محمد عبده ونوال ملآ صالة التزلج حباً وغناءً ضمن ليلة طربية

نشر في 09-02-2014 | 00:02
آخر تحديث 09-02-2014 | 00:02
أحييا الأمسية الثانية في مهرجان «هلا فبراير»

أحيا فنان العرب محمد عبده والفنانة نوال ثاني حفلات مهرجان هلا فبراير، مقدمين ليلة طربية متميزة حضرها جمهور كبير.
لم تكن الليلة الثانية من ليالي حفلات هلا فبراير التي أقيمت مساء أمس الأول على مسرح صالة التزلج ليلة عادية بكل المقايس، بل كانت ليلة أشبه بالحلم تحققت لعشاق فنانين من العيار الثقيل في الغناء في الوطن العربي، إذ جمعت الليلة الثانية من حفلات هلا فبراير قيثارة الخليج الفنانة نوال وفنان العرب المطرب محمد عبده اللذين ملآ الصالة حباً وطرباً، لاسيما أن الجمهور انتظر هذا اللقاء منذ فترة، فجاء متلهفاً في وقت مبكر قبل انطلاق الحفل بأكثر من ساعتين، وتوافد عشاق الغناء الأصيل للطرب وهم يمنون النفس بقضاء ساعات رائعة مع نجمين من العيار الثقيل، وكان الجمهور الغفير الذي ملأ صالة التزلج عن بكرة أبيها تواقاً يردد مع النجمين الأغاني وينتقي بعضها، طالباً إلى عبده ونوال أداء قائمة طلباته.

تلقائية وانسجام

جمهور الأمسية الثانية كان يعرف تفاصيل الأغاني التي سيقدمها كل من نوال ومحمد عبده، فقد تابعهما طويلاً ويعرف معظم الأغاني التي يقدمها كل منهما، لذا لم تكن هناك حدود ولم تكن هناك حواجز بين النجمين والجمهور، فتميزت الأمسية بالتلقائية والعفوية والانسجام التام بين الصالة والخشبة، كما أمام لوحة جميلة صدحت فيها أعذب الألحان وترددت فيها أجمل الكلمات، وكان الحب والرومانسية والشجن من المفردات التي غاصت فيها كلمات محمد عبده ونوال.

وردة حمراء

وكان الجمهور في شوق كبير لاطلالة نجمته الرائعة نوال، وكان يعد الدقائق بل الثواني من أجل أن يستقبلها، وما إن أطلت بفستانها الأحمر الرائع بقيادة المايسترو هاني فرحات، حتى تعالت أصوات المعجبين مرحبة بها، لحظات لا يمكن وصفها، حيت نوال جمهورها الغفير بابتسامتها المعهودة ونظرت إلى الصالة التي كانت تتعايش معها بالآهات والتصفيق تنتظر ماذا ستقدم القيثارة، ألحان جميلة وكلمات رائعة وصوت فيه حزن دفين ولوعة وشجن ممزوج برومانسية لاتجيدها إلا نوال، وكانت البداية مع أغنية «تدري ولا ما تدري» وهي عربون محبة لجمهورها الوفي، ولم يفوت الجمهور الفرصة وكان في غاية الانسجام مع نجمته الكبيرة، وتوالت أغنياتها بين الجديد والقديم، بين الحزين والرومانسي، بين مخاطبة الحبيب والسؤال عن أحواله، وكان الجمهور في غاية الفرح وهو يستمع إلى صوت نوال، صوت يختلف عن بقية الأصوات.

تاج الروس

غنت نوال على التوالي «على كثر الهموم، لا تغلط، ماي عيني، الشوق جابك، خاطري، يا شوق، أبيك بجنبي الليلة، ذبحني الشوق في غيابك، تهددني، في غيابك» وانسجام الصالة كان واضحاً وانفعال الجماهير لا يوصف مع نجمته الوردة الحمراء، وتعالت أصوات الجماهير تطالب نوال بمزيد من الطرب ومزيد من أعمالها المتميزة، ورغم أن جدول الأغاني لقيثارة الخليج أعدته مسبقاً فإنها أصرت على تلبية مطالب جماهيرها وغنت «يا فاهمني، لا تكلمني، إلا بزعل، أنت طيب»، واختتمتها بأغنية «أنت تاج الروس»، وردد معها الجمهور وهو يرفع أعلام الكويت «شيخة هالزمان وكل زمان، يا بلاد الخير بلاد الأمان، انتي نبض قلوبنا، انتي نور دروبنا، انتي كل الحب يا شمس الشموس، انتي تاج الروس وأحلى من العروس».

لم يحس الجمهور الغفير بعقارب الساعة وهي تعد الدقائق وتتحرك بسرعة ولم يسعفه الوقت بسماع المزيد من المطربة نوال، كان الجمهور يتمنى لو أن الوقت يتوقف ليستمع إلى المزيد من الأغاني لكن نوال كانت ملتزمة بوقت حددته لها اللجنة المنظمة، وودعت الجمهور على أمل أن تلتقيه في مناسبات أخرى.

