معركة بيجي تهدد النفط... والجيش العراقي يتقدم في تلعفر
المسلحون يسيطرون على 3 قرى في كركوك... ويخطفون 40 عاملاً هندياً و18 تركياً في الموصل
في وقت أعلنت القوات الأمنية العراقية أنها ستحرر قضاء تلعفر الاستراتيجي الحدودي مع سورية، هاجم مسلحون من "داعش" وفصائل إسلامية متحالفة معه، مصفاة بيجي النفطية، الأكبر في العراق، وسيطروا على أجزاء واسعة منها، قبل أن تستعيدها القوات الحكومية، كما توترت الأوضاع في كركوك التي تسيطر عليها قوات البيشمركة الكردية، بعد أن سيطر المسلحون على ثلاث قرى قرب قضاء طوز خرماتو.
هاجم مسلحون من تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) وآخرون من فصائل إسلامية وقومية وبعثية، ومقاتلو عشائر فجر أمس مصفاة بيجي في محافظة صلاح الدين (وسط) أكبر مصافي النفط في العراق، في وقت عادت القوات الحكومية لتتقدم في قضاء تلعفر الاستراتيجي الحدودي مع سورية في محافظة نينوى والذي يتعرض لهجوم واسع منذ أيام.وقال مسؤول في المصفاة إن "مجاميع مسلحة تمكنت في الرابعة فجرا من اقتحام أجزاء من المصفاة وأدى ذلك الى اشتباكات واندلاع حريق في بعض الخزانات المخصصة لتجميع الفضلات النفطية"، مضيفا أن المصفاة توقفت بشكل تام عن الانتاج منذ يوم الاثنين الماضي، حين جرى إخلاء الموظفين الأجانب والابقاء على بعض الموظفين العراقيين الأساسيين.وأكد موظف يعمل في المصفاة أن هناك "شهداء وجرحى بين صفوف القوات الأمنية، وهناك أسرى ايضا، والاشتباكات عنيفة"، مضيفاً أن مسلحي "داعش" رفعوا راياتهم قرب المجمع الاداري للمصافي.من جهته، قال المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة الفريق قاسم عطا أمس، إن "قواتنا تمكنت من صد هجوم على مصفاة بيجي"، موضحا أن"مسلحين ينتمون الى داعش جاءوا على متن رتل من سيارات هامر وأخرى عسكرية استولوا عليها سابقا ويرتدون زيا للجيش، وهاجموا المصفاة"، مبيناً أن "القوات العراقية الموجودة، وبإسناد من طيران الجيش، قتلت أربعين من المسلحين وأحرقت أربع سيارات هامر وعددا من السيارات وصدت الهجوم".تلعفرفي هذا الوقت، تواصلت المعارك بين المسلحين والقوات الحكومية في قضاء تلعفر شمال بغداد الاستراتيجي الواقع في محافظة نينوى، والذي يتعرض منذ السبت الماضي، لهجوم كبير.ونقل بيان عن المتحدث الرسمي لقيادة العمليات أن القيادة وضعت خطة تنص على الانتهاء من تحرير القضاء كله بحلول فجر الخميس، ولم يكشف البيان هوية المتحدث، مضيفا أن "قواتنا البطلة استعادت أجزاء واسعة من قضاء تلعفر، الذي حاولت المجاميع الإرهابية التابعة لتنظيم داعش ترويع المواطنين الأبرياء فيه".وأكد أن "تعزيزات عسكرية كبيرة توافدت على القضاء، لتوفير الزخم العسكري اللازم، وفق الخطة التي رسمتها قيادة العمليات".وقال نائب رئيس مجلس محافظة نينوى نور الدين قبلان أمس، إن "اشتباكات عنيفة تدور في أحياء المعلمين ومنطقة السايلو وأجزاء من المطار بين مسلحين مرتبطين بداعش وقوات أمنية بمساندة أبناء العشائر"، مضيفا أن "هناك تقدماً للقوات الأمنية دون أن يتم تطهير القضاء بشكل كامل".كركوكوفي تطور ميداني قد يستدعي تدخلاً أقوى من قوات البيشمركة الكردية، سيطر مسلحون من تنظيم "داعش" أمس، على ثلاث قرى تقع بين قضاء طوزخرماتو شمال بغداد وناحية أمرلي في محافظة كركوك.وقال قائممقام قضاء طوزخرماتو شلال عبدول: "تمكن مسلحون من السيطرة على ثلاث قرى واقعة بين قضاء الطوز وناحية أمرلي جنوب كركوك، بينما سقط 20 مدنيا جراء الاشتباكات"، مضيفا أن القضاء "يخضع لسيطرة قوات البيشمركة والوضع الأمني فيه مستقر وجميع تلك القوات في حالة تأهب كامل لصد أي هجوم محتمل من قبل إرهابيي داعش".وأوضح عبدول أن "الاشتباكات أسفرت عن هجرة ألفي عائلة الى الأماكن الآمنة وسط القضاء أو ناحية أمرلي التي تتمركز بها قوات أمنية".