«جنيف 2»: النظام والمعارضة يلتقيان ويخفّضان تمثيلهما

● الإبراهيمي يؤكد ضرورة بحث المرحلة الانتقالية... ومواقف متضاربة من النظام بشأن «جنيف 1»

نشر في 26-01-2014
آخر تحديث 26-01-2014 | 00:03
No Image Caption
التقى وفدا النظام السوري والمعارضة المناهضة له أمس في جنيف في غرفة واحدة دون أن يتكلما مع بعضهما، في حين لايزال الغموض يلف مصير محادثات السلام مع استمرار وفد النظام في إطلاق تصريحات متضاربة وملتبسة عن بيان «جنيف 1»، الذي اتفقت الدول المشاركة في المؤتمر على ضرورة أن يكون أساس المفاوضات.
بعد الانتكاسة التي شهدها مؤتمر «جنيف 2» بشأن سورية، عادت الأمور إلى نصابها أمس بلقاء جمع بين وفدي نظام الرئيس بشار الأسد ووفد المعارضة السورية في مقر الأمم المتحدة في جنيف، بحضور المبعوث الأممي والعربي الأخضر الإبراهيمي، وذلك بعد أن خفض الوفدان تمثيلهما.   

وجرى الاجتماع الأول في غرفة واحدة، واستغرق نحو نصف ساعة أدلى خلالها الإبراهيمي بكلمة حول النزاع وأسس التفاوض، وتم الاجتماع بشكل مغلق بعيداً عن كاميرات المصورين والصحافييين. ودخل الوفدان من بابين مختلفين وجلسا في مواجهة بعضهما من دون أن يتبادلا أي كلمة. وبعد الظهر جرى اجتماع ثان، تحدث فيه الوفدان موجهين كلامهما إلى الإبراهيمي الذي سينقل الى كل وفد كلام الآخر.

ويقود وفد التفاوض من جهة النظام المندوب السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، بينما سمت المعارضة عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية هادي البحرة كبير مفاوضيها.

وقال عضو وفد المعارضة المفاوض وعضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أنس العبدة للصحافيين، إن الإبراهيمي تكلم عن «مبادى التفاوض وأهداف التفاوض وطبيعة التفاوض و(...) النتائج المتوقعة من المفاوضات»، مضيفاً أن الجلسة المقبلة ستتناول «القضايا الإنسانية وتحديداً فك الحصار عن حمص»، موضحاً «لدينا مقترح في هذا الإطار وهو متكامل جرى البحث فيه قبل جنيف-2، وحصل حديث مع الصليب الأحمر وبعض الدول القريبة من النظام مثل روسيا ومع الولايات المتحدة والأمم المتحدة».

وتابع «قناعتنا ان هذا المقترح قطع مسافة لا بأس فيها، ونأمل الوصول به اليوم إلى نتيجة. بمعنى اننا سنطلب منهم وقتا محددا لإعلان وقف إطلاق النار في حمص القديمة لتدخل اليها فرق الإغاثة». واعتبر أن ذلك «سيشكل بداية جيدة للمفاوضات». وأشار إلى أن المفاوضات حول تشكيل حكومة انتقالية قد تبدأ الاثنين او الثلاثاء.

وأكد الإبراهيمي، بحسب العبدة، أن «أساس هذه المفاوضات هو مبادرة جنيف 1، والهدف منها تطبيق بنود جنيف 1»، وأشار الى أن «الطرفين موافقان على هذا الموضوع». كما نقل عن الإبراهيمي، أن «هذا المؤتمر سياسي بامتياز ويجب الحديث فيه عن مستقبل سورية، عن هيئة الحكم الانتقالي، عن بناء سورية والحفاظ على مؤسسات الدولة. ثم تطرق الى القضايا الإنسانية، وقال لدينا كارثة انسانية في سورية نريد أن نحاول من خلال هذه المفاوضات أن نصل الى حل لها».

النظام يناور

إلا أن وفد النظام واصل إطلاق تصريحات متضاربة وملتبسة بشأن موافقته على بيان «جنيف1». وفي هذا السياق، قال الجعفري إنه من المبكر جداً بحث تشكيل حكومة مؤقتة، لكن يجب مناقشة كل بنود اتفاق «جنيف1»، بينما اعتبر نائب وزير الخارجية السوري عضو وفد النظام: «جنيف 1» ليست وثيقة مشروحة واضحة وضوح الشمس، بل هي نتيجة مقاربات دولية وتوافقات، وفيها متناقضات»، وأضاف: «مهمتنا أن نقول جنيف 1 قالت كذا، وهذا الجانب أو ذاك الجانب مستعد للتعاون مع هذه المسألة أو تلك، لكن الوثيقة تحتاج الان الى عمل حقيقي وليست جاهزة للتنفيذ».

