الرجل الثاني (14)

نشر في 12-07-2014 | 00:02
آخر تحديث 12-07-2014 | 00:02
على عكس لقاءات رشدي أباظة مع المخرجين السابقين كلهم، كان للقائه بالفنان والمخرج محمود ذو الفقار في النادي الأهلي، مذاق خاص، فهو يعرفه ممثلاً ومخرجاً، والأهم أنه قدَّم وجوهاً كثيرة كانت قد شقت طريقها إلى النجومية، فضلاً عن أنه كان أحد أواخر الفنانين والمخرجين الذين التقوا الراحلة كاميليا في فيلم «قمر 14».
لم يتردد رشدي أباظة، وذهب في الموعد المحدد للقاء الفنان والمخرج محمود ذو الفقار، فوجد ترحيباً غير متوقع منه. غير أنه كان لا بد من أن يجري له اختبارات على بعض الحركات والتعبيرات الانفعالية أمام الكاميرا. بعدها، وقع معه عقداً لبطولة فيلم سينمائي جديد، فشعر رشدي أن بربارا «وش السعد» عليه، فأصر على الزواج منها رغم معارضة والدته لهذه الزيجة أيضاً:

- حضرتك كنت معترضة على تحية كاريوكا وطلقتها. كمان بربارا لا... طب ليه؟

* من غير ليه؟ انت تنفذ كلامي وبس.

- ماما... مع احترامي لكلام حضرتك...

* إيه ماما دي... انت كبرت خلاص على الكلمة دي. أنا اسمي ليلى.

- طب يا لوله... زي ما بتقولي كدا إن أنا كبرت. أنا دلوقت عندي سبع وعشرين سنة... واتجوزت وطلقت. يعني مش لسه طفل... الكلام دا تعمليه مع حامد أخويا الصغير.

* ودا إيه علاقته بجوازك من بربارا؟

- يعني علشان أنا كبرت لازم يبقى فيه كلام مقنع علشان أنفذ كلام حضرتك. أو إن حضرتك تقنعيني. يا إما بقى مش عايزاني أتجوز خالص.

* آه... إيه. لا طبعا... بس دي ماتنفعكش يا رشدي. انت لازم تتجوز واحدة تناسبك.

- ماما. قصدي ليلى... أرجوك. أنا مش عايز أبعد عنك... ولا عايز أعمل حاجة تغضبك. ارجوك وافقي.

على مضض وبغير رضا، اضطرت والدة رشدي إلى الموافقة على زواجه من بربارا، ليعرف رشدي حياة الاستقرار مجدداً، خصوصاً أن بربارا أظهرت اهتماماً كبيراً بشؤونه الشخصية والفنية وراحت تنظم له مواعيده، رغم أنه لم تُسند له أعمال منذ زواجه منها. حتى الوعد الذي أخذه من الفنان والمخرج محمود ذو الفقار، لم يتحقق لتعطل الفيلم الذي كان من المفترض أن يبدأ به معه. غير أن بربارا لم تستسلم، ومن خلال عملها كمضيفة طيران استطاعت أن تعلم أن المخرج الأميركي سيسيل دي ميل وصل إلى القاهرة في مهمة فنية، فقامت بالبحث والتقصي، حتى عرفت أنه جاء إلى القاهرة كي يعاين مواقع تصوير فيلم جديد له، سيصور جزءاً كبيراً منه في القاهرة.

كانت آثار مصر الفرعونية، ولا تزال، تمثل لغزاً كبيراً أمام علماء الآثار والباحثين في التاريخ، وكذا الفنانين والمبدعين، ومثلما افتتن بها عدد كبير من المستشرقين، وحاولوا اكتشاف بعض ألغازها من خلال لوحاتهم، حاول علماء الحملة الفرنسية فك طلاسمها بشكل علمي مدروس، كان من نتائجه اكتشاف اللغة الهيروغليفية وفك رموز «حجر رشيد». غير أن الفنانين حاولوا اكتشافها عبر السينما، لكن على طريقتهم، فأطلقوا لخيالاتهم العنان، بعدما عجزوا بشكل حقيقي عن اكتشاف ولو جزء من الحقيقة.

