حلفاء الأسد الإقليميون ينسقون مواقفهم في طهران

نشر في 03-03-2014 | 00:01
آخر تحديث 03-03-2014 | 00:01
No Image Caption
«طالبان» تدخل الحرب السورية... ومقتل 50 وإسقاط طائرتين في يبرود
دفع غياب أي أفق أمام حسم النظام السوري لصراعه مع المعارضة، إيران وحلفائها في المنطقة إلى البحث عن بدائل لإنقاذ الموقف، الذي ازداد تعقيداً مع إعلان حركة "طالبان الإسلامية أمس دخولها على خط المواجهة في هذه الحرب التي أوشكت أن تدخل عامها الرابع.
كشف رئیس لجنة الأمن القومي والسیاسة الخارجیة بمجلس الشوری الإيراني علاء بروجردي عن اجتماع رباعي مرتقب يجمع برلمانيين من إیران والعراق ولبنان وسوریة، سیعقد في العاشر من مارس المقبل في طهران، لـ»مواجهة المجموعات التكفیریة».

وقال بروجردي، فور عودته من زیارة شملت سوریة ولبنان، لوكالة الأنباء الإيرانية «إرنا»، إنه قدّم خلال هذه الزیارة اقتراحاً لنظیره السوري وليد المعلم بعقد اجتماع مشترك بحضور سوریة ولبنان والعراق في طهران، وذلك قبل بدء أعمال اجتماع اتحاد البرلمانات الدولیة.

وأشار بروجردي إلی المحاور الرئیسیة التي بحثها خلال زیارته لسوریة ولبنان في إطار الدبلوماسیة البرلمانیة لمجلس الشوری الإسلامي ومجموعات الصداقة البرلمانیة بین إیران وهذین البلدین، مبيناً أنه بحث أیضاً مع المسؤولین في سوریة ولبنان «السبل الكفیلة بمكافحة المجموعات التكفیریة».

وأكد تحسّن الأوضاع في سورية، لافتاً إلى أن «الحكومة باتت تسیطر علی غالبیة المناطق فی هذا البلد وتمكّنت من تحریر مطار حلب».

وتطرّق إلى السیاسات التي تعتمدها واشنطن في المنطقة، وقال إن «الأميركيين ورغم ادعائهم أنهم یتابعون حل الأزمة السوریة سیاسیاً، لكنهم بصدد تغییر التركیبة السیاسیة في سوریة عبر الأساليب العسكریة».

وأوضح أن التطورات فی سوریة «اضطرت الجمیع إلی الإذعان بأن الأزمة السوریة لا یمكن حلها عسكریاً، وأعتقد أننا سنشهد خلال المستقبل القریب تغییراً في سیاسات دول المنطقة التي اعتمدت توجهات عسكریة في سوریة».

«طالبان الشام»

في المقابل، أعلنت حركة «طالبان الإسلامية في الشام» التي يبدو أنها الفرع السوري لـ»طالبان» العاملة في أفغانستان وباكستان، في شريط مصور نُشر أمس على موقع «يوتيوب»، وجودها في «كل شبر من أراضي الشام» لـ»نصرة أهلنا في الشام بعدما تكالبت عليهم النصيرية والروافض أعداء الملة والدين والانسانية وفي سبيل الله وإقامة الدين شرعاً وحاكماً».

وظهر في الشريط المصور مجموعة من المسلحين الملثمين يحمل بعضهم علم «طالبان» الأبيض، وتلا أحدهم البيان الموقع من «أمير حركة طالبان الإسلامية في الشام أبو الغامد- دير الزور».

قاعدة الجهاديين

بدوره، أكد وزير الأمن الداخلي الأميركي الجديد جيه جونسون أن حالة «الفوضى وعدم الاستقرار» في سورية تقبع على رأس قائمة الأولويات بالنسبة لمهام وزارته في حماية الأمن الأميركي من الاعتداءات، مشيرا إلى وجود أعداد متزايدة ممن وصفهم بـ»الجهاديين الأجانب» الذين يقاتلون ضد قوات بشار الأسد.

وقال جونسون، في شهادته أمام لجنة الأمن الداخلي في الكونغرس أمس الأول: «نجد تدفقا متزايدا في أعداد الجهاديين الذين يتجهون إلى سورية من أجل القتال في صفوف الثوار الذين باتوا مخترقين من قبل جماعات على صلة بتنظيم القاعدة، فسورية باتت أكبر معسكر تدريبي (للجهاديين) في العالم اليوم، وفي تقديري فإنها تتفوق بذلك على المنطقة القبلية الحدودية بين باكستان وأفغانستان.»

جبهة يبرود

ميدانياً، صدّ مقاتلو المعارضة السورية المسلحة أمس محاولة للقوات الحكومية مدعومة بحزب الله اللبناني لاقتحام مدينة يبرود الاستراتيجية في سلسلة جبال القلمون في ريف دمشق.

وذكر ناشطون سوريون أن كتائب المعارضة «تصدت لمحاولة اقتحام يبرود عبر محاور ريما والسحل، وأن هذه المحاولات تزامنت مع قصف مدفعي وأربع غارات جوية خلفت إصابات وأضرارا مادية.»

وأعلنت الهيئة العامة للثورة السورية مساء أمس الأول مقتل ما لا يقل عن 50 عنصراً من قوات النظام وميليشيا حزب الله إثر هجوم للثوار على حاجز «العظيمات» جنوب خناصر بريف حلب.

وقال تقرير للهيئة أجملت فيه سير المعارك في جميع انحاء سورية إن الهجوم أسفر أيضا عن تدمير دبابتين ورشاشين (23) وتدمير شاحنة كبيرة مليئة بالذخيرة والكثير من السيارات التابعة لقوات النظام قبل انسحابها من هناك.

وأسقط مقاتلو كتائب المعارضة بالرشاشات المتوسطة طائرتين كانتا تشنان غارات جوية على مدن وبلدات القلمون بريف دمشق. وأفاد ناشطون بأن الطائرة الأولى سقطت قرب بلدة دنحا، أما الثانية فسقطت خلف الاوتوستراد الدولي بعد أن اصابها الثوار فوق جبهة بلدة القسطل.

«داعش»

على صعيد مواز، جدد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) مساء أمس الأول نفيه مسؤوليته عن مقتل أبو خالد السوري، وهو قيادي في «الجبهة الاسلامية» التي تخوض مواجهات ضدها منذ نحو شهرين، وأحد «رفاق درب» زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري ومؤسسه أسامة بن لادن.

وقال «داعش»، في بيان نشرته مواقع إلكترونية جهادية، «رغم أننا في حرب محتدمة مع الجبهة الإسلامية بكل مكوناتها على الأرض بعد أن صاروا جزءاً من المؤامرة في قتال الدولة الإسلامية، إلا أننا لم نأمر بقتل أبي خالد ولم نُستأمر»، معتبراً اتهامه بقتله يقع في خانة «الاشاعات التي تهدف لتشويه صورة الدولة وتبرير قتالها في خضم مؤامرة الصحوات على المشروع الجهادي في الشام».

(دمشق، طهران- أ ف ب، رويترز، يو بي آي، د ب أ)

back to top