إلى الوصول إلى المواقع، السلطة السورية في الواقع تحتاج إلى ذلك... هناك موقعان غير بعيدين من دمشق استولت عليهما جماعات المعارضة المسلحة، ولا يمكن الوصول إلى الطرق المؤدية إليهما الأمر الذي أسفر عن تداعيات خطيرة على الوصول الآمن لموظفي البعثة المشتركة والسلطات السورية، وعلى إزالة المواد بطريقة آمنة، وعلى مغادرة القوافل بسلامة وأمان».

وأوضحت كاخ أن 92 في المئة من الأسلحة الكيماوية في سورية قد أزيلت أو دمرت في البلاد حتى الآن، مشيرة إلى أن عدم القدرة على إزالة ما تبقى من الأسلحة يعود إلى  الأوضاع الأمنية.

وأكدت كاغ من جهة اخرى وصول بعثة منظمة حظر الاسلحة الكيماوية لتقصي الحقائق حول مزاعم باستخدام الكلور الى دمشق. واتهمت واشنطن وباريس دمشق باستخدام غاز الكلور في قصف مناطق تسيطر عليها المعارضة. أما الحكومة السورية فاتهمت مقاتلي المعارضة بذلك.

«يديعوت»

في سياق آخر، أشارت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أمس إلى أن «رئيس «حزب العمل الإسرائيلي»، يتسحاق هرتسوغ التقى في برلين أمس الأول قادة من المعارضة السورية وهو كان على تواصل معهم منذ سنوات»، لافتة إلى أن «المعارضين استعرضوا أمام هرتسوغ الأوضاع الصعبة التي تعيشها مدينة حمص في أعقاب إخلائها من قوات المعارضة وسيطرة قوات النظام عليها، والأوضاع الإنسانية الصعبة في سورية، ورأوا أن السيطرة على مدينة حمص كانت بالإساس إنجازا لإيران التي تتحمل المسؤولية بشكل مباشر عن قتل المدنيين في سورية».

وأوضحت الصحيفة أن «هرتسوغ قال إنه يجب عدم السكوت على حقيقة أن محور إيران-حزب الله يتصرف في سورية كما يتصرف في بلاده، من خلال قتل آلاف المدنيين بهدف زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط بأسره».

(دمشق، نيويورك، القدس  ـــ أ ف ب، رويترز، د ب أ، كونا ، سكاي نيوز)

«داعش» يجند النساء والأطفال

أصبحت ظاهرة تجنيد الفتيات العربيات والأوروبيات للذهاب إلى سورية، والزواج من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش»، منتشرة خلال الفترة الماضية، مع اختفاء عدد من المراهقات الأوروبيات، ليتضح فيما بعد أنهن في سورية.

إلا أن جديد التنظيم تجنيد الأطفال، فقد تداول عدد من الناشطين والتنسيقيات السورية صوراً من منطقة الباب في حلب، تظهر التحاق حوالي 400 عنصر بالتنظيم، معظمهم من الأطفال والمراهقين الذين لم يتمّوا بعد الـ18 من عمرهم.

وكانت أنباء عديدة وردت عن قيام التنظيم الإرهابي بتدريب حوالي 50 طفلاً تتراوح أعمارهم بين السابعة والثالثة عشرة، وإلحاقهم بفصيل يحمل اسم «شبال العز» في مدينة الطبقة غرب الرقة.