فيما جاء إلى القاهرة المخرج سيسيل دي ميل ليعاين أماكن تصوير فيلمه الجديد «الوصايا العشر» كان المخرج روبرت بروش، قد سبقه وجاء فعلاً لتصوير فيلم آخر بعنوان «وادي الملوك».

استطاعت بربارا أن تتعرف إلى تحركات المخرج الأميركي سواء في القاهرة أو الجيزة أو منطقة الأهرامات، أو في سيناء ومنطقة «عيون موسى» وجبل «الطور». كذلك  استطاعت أن تعرف الفندق الذي يقيم فيه، وشركة التوزيع التي رتبت له الرحلة منذ خروجه من أميركا، إلى عودته مجدداً.

اقتصرت زيارة المخرج سيسيل دي ميل، على معاينة الأماكن التي سيصور فيها فيلمه في مصر، غير أن رشدي استطاع وسط الرحلة أن يحصل على موعد منه، ويلتقي به، وما إن شاهده سيسيل حتى هتف:

* تايلور. روبرت تايلور القاهرة؟

- أنا اسمي رشدي أباظة.

* أعرف. فقد أخبروني باسمك. لكن هل أخبرك أحد من قبل أنك تشبه روبرت تايلور.

- دا شرف ليا طبعاً... بس للأسف ما حصلش.

* هل تعيش في مصر هنا منذ زمن؟

- مستر سيسيل. أنا اسمي رشدي أباظة. مولود في مصر ومصري ابن مصري.

* غود... غود... مستر رشدي. لكن هل سبق لك أن وقفت أمام كاميرا السينما؟

- طبعاً... أنا ممثل واشتغلت خمسة أفلام. منهم تلاتة كانوا بطولة تقريباً.

* إكسلانت... لكن ما هي المؤسسة التي تتبنى تقديمك؟

- للأسف... لسه النظام دا مش موجود في مصر. إحنا عندنا صناعة سينما ولكن لا يوجد لدينا مؤسسات تتبنى تقديم المواهب... كلها محاولات فردية من شركات أو ممولين.

* أوه... سوري. أنت ممكن يكون نجماً كبيراً في أميركا. إذا كان هناك مؤسسة تتبنى وجودك. أنت ممكن يكون لك مستقبل كبير. فأنت لديك ما يؤهلك لذلك... كل ما أستطيع أن أقوله لك إنني أعدك أن أساعدك قدر استطاعتي.

انتهى اللقاء وانصرف رشدي بعدما ترك اسمه وعنوانه ورقم هاتفه، ورغم سعادته بما قاله المخرج العالمي سيسيل دي ميل ورأيه فيه، فإنه لم يكن متفائلاً بأن هذا اللقاء يمكن أن يسفر عن فرصة حقيقية، غير أن سيسيل أوفى بوعده وحاول أن يساعد رشدي قدر استطاعته كما أكد له. وقبل أن يغادر القاهرة عائداً إلى أميركا، التقى المخرج روبرت بروش الذي حضر لتصوير جزء كبير من مشاهد فيلمه «وادي الملوك» في مصر، ولم ينس بالطبع أن يخبره بأنه صورة مصرية من النجم العالمي روبرت تايلور، وأنه شديد الشبه به.    

ما إن رأى روبرت بروش رشدي أباظة، حتى أذهله هذا الشبه الكبير بينه وبين النجم روبرت تايلور، فطرأت على ذهنه فكرة فوراً، وهي أن يقوم رشدي بدور بديل للنجم العالمي، خصوصاً أن ثمة مشاهد محفوفة بالمخاطر كان سيؤديها تايلور. غير أن ذلك لم يرض رشدي، فتفهم روبرت بروش موقفه، وأسند له دوراً صغيراً آخر يظهر فيه بوجهه كمغن في صعيد مصر.

لم يكن رشدي أباظة الفنان المصري الوحيد الذي شارك في فيلم «وادي الملوك»، بل اختار بروش عدداً آخر من الفنانين المصريين، خصوصاً أن الفيلم تضمن مشاهد دارت أحداثها في «الأقصر» في صعيد مصر، فضم إلى جانب بطليه روبرت تايلور وإليانور باركر، سامية جمال كراقصة مصرية تؤدي رقصة شرقية، إضافة إلى الفنانين محمود السباع وحسن عيسى ولطفي الحكيم.