من ناحيته، قال وزير الإعلام عمران الزعبي إن هناك موقفا رسميا سوريا أبلغ للأمم المتحدة والقوى الكبرى بخصوص التحفظات على نتائج بيان «جنيف1» وكونهم فوجئوا الآن بالموضوع، فإن ذلك شأن يخصهم. وأكد الزعبي أن الوفد السوري قادر على إجراء محادثات والبحث في التفاصيل، والعمل على تهيئة أجواء تقود إلى جهد مشترك لإعادة الأمن والاستقرار إلى سورية.

وكان الإبراهيمي أكد في مؤتمر صحافي عقده مساء أمس الأول أنه «لا أحد يختلف على جنيف 1، وان كانت هناك بعض الملاحظات حول تأويل بعض بنوده. من جملة الأشياء التي قد ننجح في القيام بها هي إزالة هذا اللبس».

موسكو

وحذّر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، من تصاعد الفوضى في سورية في حال تم التركيز على تنحية النظام كهدف وحيد، ولم يتم الحفاظ على المؤسسات الحالية بما في ذلك الجيش وقوات الأمن.

وقال لافروف إن «وثيقة جنيف 1 لا تتضمن أية نقطة تتحدث عن أن أحداً ما يجب أن يتنحى، بل يجري الحديث فيها حول ضرورة أن يتفق السوريون بأنفسهم على تشكيلة ومعايير لمرحلة انتقالية مقبولة للجميع، وبهذه الوثيقة هناك إشارة في الوقت نفسه إلى ضرورة الحفاظ على مؤسسات المجتمع السوري، بما في ذلك الجيش وقوات الأمن».

توثيق بانتظار المحكمة

على صعيد آخر، قالت الخبيرة الأميركية في جرائم الحرب كارين كونينغ ابوزيد أمس، إن خبراء الأمم المتحدة لجرائم الحرب وثقوا اكثر من جريمة تعذيب وقتل ارتكبها طرفا الصراع في سورية، ويشعرون بثقة في ان بإمكانهم بناء قضية يمكن ان تحال الى المحكمة الجنائية الدولية. وقالت أبوزيد التي تعمل بلجنة تحقيق مستقلة أنشأتها الأمم المتحدة في 2011، إن الخبراء يعدون قائمة سرية رابعة للمشتبه فيهم، سواء من الأفراد أو الوحدات لصلتهم بجرائم منذ يوليو الماضي، وأضافت أن هذه القوائم وصلت الى «مستويات عليا» بالحكومة السورية، إلا أنها امتنعت عن التحديد بشكل أكثر تفصيلا.

وقالت إن صوراً زعم أن مصوراً من الشرطة العسكرية السورية التقطها، وقيل انها تظهر التعذيب والقتل الممنهج لنحو 11 ألف معتقل، لا تعتبر دليلا يمكن قبوله في الوقت الحالي، رغم ان الفريق يحاول اكتشاف المزيد.

المفاوضون يتجاوزون عواطفهم

قال مسؤولون سوريون من وفدي التفاوض في «جنيف 2» أمس إنهم يحاولون التغلب على عواطفهم السلبية تجاه بعضهم.

في هذا السياق، قال عضو وفد المعارضة المفاوض أنس العبدة، للصحافيين بعد انتهاء الجلسة المشتركة أمس، إن «المشاعر كانت متداخلة... ليس سهلا علينا ان نجلس مع الوفد الذي يمثل القتلة في دمشق، الا اننا فعلنا ذلك في مصلحة الشعب السوري واطفال سورية ومستقبلها». أما رئيس الوفد الحكومي المفاوض بشار الجعفري فأجاب ردا على سؤال عن شعوره بالتواجد في غرفة واحدة مع وفد المعارضة: «لسنا هنا (...) لنتحدث بالعواطف. قد نكون نعض على جرحنا، لكننا جادون. لدينا تعليمات واضحة. أتينا بعقلية منفتحة وبنفسية ايجابية لإخراج البلد من هذا الوضع، وفق المصالح العليا السورية».

back to top