منظور آخر: هل المرأة من القطيع؟

نشر في 27-10-2013
آخر تحديث 27-10-2013 | 00:01
 أروى الوقيان المرأة التي ربتك وسهرت على رعايتك هي المرأة التي تزدريها وتتعامل معها كواحدة من الخراف في القطيع، ولولاها لما كنت هنا اليوم ولاختفى العالم، ولا فضل للرجل بتكاثر الأجيال بل الدور والعناء الأكبر يقع على عاتق المرأة، فهي التي تحمل وتلد وترضع وتهتم، ويأتي دور الرجل مكملا لها في التربية وتحمل النفقات، حتى هذه الأخيرة باتت مسؤولية مشتركة.

المؤلم أنك أيتها المرأة عدوة نفسك، فحين يتعامل الآخرون معك وكأنك لا تمتلكين الحق في خياراتك في الحياة فأنت واحدة من القطيع، وحين يتم تجريدك من أي سلطة حتى على جسدك فأنت من القطيع، وحين تجبرين على الزواج من رجل لا تريدينه فأنت بدون شك واحدة من القطيع.

 لم يكن في الإسلام أي من تلك الأمور، فهي منتجات العادات والتقاليد العقيمة، ففي الإسلام كانت المرأة تشارك وتحارب وتطبب، وفي الوقت الحالي تمنع من القيادة، فهي اليوم بدون إرادة ولا قدرة على اختيار المصير، ولا أي صلاحيات سوى تلك التي يحددها لها الرجل في حياتها أيا كان.

من يصدق أننا على مشارف 2014 ومازال هناك طفلات يتزوجن عنوة من رجال بأعمار آبائهن، فظاهرة عرائس الموت في اليمن هي سبب وفاة 8 طفلات يومياً بسبب الزواج المبكر والحمل والولادة، وتعرضهن للنزيف الذي يفضي إلى الموت، وهي ظاهرة عربية منتشرة في جميع الدول العربية وليس في اليمن فقط، ولكن لم تتجرأ باقي الدول على نشر أي من هذه الإحصاءات.  كما أن النساء في أفغانستان يتعرضن لجميع أنواع العنف الجسدي والجنسي، والكثير من دول العالم، إذ تتعرض سبع نساء للاعتداء في كل ساعة في ولاية ريودي جانيرو في البرازيل، إما على يد زوج أو شريك سابق. ومازال الاتجار بالبشر والنساء على وجه التحديد في أكبر معدلاته، حيث يتم إجبارها على الخدمة أو ممارسة البغاء القسري، وذلك في جميع دول العالم، وما زالت المرأة مخلوقا ثانويا في هذه الحياة رغم كل التطور ورغم كل المؤسسات الحقوقية، ورغم كل هذا الانفتاح، والسبب يرجع للأسرة، فهي من تقوم بزرع نواة الشر في ابنها وتعزز الصفات الذكورية التي تؤكد سلطته على المرأة، وغالبا ما يكون ذلك بسبب أم كانت مضطهدة على يد رجل، أو رواسب نفسية قديمة تجعلها تود أن ترى ابنتها تعاني كما عانت هي.

عالمنا يحتاج إلى وقفة وشمعة تضاء لكل امرأة كافحت في سبيل إقرار حقوقها، كثيرون هم الرجال الذين يستحقون باقة ورد لوقوفهم جانب المرأة حين تخلت المرأة نفسها عن حقوقها، حان الوقت للتعامل مع المرأة على أنها كيان مستقل لها الحق في أن تقر مستقبلها، وهي الوحيدة التي لها الحق في جسدها وليس أسرتها وقبيلتها.

 حان الوقت للمرأة أن تحب نفسها وتقدرها وتعاملها بكثير من الاعتزاز، حان الوقت للمرأة بألا تخاف لو ولدت رجلا حتى لا تتعرض لكل هذا الاضطهاد الأسري والمجتمعي، حان الوقت للمرأة لأن تفخر بكونها امرأة ولا تشعر بالعار بعد اليوم.

قفلة:

تأسست في عام 2008 حركة "فيمن"، وهي جماعة احتجاجية تدافع عن حقوق المرأة مقرها في أوكرانيا، أصبحت المنظمة معروفة دوليا بتنظيم احتجاجات عارية اعتراضا على الوكالات التي تعرض المرأة نفسها في كتالوكات على الإنترنت أو في غيرها من الوسائل ليتم اختيارها للزواج والتمييز على أساس الجنس وغيرها من العلل والمشاكل الاجتماعية.

 بعض أهداف المنظمة يرمي إلى "تطوير الصفة القيادية والفكرية والأخلاقية للشابات الأوكرانيات" و"بناء صورة لأوكرانيا بأنه بلد يقدم فرصا كبيرة للمرأة"، هذه الحركة تكبر بشكل ملحوظ، وبدأت بسبب الضغوط التي مورست على المرأة واعتبرتها سلعة. المعلومات من "ويكيبديا".

back to top