راح بطل فيلم «وادي الملوك» Valley of the Kings يبحث عن اكتشاف مقبرة “رمسيس الثاني”، أعظم ملوك مصر القديمة، حيث يأتي عالم الآثار مارك براندون (روبرت تايلور) لينقب عن المقابر الفرعونية القديمة في مصر، وخلال عمله تتقرب منه الفتاة الجميلة “آن مرسيدس” التي تجسدها النجمة إليانور باركر، وتحاول إقناعه بأن يساعدها في تحقيق حلم والدها الراحل، فهي ترغب في إيجاد دليلٍ دامغٍ على رحلات النبي يوسف في مصر القديمة المذكورة في الإنجيل. ولأن مارك كان طالباً عند والدها، يوافق على طلبها ويبدأ البحث عن مقبرة الفرعون “رع حتب” الذي يربطه بعض النظريات “بالنبي يوسف”. غير أن الطريق إلى المقبرة يكون محفوفًا بكثير من المخاطر والمؤامرات والموت، حيث تتصاعد الأحداث.

استغرق تصوير الفيلم في مصر خمسة وثلاثين يوماً، من بينها ثمانية وعشرون يوماً بين الأقصر وأسوان والدير البحري، وسبعة أيام في القاهرة، لم يفارق فيها رشدي فريق العمل. غير أن الفترة التي أمضاها في الأقصر، والمشاهد التي جمعت بين بطلي الفيلم إليانور باركر، رشدي أباظة، بديلا عن البطل روبرت تايلور، كانت كفيلة بأن تجعل البطلة تقع في غرام البديل وليس البطل.

رأت باركر في رشدي صورة البطل الشرقي، فضلاً عما يتمتع به من وسامة ورجولة، إضافة إلى الكرم المصري، فظل ملازماً لها طوال فترة التصوير، فتعلقت به وأحبته بشكل أثار غيرة روبرت تايلور. غير أنها لم تثر غيرته وحده، بل الأهم أنها أثارت غيرة وشكوك بربارا زوجة رشدي التي راحت تراقب تحركاته وسكناته، حتى اضطر إلى اللجوء إلى حيل عدة للهرب من مراقبتها. غير أنه لم ينجح في ذلك طوال الوقت، فعندما ادعى أن بعض المشاهد سيصورها في منطقة الأهرامات في الجيزة، وافقته رغم علمها بأنه ليس لديه تصوير في هذا اليوم، فقد حصلت على جدول مواعيد التصوير في القاهرة خلال ذلك الأسبوع. ولكنها وافقته لتتأكد من شكوكها، وعزمت على مراقبته.

خرج رشدي من بيته متجها إلى حيث تقيم إليانور باركر، في حي الزمالك، خلال فترة التصوير في القاهرة، ليأخذها في رحلة تشاهد خلالها بعض معالم القاهرة. غير أنه ما إن استقبلته إليانور، وراحت تستكمل ملابسها استعداداً للخروج، حتى دق جرس الباب، ليسمع رشدي صوت بربارا تسأل عنه الخادمة، وقبل أن تجيب اتجهت مباشرة إلى الصالون الذي كان رشدي غادره إلى غرفة أخرى في محاولة للهرب. وما إن اتجه إلى شرفة الغرفة ليتبين مخرجاً حتى وجد نفسه في الطابق السابع من المبنى، وحتما سينتهي أجله إذا فكر وحاول القفز. غير أنه تجاسر وصعد إلى سور الشرفة، وبحذر شديد ومن دون تفكير في النتائج، قفز إلى الشقة المجاورة لشقة إليانور باركر، ليخرج من دون أن تراه بربارا، ليس خوفاً منها ولكن حتى لا يؤكد شكوكها، وتضيق الخناق عليه في حركاته وسكناته، فهو يحبها، لكنه في الوقت نفسه يحب حريته أكثر من أي شيء آخر، وكان لديه استعداد لأن يدافع عنها، مهما كلفه ذلك من ثمن.

