لبنان: الجيش يتقدم في عرسال... ويعثر على 50 جثة
الحكومة تعلن التعبئة وترفض التفاوض... والقوات المسلحة تشيّع 14 جندياً
حقق الجيش اللبناني، أمس، تقدماً في عمليته العسكرية في عرسال، التي هاجمها مسلحون إسلاميون في أسوأ عملية كشفت امتداد الصراع السوري إلى لبنان، وقصف مناطق محيطة بالبلدة بالمدفعية، في مسعى لطرد هؤلاء المتشددين.
حقق الجيش اللبناني، أمس، تقدماً في عمليته العسكرية في عرسال، التي هاجمها مسلحون إسلاميون في أسوأ عملية كشفت امتداد الصراع السوري إلى لبنان، وقصف مناطق محيطة بالبلدة بالمدفعية، في مسعى لطرد هؤلاء المتشددين.
بينما استبعدت الحكومة اللبنانية أي اتفاق سياسي مع المجموعات المتشددة، واصل الجيش لليوم الثالث على التوالي عملية "السيف المصلت" في منطقة جرود عرسال ضد المجموعات المسلحة، مستهدفاً أكثر من محور.وقال الجيش اللبناني، في بيان أمس، إن "16 جندياُ قتلوا وفقد 22 وجرح 100 بعد اندلاع معارك على الحدود مع المتشددين الإسلاميين الذين هاجموا بلدة عرسال الحدودية مع سورية في مطلع الأسبوع"، مؤكداً أن وحداته عثرت أثناء تقدمها في المنطقة على جثث 50 متشدداً.
وأضاف: "حتى الآن أنهى الجيش تعزيز مواقعه العسكرية الأمامية وتأمين ربطها ببعضها البعض، ورفدها بالإمدادات اللازمة. وتعمل وحدات الجيش حاليا على مطاردة المجموعات المسلحة التي لاتزال تمعن في استهداف العسكريين والمدنيين العزّل في بلدة عرسال".دعم حكوميوعلى طاولة مجلس الوزراء وضعت الخلافات جانباً، وأكد رئيس الحكومة تمام سلام، أمس، أن الجيش يحظى بدعم كامل في مهمته المقدسة، معلناً تعبئة كل أجهزة الدولة للدفاع عن البلاد.ودعا في كلمة ألقاها، إثر جلسة استثنائية للحكومة، فرنسا إلى تسريع تزويد الجيش بالأسلحة المتفق عليها بموجب صفقة ممولة من المملكة العربية السعودية.وقال سلام في كلمة متلفزة "إننا نؤكد أن لا تساهل مع الإرهابيين القتلة، ولا مهادنة مع من استباح أرض لبنان وأساء إلى أهله"، مضيفا أنه "لا حل مع مع التكفيريين الذين يعبثون بمجتمعات عربية تحت عناوين دينية غريبة وظلامية، ويريدون نقل ممارساتهم المريضة إلى لبنان، في اشارة إلى الجهاديين الذين يسيطرون على مناطق واسعة في سورية والعراق".وشدد على أن "الحل الوحيد المطروح اليوم هو انسحاب المسلحين من عرسال وجوارها، وعودة الدولة إلى هذه المنطقة بكل أجهزتها".كما حيّا أبناء عرسال، قائلا إن "عذاباتهم لن تطول وإن دولتهم لن تتخلى عن واجباتها تجاههم، ولن تتركهم فريسة للفوضى".وأكد أن "الجيش يحظى بدعم كامل من الحكومة بجميع مكوناتها السياسية التي تمنحه ثقتها التامة، وتؤكد أنها تقف صفا واحدا وراءه في مهمته المقدسة". وحدة موقفبدوره، قال وزير العدل أشرف ريفي إن "الأمور ليست سهلة، ولكن على الأقل هناك وحدة موقف لبناني، ونقوم بكل ما يتطلب لإنقاذ البلد بالتنسيق مع قيادة الجيش، ونعود للكلام بعد يومين". وصرح نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري بأن "على جميع اللبنانيين من دون استثناء إبداء الدعم الكامل للجيش اللبناني في تصديه للإرهاب وللمسلحين الغرباء في عرسال"، داعياً قيادته إلى "مواصلة اعتماد الحزم حتى حسم الأمر ووضع حد للإرهاب".وأيّد مكاري "توسيع رقعة تطبيق القرار 1701 لجهة الاستعانة بقوات الأمم المتحدة لحماية الحدود"، معتبراً أن "انتهاك هذه الحدود في الاتجاهين هو الذي ساهم أصلاً في إيصال عرسال إلى الوضع الراهن، وفي توريط لبنان في النار السورية".من جهته، أكد وزير الصحة وائل أبو فاعور، أمس، قبل دخوله الى جلسة مجلس الوزراء أن طرح قوى 14 آذار توسيع القرار 1701 غير واقعي، واصفا الوضع بالمعقد إذا لم تؤمّن الحكومة الغطاء للجيش. وقام أبو فاعور بالإيعاز لكل المستشفيات باستقبال الجرحى المدنيين من أهالي المدينة.تشييع جنودفي هذا السياق، وبحضور حشد من الأهالي ورفاق السلاح، شيّعت قيادة الجيش عدداً من العسكريين الذين استشهدوا في الاشتباكات التي خاضها الجيش ضد المجموعات الارهابية في منطقة عرسال أمس.وأصدر قاضي التحقيق العسكري اللبناني، فادي صوان، أمس، مذكرات وجاهية بتوقيف خمسة لبنانيين وفلسطيني واحد بتهمة الانتماء إلى جبهة النصرة والقيام بأعمال إرهابية، في حين قتل ثلاثة أطفال في بلدة عرسال من جراء الاشتباكات الدائرة بين الجيش اللبناني ومسلحين غرباء عن لبنان أول أمس السبت الماضي.وذكرت "الوكالة الوطنية للإعلام" اللبنانية الرسمية أن 3 أطفال من آل الحجيري قتلوا من جراء الاشتباكات المستمرة بين الجيش والمسلحين في بلدة عرسال.سلب ونهبوقد استمرت محاولة الجيش طرد المعتدين على مواقعه، عبر القصف المدفعي والاشتباكات التي دارت داخل البلدة، فيما شهد وسطها عمليات سلب ونهب للبيوت والمحال التجارية من قبل المتطرفين وبعض اللاجئين وفق وسائل إعلامية. وقال أهالي من "عرسال" إن المسلحين الملثمين قاموا بإطلاق النار على كل من حاول الخروج من المدينة، وإحراق بعض السيارات لمنع المواطنين من الخروج.(بيروت- أ ف ب، رويترز، د ب أ)