طرب من الطراز الرفيع

بعد استراحة قصيرة، أطل فنان العرب على عشاق صوته وجمهوره الذي كان يتمنى أن يستمع إلى سمفونية غنائية من أجمل صوت، وحقق محمد عبده بتلقائيته وأسلوبه السلس لجمهوره العريض ما أراد، وكان نجماً كما هي العادة في كل مرة يطل فيها.

 فنان كبير يمتلك مخزونا كبيرا جداً من الأغاني التي قدمها عبر مسيرة طويلة جداً من العطاء تميزت بأعذب الألحان وأصدق الكلمات، أغانٍ طربية من الطراز الأول وأغان عاطفية فيها كلمات تخاطب عقل الانسان وتغوص في أعماقه، كلمات يحفظها جمهور محمد عبده من سنوات طويلة، لذا ليس غريباً أن يردد الجمهور بصوت عال كلمات كل أغنية كان يقدمها محمد عبده.

محمد عبده تألق كما هي عادته في كل اطلالة وهو يعرف أن جمهور الكويت يعشق أغانيه وأنه تواق لسماع المزيد من الأعمال، لم يخيب محمد عبده ظن جمهوره فتعايش معه إلى حد كبير وعرف ماذا يريد، مما يدل على ذكائه الفطري وقدرته على الغوص في أعماق الجمهور الوفي له.

وفاء متبادل

بدأ فنان العرب بقيادة المايسترو عماد عاشور بأغنية «الله جابك» وسط انسجام تام من قبل الجمهور وصل إلى مرحلة عالية من التطريب، ولم يبخل محمد عبده على جمهوره الحاضر فقدم مجموعة من أبرز أعماله التي يحفظها الجمهور جيداً، فقد غنى «ردي سلامي، بس لحظة، صمت الشفايف»، وارتفعت أصوات الجمهور تطالبه بالمزيد، وكما قال عند وصوله إلى الكويت يوم أمس الأول أنه سيقدم أغنيته «بس لحظة»، وهي المرة الأولى التي يغنيها على المسرح، هذا هو وفاء فنان كبير لجمهوره العريض الذي خرج مع ساعات الفجر الأولى وهو في غاية الانشراح والسعادة بعد أن قضى ساعات مع نجميه الكبيرين فنان العرب محمد عبده، والقيثارة نوال.

فنان العرب يثمن دعم الكويت لمسيرته الفنية

في لقاء تلفزيوني عرض على تلفزيون الكويت وقناة «روتانا» قبل صعود الفنان محمد عبده إلى مسرح هلا فبراير، استذكر عبده الدعم الاعلامي الكويتي الكبير الذي حظي به أثناء بداياته الغنائية في عام 1965 مسترجعاً ذكريات تسجيل خمس أغنيات في الاستديوهات الكويتية، وأوضح أن ثم علاقة وطيدة تربطه بالجمهور الكويتي الذي يطرب لكل الألوان الغنائية.

وتابع :»ومن هذه الأغنيات «ماكو فكة» و»هلا يا بو شعر ثاير» و»أشوفك كل يوم واروح».

وعن سبب انتقائه أغنيات خاصة لأدائها على مسرح «هلا فبراير»، أكد فنان العرب أن التجهيزات التي شاهدها في المسرح متميزة جداً وعلى اثرها سيقوم بأرشفة وتسجيل الأغاني التي سيقدمها إلى جمهوره في «هلا فبراير».

ورغم اختلاف الزمان، أكد عبده أن طيبة أهل الكويت مازالت هي نفسها التي شاهدها في بداية الستينيات قبل التطور العمراني.

 وعند سؤاله عن طريقة اختياره لمشاركة أحد الفنانين في ديوهات غنائية، أكد أن الاختيارات وقعت بطريقة تلقائية على مجموعة من الفنانين الذين تساعدهم أصواتهم على غناء الطرب، وأشاد بالديو مع الفنانة السورية أصالة الذي جمعهما في إحدى الدورات السابقة في المهرجان.

لقطات من الحفل

• قدمت المذيعة رانيا السبع قيثارة الخليج الفنانة نوال بينما قدمت المذيعة نورة عبدالله فنان العرب محمد عبده.

• فاجأت قيثارة الخليج نوال الجمهور بهدية قبل بدء الحفل وجدها كل منهم على مقعده الخاص.

• جمهور الحفل لم يصمت للحظة واحدة وهو يصرخ جنوناً مع النجمين الكبيرين حباً وتقديراً لهما.

• استجاب الفنان محمد عبده لطلب الجمهور فأدى أغنية لا تضايقونه.

• على هدير تصفيق الأكف، كانت الفنانة نوال تبعث لجمهورها الشكر عقب نهاية كل أغنية.

back to top