أجاد رشدي دور بديل روبرت تايلور بشكل أذهل الجميع، بمن فيهم مخرج الفيلم، والنجم العالمي نفسه، لدرجة أنه عندما تم عرض الفيلم لم يكتشف أحد أن روبرت تايلور غائب عن الشاشة، بفضل إتقان رشدي للدور، ما جعل باركر تقدم له عرضاً لم يكن في حسبانه:

- انت بتقولي أيه... أنا؟!

* ايوا انت... عندك مانع؟

- أنا ماعنديش. إنما ممكن يبقى هوليوود هي اللي تبقى عندها مانع.

* هاهاها... هوليوود مش ممكن ترفض ارتيست زيك. انت موهوب ووسيم... وعندك كاريزما وحضور وقدرات تمثيلية هائلة. وأنا واثقة أنك هاتكون نجم كبير في هوليوود في أقل من سنة.

- أيوا بس هم يعني ها يعرفوني إزاي... ومين ممكن يوصلني لشركات الإنتاج في هوليوود. وكمان مين الشركة اللي ممكن تتبنى ممثل عربي مجهول علشان تعمل منه نجم؟

* كل الأسئلة دي أنا فكرت فيها... وأعرف أنها منطقية... لكن أنا اللي هاعمل دا. وممكن تعتبرني أن الشركة اللي هاتتبني صناعة نجوميتك.

كان العرض مغرياً بحيث لا يستطيع أن يرفضه أي فنان عاقل، ولا يكتفي بالقبول بل يسعى نحوه بكل ما لديه من إمكانات، ما جعل رشدي يفكر جدياً في العرض، خصوصاً أن إليانور باركر لم تبد إعجابها فحسب برشدي، بل كانت تحبه، ما سيجعلها تقف إلى جواره حتى يصبح أحد نجوم هيوليوود فعلاً.

لم يخبر رشدي زوجته بربارا بالعرض، وقرر أن يضعها أمام الأمر الواقع، غير أنه كان لا بد من وجود رأي آخر، إما أن يؤيد قراره ويعضده، أو يرى فيه عيباً يساعده على رفضه. فاستطلع آراء بعض المحيطين والمقربين منه من الأصدقاء، فجاء رأيهم جميعاً مؤيداً لفكرة باركر، وحسماً للأمر قرر أن يخبر والدته التي أدهشه رأيها، فقد ظن أنها سترفض بشدة أن يبتعد عنها، غير أنها وافقت وبتوصية ألا يضيع هذه الفرصة.

رغم الآراء المؤيدة كافة لفكرة إليانور باركر، فإن رشدي لم يكن قد حسم أمره بعد، فثمة عشرات الأسئلة التي كانت تدور في رأسه، وإجاباتها كلها احتمالات، ورغم ذلك كان لا بد من أن يخطو خطوات إيجابية نحو تحقيق الهدف.

بدأها بالذهاب إلى أستوديو التصوير الخاص بالمصور فان ليو وشقيقه «أنجلو» الذي اعتاد الذهاب إليه لتصويره فوتوغرافياً، بعدما امتنع عن الذهاب إلى أستوديو أحمد خورشيد منذ أن اكتشف حبه لتحية كاريوكا قبل زواجه منها.

دخل رشدي أستوديو فان ليو فوجد أمامه الفنانة سامية جمال، جاءت للتصوير أيضاً، وفيما راح فان ليو يجهز الأستوديو لتصويرهما، جلسا يتحدثان. رغم مشاركة سامية معه في فيلم «وادي الملوك» فإن الظروف لم تتح لهما أن يجلسا ويتحدثا معاً خلال تصوير الفيلم:

* ما تعرفش يا رشدي كنت فخورة بيك أد إيه وانت بتمثل بندية مكان روبرت تايلور.

- ميرسي أوي.

* أنا مش بجاملك دي حقيقة. اكتشفتها وأنا في أميركا.

- تقصدي إيه؟ مش فاهم حاجة!

* أقصد أني اكتشفت وأنا في أميركا أننا مش أقل منهم... هم عندهم مؤسسات بتساندهم وتعرف تسوقهم. لكن إحنا بنعتمد على نفسنا.

- عندك حق.

* أنا لما قابلت الأميركي شبرد كينج في فيينا واتجوزنا من تلات سنين... وخدني أميركا وهو بيأكد أني هاوصل للعالمية في هوليوود في ظرف سنة. اكتشفت كدبه... والوعود اللي وعدني بيها قبل مانسافر. وكمان اكتشفت الوهم اللي إحنا بنسميه عالمية.

