مسفر الدوسري ومعرض الكتاب
![ناصر الظفيري](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1497859964459581700/1497859964000/1280x960.jpg)
ما يكاد يصيب المتابع بالدهشة والحيرة هو تراجع الفعاليات المصاحبة لمعرض الكتاب في الكويت. هذه الفعاليات ليست مناسبات تكميلية لملء فراغات وحشوها بندوات وأمسيات تحت عناوين غير مدروسة ودون خطة. وما حصل في الأمسية الشعرية كان مهزلة بكل معنى الكلمة وخطأ يقترب من الخطيئة لا أجد له مبررا واضحا أو ردا مقنعا حين يدعى شاعر عربي من لبنان بلد الشعر والشعراء لا يجيد القصيدة العربية ولا أصول اللغة ولا يجيد أيضا الشعر العامي ليشترك مع شاعر جميل ومهم في التجربة الشعرية في الكويت والسعودية وشاعرة رائعة من تونس تكتب بالعربية الفصحى ليكون نشازا لا يقبله محب الشعر العامي ولا الشعر العربي.لا أعرف من أقحم الدكتور محمد السعدي شعريا بين صوت مسفر الدوسري صاحب أجمل قصائد اللهجة الكويتية وأرقها في الحب وأكثرها شموخا في الشعر الوطني. مسفر الدوسري صاحب التجربة الطويلة مع قصائد الغزل وصاحب أجمل قصائد الاحتلال والتحرير كان يستحق أمسية تليق به. ولكنه وجد نفسه محصورا بين قبول جمهوره له وترقبه لسماع صوته المتفرد وبين استهجان الجمهور لكلام لا يمكن أن يحمل صفة فنية نطلقها عليه للدكتور السعدي. وربما يختلف الذوق الشعري أحيانا في تقبل شاعر ما أو رفضه ولكن ميزة السعدي الفريدة والوحيدة أن الجميع اتفق على استهجان ما رتبه من كلام ليسميه، هكذا لوحده، شعرا. بالمقابل كانت الشاعرة الجميلة فاطمة محمود التونسية صوت آخر لا ينتمي لتجربة الدوسري العامة الرائعة ولا بالتأكيد لكلام السعدي وكان يليق بها أن تكون في أمسية أخرى لجمهور آخر.بعد هذا المشوار الطويل من العمل الثقافي المؤسسي والذي يؤهل الأخوة في المجلس الوطني لتصدير تجربة المعرض والنشاط المصاحب نجد أنفسنا بحاجة لاستيراد تجارب من سبقناهم لنتعلم منها. لا أنتقص من جهد الأخوة في المجلس الوطني ولا من دورهم التاريخي الطويل في التنظيم ولكنني أحرص مثلهم تماما أن تبقى الكويت رائدة في عملها الذي بناه جيل سبقهم وحرص على تطوره وألا يغامروا أو يجاملوا على حساب هذا التاريخ الجميل. وعليهم اعادة قراءة ما حدث واخراج الدور الخليجية بجمهورها العريض من هذه القاعة الضيقة المزدحمة جدا واعادة قراءة النشاط المصاحب ليكون برنامجه مدروسا بعناية أكثر وضيوفه منتقين لا أن يكون محل تجارب.