بنغازي تشهد أعنف معركة بين حفتر و«الشريعة»
«الأنصار» تقتل 11 جندياً في هجوم على قاعدة لـ «الجيش الوطني»
اندلعت أمس في بنغازي شرق ليبيا واحدة من أعنف الاشتباكات بين عناصر من الجيش ومسلحين إسلاميين، أسفرت عن سقوط 18 قتيلاً بينهم 11 عسكرياً وجرح 26 في المدينة التي أعلن منها اللواء المنشق خليفة حفتر منتصف مايو الماضي إطلاقه حملة «الكرامة» للقضاء على الإرهاب.وقال العقيد طيار سعد الورفلي آمر قاعدة بنينا الجوية المتحالف مع حفتر، إن مقاتلين من جماعة أنصار الشريعة، بدعم من عناصر مجموعتين إسلاميتين أخريين «قصفوا القاعدة 21 التابعة للقوات الخاصة والصاعقة وسط مدينة بنغازي في وقت مبكر من اليوم (أمس)، ما أسفر عن مقتل وإصابة جنود علقوا في الداخل».
وأضاف أن القوات الجوية ردت عبر شن غارات جوية على معاقل المعتدين، متهماً عناصر من كتيبة شهداء 17 فبراير، وقوات درع ليبيا الإسلامية بدعم عناصر أنصار الشريعة التي تصنفها الولايات المتحدة الأميركية كجماعة إرهابية.وسمع دوي الانفجارات بشكل متواصل، وشوهدت طائرات ومقاتلات تحلق في محيط الاشتباكات وفي مناطق متفرقة من مدينة بنغازي، فيما لزم السكان منازلهم وأغلقت العديد من المحال.وقالت مصادر عسكرية إن «أرتالا عسكرية خرجت من المعسكر الرئيسي للقوات الخاصة والصاعقة في منطقة بوعطني باتجاه مواقع الاشتباكات».ودعمت القاعدة الجوية ونخبة القوات الخاصة في بنغازي اللواء حفتر، الذي أطلق الشهر الماضي حملة عسكرية ضد الإسلاميين المتهمين بشن أعمال عنف متكررة في بنغازي، أكبر مدن شرق البلاد.هلع ورعبوسادت حالة من الهلع والرعب بين السكان، وبينما دعا محمد الحجازي المتحدث باسم قوات حفتر السكان إلى مغادرة مناطق القتال، علقت بعض العائلات في حي سيدي فريج الذي يعد أحد معاقل أنصار الشريعة غرب بنغازي. وخشية من تضاعف العنف وانتشاره، دعت المستشفيات السكان للتبرع بالدم، في حين أغلقت وزارة التعليم المدارس، لتؤجل بذلك برامج الامتحانات النهائية.في المقابل، نفت كتيبة شهداء 17 فبراير في بيان على موقع «فيسبوك» أي تورط لها في معارك الأمس.وتأتي المواجهات الأخيرة بعد يوم واحد على شن قوات حفتر غارات جوية ضد الإسلاميين في بنغازي، حيث استهدفت اجتماعا لجماعة أنصار الشريعة.وفي ليل الأحد- الاثنين قصفت قوات من الجيش مزرعة قائد أركان قوات النظام السابق الفريق الراحل أبوبكر يونس جابر في منطقة الهواري، ومزارع أخرى في منطقة سيدي فرج، والقوارشة في ضواحي مدينة بنغازي قائلة إنها «أوكار للإرهابيين».وأعمال العنف الأخيرة هي الأكثر دموية منذ إطلاق حفتر في 16 مايو عملية «الكرامة»، وأسفر القتال منذ ذلك الحين عن مقتل 76 شخصاً.عرض مغربيعلى صعيد آخر، أعلنت تونس والمغرب في بيان مشترك أمس أنهما تدعمان حواراً وطنياً لحل الأزمة في ليبيا، وانهما تضعان كل خبراتهما للمساعدة في بناء المؤسسات بالدولة العضو في الاتحاد المغاربي.(بنغازي، طرابلس -أ ف ب، د ب أ)