- تقصدي إيه؟

* أقصد أني اكتشفت أن اليهود مسيطرين على السينما في هوليوود. ومش بسهولة أبدا يسمحوا لأي عربي يكون نجم هناك. والأهم من كل دا عرفت إزاي تبقى فنان عالمي من غير ما تعتمد على غيرك.

- إزاي؟

* بأنك تبقى فنان بجد في بلدك الأول... تحقق نجوميتك هنا. ساعتها تفرض وجودك على العالم كله. وهم اللي يجروا وراك... مش انت اللي تجري وراهم.

لم يعرف رشدي كيف استطاعت سامية جمال أن تقنعه بكلامها؟ لدرجة أنها حسمت موقفه من فكرة السفر إلى هوليوود سعياً وراء العالمية. لم يعرف لماذا ارتاح لوجودها، وأنس لحديثها؟ لم يجد إجابات لأسئلته، فهل ولد حبها في قلبه بصورة فورية أم سبقت مولده تباشير بعيدة؟! ربما يكون الاحتمال الثاني هو الأقرب والأصدق، فقد شعر بشيء ما داخله... لكنه لم يعرف تحديداً ملامحه.

خرج رشدي من أستوديو «فان ليو» وقد قرر إغلاق موضوع هوليوود نهائياً، والاعتذار إلى إليانور باركر، مبرراً ذلك لنفسه بأنه لا شك يتمنى النجومية والعالمية، لكن ليس عن طريق سيدة، فلن يكون بحال من الأحوال صناعة سيدة، حتى لو كان عبر بوابة «الحب». لم يكن حباً، بل مجرد نزوة، ضمن النزوات الكثيرة التي مر بها.

«ارحم دموعي»

في الوقت الذي اتخذ فيه رشدي قراره برفض عرض إليانور باركر بالذهاب إلى هوليوود غير آسف، كان على  موعد مع القدر، عندما عرض عليه المخرج حسن الإمام المشاركة في بطولة فيلم «ارحم دموعي» في دور «مراد» يحب «آمال» فاتن حمامة التي يمر والدها بأزمة مالية، ويضطر إلى أن يبيع أرضه لجاره الثري ممدوح، صاحب المصنع المجاور، ويكتشف مراد ذلك، فيبدأ التهرب من آمال، في الوقت الذي يتقدم فيه ممدوح للزواج منها، وفي ليلة الزفاف تحكي لزوجها قصة حبها لمراد، فيقرر ممدوح إنهاء علاقة الزواج بينه وبين آمال، مع الإبقاء عليها أمام الأهل والأقارب، فيما يبدأ مراد في ابتزاز آمال لإقامة علاقة محرمة بينهما. غير أنها تلقنه درساً قوياً، ويرد بافتعال أزمة اقتصادية لممدوح، فتقف آمال إلى جوار زوجها حتى تمر الأزمة، ما يكون سبباً في عودة العلاقة الزوجية بينهما إلى شكلها الطبيعي.

كانت أمام رشدي مشكلتان، الأولى أن الفيلم سبق تقديمه قبل 14 عاماً، في العام 1940 باسم «قلب المرأة» وأدى بطولته كل من أمينة رزق وسليمان نجيب، وأخرجه توجو مزراحي، وهو ما مثل تحدياً للعاملين فيه كلهم، سواء الفنانين الذين يمثلون الجيل الجديد، أو المخرج، الذي يرسي قواعد ميلودرامية جديدة تحمل توقيعه. أما المشكلة الثانية فكانت في وقوفه أمام فاتن حمامة ويحيى شاهين وشكري سرحان وزهرة العلا وعبد الوارث عسر وسراج منير وشريفة ماهر، أبطال الفيلم، ما جعله يفكر في الاعتذار عنه، فدوره لن يظهر وسط هؤلاء الفنانين الذين يشكلون مجموعة محترفة من النجوم والنجمات، أي منهم قادر أن يتحمل بطولة فيلم بمفرده!

رغم إغراء الدور وأهميته، وجد رشدي نفسه أمام قرار صعب لا بد من أن يتخذه.

البقية في الحلقة المقبلة

back to top