خطف عشرات العمال كما تم خطف 40 هنديا يعملون في ورش بناء في شمال العراق. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الهندية سيد أكبر الدين أمس، "خطف أربعون عاملا هنديا من شركة طارق نور الهدى في الموصل"، مضيفا: "لا نعلم مكان وجودهم".وأوضح أكبر الدين: "لم نتلق أي طلب فدية حتى الآن"، مشيرا الى أن غالبية العمال ينحدرون من إقليم البنجاب شمال الهند.وبحسب صحيفة تايمز أوف انديا فإن العمال خطفوا اثناء إجلائهم من منطقة الموصل.وأكدت وزارة الخارجية الهندية أن هناك 46 ممرضة هندية عالقات في العراق بدون إمكانية التنقل بسبب الاضطرابات، وقالت عدة ممرضات منهن لمحطات تلفزة هندية إنهن في مستشفى كركوك، وقد تركهن أرباب العمل بدون دعم من الجيش.في السياق، ذكرت تقارير صحافية أن 18 تركيا خطفوا من الموصل من قبل تنظيم "داعش" ولم يعرف إلى أي جهة تم اقتيادهم.ائتلاف المالكيإلى ذلك، أكد النائب عن ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي، شاكر الدراجي أمس، أن الولايات المتحدة الأميركية لم تلتزم بالاتفاقية الإستراتيجية الموقعة بين بغداد واشنطن.وقال الدراجي، إن "العراق ليس بحاجة الى القوات الأميركية بقدر ما هو بحاجة ماسة الى أسلحة متطورة وطائرات أميركية ضمن الاتفاقية الإستراتيجية"، مضيفا أن "العراق يتعرض اليوم لأخطر هجوم إرهابي، وعلى واشنطن الإسراع في تجهيز قوات الجيش بأسلحة متطورة". وبين أن "عدم تحركها في هذا الاتجاه يؤكد وجود خلل في السياسة الأميركية".ودعا الدراجي الحكومة العراقية إلى "البحث عن دول أخرى لتسليح الجيش وتوقيع اتفاقيات وعقود جديدة معها"، مبديا استغرابه "قيام تنظيم داعش الإرهابي بقتل العراقيين بالأسلحة الأميركية التي حصل عليها".أسواق النفطوأثارت أعمال العنف التي تهز العراق منذ أيام وخصوصاً هجوم الجهاديين الأربعاء على مصفاة النفط الرئيسية مخاوف كبرى من إلحاق الضرر على المدى الطويل بإنتاج ها البلد للذهب الأسود ودفع أسعاره إلى الارتفاع في الأسواق العالمية.وتناول مؤتمر صحافي لوكالة فرانس برس في لندن بشيء من التفصيل هذه القضية، التي تثير قلقاً عربياً وإقليمياً، مشيراً إلى أنه رغم عدم وصول المعارك بعد إلى المنشآت النفطية في جنوب العراق الذي يمثل 90 % من صادرات النفط الخام، فإن أسعار البترول ارتفعت الأسبوع الماضي إلى أعلى مستوياتها منذ سبتمبر (114.69 دولاراً لبرميل البرنت و107.68 دولارات لنفط تكساس الخفيف)، والمستثمرون قلقون ازاء استمرارية العرض النفطي العراقي.وحذر محللو مؤسسة مورغان ستانلي المصرفية من «أن التأثير على أسعار النفط سيكون كبيراً»، منبهين إلى أن «قدرات الانتاج غير المستخدمة لدى أوبك والمقدرة بـ 3 ملايين برميل يومياً، قد تعوض عن جزء (من العرض العراقي)، لكن بكلفة كبيرة».وأكدت المحللة لدى مؤسسة الوساطة انتراكتيف انفستور ريبيكا أوكيفي أن «الهجوم على مصفاة بيجي الرئيسية شكل مصدراً للنفط لتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام وأنصارها لكنها لا تزود النفط إلى خارج العراق، ووقع الهجوم (على الاسواق العالمية) أقل على الارجح مما نخشاه».لكن المحلل لدى مصرف ناتيكسيس الاستثماري أبهيشك ديشباندي، يرى أن «الاستيلاء على بيجي يدل على النفوذ المتنامي لتنظيم الدولة»، محذراً من هذا التنظيم «وباستهدافه المنشآت النفطية يستولي ببطء على عائدات الحكومة وإمدادات الطاقة الاساسية. وإن استمر بهذه الاستراتيجية عبر تحركه في كردستان العراق أو في جنوب العراق، فقد يشل مالية بغداد».في المقابل، طمأن رئيس شركة «طاقة عراق» ليو كوت، مؤكداً بقوله: «كل شيء طبيعي (في كردستان العراق)، نقوم بحفر آبار، وتنفيذ أشغال بناء مهمة في هذه المنطقة. إن الامور تتقدم بشكل جيد والعمليات لم تتوقف».(بغداد ـــــــ أ ف ب، د ب أ، رويترز)