تقول إنها قبل أن تعتنق الإسلام كانت تمتلك كل ما يسعى له المواطن في الغرب من مال وشهرة وكل ما تبحث عنه المرأة الغربية من جمال والتفاف الرجال من كل حدب وصوب حولها، لكنها لم تكن أبداً تجد متعتها في مثل هذه الأمور الزائلة، ولم تشعر بالسعادة إلا بعد أن هداها الله إلى الإسلام، إنها المذيعة الألمانية كريستينا باكر الإعلامية الشهيرة التي أعلنت إسلامها قبل سنوات.

Ad

أثناء زيارتها الأخيرة للقاهرة قالت باكر لـ"الجريدة": بمحض المصادفة تعرفت خلال عملي في لندن على شاب باكستاني مسلم يُدعى عمران خان وهو أحد أبطال رياضة "كروكيت"، وقتها كان عمران يُعيد دراسة حياته وسبر أغوار إيمانه من جديد، لذا التقت أفكارنا، فكل منا يسعى للبحث عن حقيقة الإيمان وبالمصادفة البحتة عرفني عمران على الكتب التي كان يقرأها عن الإسلام وبعد اطلاعي على بعض الكتب الإسلامية أدركت أن الإسلام هو طريق لابد من السير فيه إذا كنا نريد أن نعيشه بشكل فعلي.

وتابعت: أردت أن أتذوق الثمار الروحية للإسلام وأن يصبح جزءاً من حياتي فاشتريت سجادة صلاة وبدأت أمارس شعائر الدين الإسلامي... لقد هداني الله إلى الطريق القويم بعد أن كنت غارقة في عملي كمقدمة للبرامج الموسيقية، وأهرع من عرض إلى آخر وأعمل من الصباح حتى المساء وأجري مقابلات مع كثير من كبار نجوم الفن، لكنني فجأة شعرت أن الذي أفتقده هو الحب وأن لقائي هذا الشاب المسلم جعلني أدرك ذلك، كنت أبحث بشكل لاشعوري عن حب الإله وعن الحب الخالص السامي، وقد اصطحبني عمران خان إلى باكستان وكانت أول رحلة لي إلى مجتمع إسلامي، وأدركت خلال هذه الرحلة الدور الكبير الذي يلعبه الإيمان بالله في حياة الإنسان، وأن هذا الإيمان هو الذي دفع الناس هناك إلى إنجاز الكثير من الأعمال الخيرية.

وخلال رحلتي إلى باكستان شاهدت بعيني الفقر المدقع، وعلى الرغم من ذلك كان هناك بريق في عيون الناس... كانوا يقتسمون ما يملكون، وعندما تساءلت بيني وبين نفسي عن سر ذلك اكتشفت أخيراً أن هذا ينبع من الإيمان بالله، فبدأت بالتعمق في القراءة عن الدين الإسلامي لأجد أنني كنت أحيا في غياهب الظلام وأن النور الحقيقي هو نور الإسلام.

وأضافت باكر: منذ اعتنقت الإسلام عام 1995 وأنا أقرأ في السيرة النبوية العطرة، فقد شدتني للغاية سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وأخلاقياته، والحقيقة أن شغفي بالإسلام جعلني ألتهم كل ما أقابله من كتب حول النبي الكريم، وأستطيع أن أقول وبصدق إن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم، يستحق بقوة أن يكون سيد العالمين، فما فعله مازال يلقي بظلاله على هذه الفترة ومازال يعيش مع الأجيال المتعاقبة.