أخبرينا عن المشهد الإبداعي الأردني في الوقت الحالي.

Ad

لا أعتقد أن المشهد الإبداعي الأردني يختلف عن مثيله في الدول العربية، يلقي نوع من الجفاف والجدب بظلاله على الواقع، في ظل هذه المتغيرات التي تمرّ بها دولنا العربية بعد الربيع العربي. للمفارقة تشهد المنطقة حروباً وقتلا ودماراً وإحساساً بالقهر والغبن والضعف.

بين مجموعتيك الشعريتين {بوح ناي} و}صلوات الندى}، ما العمل الأقرب إليك؟

"بوح ناي} إصداري الأول وهو أول إطلالة لي في المجال الشعري، وأعتقد أنه أشبه ما يكون بالحب الأول الذي نخجل منه، لكننا لا ننسى فرحنا به. أما في {صلوات الندى} فربما أصبحت تجربتي أكثر نضجاً، نوعاً ما، وآمل أن يكون إصداري الثالث أفضل أيضاً.

يرى البعض أن المشهد القصصي والروائي في الأردن يتفوَّق على الإبداع الشعرى، ما تقويمك لذلك؟

للشعر مكانته ولفن الرواية والقصة مكانتهما، ولا أرى أن أحدها يتفوق على الآخر أو يأخذ مكانه، والمنتج الأدبي الإبداعي يفرض حضوره بتميزه، ولو أن كثرة الجوائز المخصصة للقصة والرواية جعلت المنافسة قوية.

هل ما زال الشعر مدونة العرب؟

نعم، وسيبقى مدوّنة العرب.

ما الإضافة التي يقدمها صالونك الأدبي إلى الحركة الثقافية؟

الصالون منبر ثقافي متميز، يضم خيرة النقاد والشعراء العرب، وبما يملك من حميمية وخصوصية أصبحت له مكانة متميزة في المشهد الثقافي، وما زلت أرغب بتطويره وتحديثه.

يتهم البعض قصيدة النثر بأنها مجرد خواطر شخصية لا ترقى إلى مستوى القصيدة العمودية، فما تعليقك؟

أعتقد أن قصيدة النثر موجودة ولها حضور كبير، مهما أنكرها البعض، وهي قصيدة تفتح أبواب التأويل والتخييل بعيداً عن روتين العمودي ورتابته، إن حملت في طياتها موهبة إبداعية وجماليات شعرية متقدمة.

هل صنعت الحداثة فجوة بين المتلقي والمبدع؟

بعض الشيء، فالقصيدة التي توغل في الغموض والجنوح لا يتقبلها المتلقي العادي بسهولة، لأنه لن يتذوقها كما يجب، لكن لا يمنع ذلك من أن تحمل القصيدة الحداثية من الإبداع ما يأسر القارئ والناقد على السواء.

الشعر كان حاضراً في ميادين الثورات العربية الأخيرة، هل سيستعيد مكانته وهل ما زال قارئ الشعر موجوداً؟

نعم، للشعر خصوصية لا نراها في بقية فنون الأدب، خصوصاً في موسيقاه التي تنساب بسلاسة لتصل إلى إحساس المتلقي بشكل تلقائي، خصوصاً إذا تمثلت القصيدة بالثوابت القومية والعربية وعبرت عن هموم شعوبنا وطموحاتها.

هل ستفرز الثورات العربية مشاريع إبداعية للأمة في المستقبل؟

 

نرجو ذلك في ظل الوعي الحالي الذي فرضت فيه حرية الرأي وجودها وكسرت قيود الخوف من الكلمة والموقف.

ما رأيك بالمبادرات التي تقام لدعم الشعر في العالم العربي؟

جيدة لكنها ليست كافية، خصوصاً بالنسبة إلى المرأة الشاعرة، فما زالت ثمة محاباة وما زال الشعر ذكورياً في مجالات الجوائز والدعوات والمشاركات.

يتهم البعض الحركة النقدية بأنها تتسم بالشللية في عالمنا العربي، ما ردّك؟

صحيح على الأغلب إلا في ما ندر، فالشللية تطغى على كل شيء بما فيه الأدب، والناقد الذي يمدح اليوم ربما يذم غداً، ففي النقد حالات محاباة ومجاملات.

كيف يمكن لنا النهوض بالثقافة والأدب العربي؟

بوسائل عدة، من أهمها المناهج الدراسية التي ترغّب الطلاب باللغة العربية وتقدمها لهم بأسلوب محبب وشيق، وتوفير أساتذة أكفاء، وذلك برفع كفاءة المعلم العلمية ورفع مستواه المعيشي، ثم الابتعاد عن الشللية، اهتمام النقاد بالأدب كما يجب وليس من خلال قوالب نقدية جاهزة، ورفع المستوى المعيشي والاجتماعي للعاملين بالثقافة والأدب، ومنح فرص متساوية للجميع من دون إقصاء أو تهميش بسبب الرأي أو التوجه الفكري.

هل لديك طقوس خاصة أثناء الكتابة؟ وكيف تتابعين ردود فعل القراء على كتابتك؟

لا طقوس خاصة لدي، لأنني لا أجلس وأنوي الكتابة عادة، فالقصيدة تفرض حضورها وقت تشاء، وتسعدني دائماً ردود القراء، لا سيما حينما تكتب لي إحداهن: أشعر بأنك قرأتِ نبضي وأحساسي وكتبته في هذه القصيدة، فأروع القصائد تلك التي تعبر عن الإحساس الجمعي للبشرية وليست المهتمة بالهم الشخصي والذاتي.

متى تتوقفين عن الكتابة؟

حين أشعر بأنني أكرر نفسي ولا آتي بجديد.

بمن تأثرت في كتابتك الشعرية؟

بالشعراء والشاعرات بلا استثناء، ولكن ثمة خصوصية لابن الفارض والسهروردي وابن عربي.

هل كتاباتك نتيجة معاناة شخصية؟

هي نتيجة انفعالات، وإن كان يؤخذ عليّ أنني أكتب قصيدة انفعالية، لكني لا أكتب إلا إذا تدفقت مشاعري وشعرت بالحاجة إلى تفريغها على الورق.

 ما جديدك في الفترة المقبلة؟

أعدّ لإصدار طبعة جديدة من ديوان «صلوات الندى» لنفاده.