في سن الثامنة عشرة تولدت لدى الشاب الأميركي الكاثوليكي جيرمي أحاسيس بأنه لا يريد الذهاب للكنيسة كعادته كل يوم أحد، لأن ثمة خطأ ما في تلك العقيدة التي ولد ليجد والديه يدينان بها، ومن تلك اللحظة بدأ يفكر في كيفية البحث عن الطريق القويم.

Ad

يقول جيرمي: ولدت مسيحياً وفي الثامنة عشرة من عمري صرتُ ملحداً، بسبب بعض الاعتراضات العقلانية على فكرة الله في المسيحية، بقيت ملحداً لمدة عشر سنوات، ظللت خلالها أرفض الحديث عن الأديان، سماوية كانت أو وضعية، وذات يوم قرأت عن مؤتمر علمي يشرح تفاصيل اكتشاف مراحل تطور الجنين داخل رحم أمه، وكنت أدرس في تلك الفترة بكلية الطب، فذهبت للاستفادة من المشاركين في المؤتمر وحضرت مناقشات عديدة حتى طلب أحد الحاضرين الكلمة وكان شاباً مهندماً جداً وفاجأني وفاجأ الجميع بأن تحدث عن شرح القرآن الكريم لمراحل تطور الجنين في بطن أمه، منذ أكثر من ألف وأربعمئة عام، وهنا رنت كلمات الرجل في أذني.

يتابع جيرمي: عقب انصراف الرجل خرجت وراءه وسألته عن تفاصيل ما قال، فمنحني نسخة مترجمة من القرآن ومعه نسخة من بحث أعده عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، عندما قرأت عن الإعجاز العلمي في القرآن أخذت تلك المعجزات بلبي وأسرتني ودفعتني لكي أعتنق الإسلام، وفي الحقيقة لم أنجذب للإسلام بسبب دعوته للأخلاق وحسن المعاملة، لأن كل الأديان تدعو لذلك، هو أمر سهل يمكن أن يدعيه أي شخص، كما يضع كل مؤلف توقيعه على كتابه، في رأيي آيات الإعجاز العلمي هي بمنزلة توقيع الله ودليل على أن القرآن الكريم من الله وليس من محمد، قرأت تفسيراً للقرآن في سن الثامنة والعشرين فوجدت فيه إجابات متماسكة ومنطقية لأسئلتي، وهذا الأمر دفعني للإيمان بالله عن طريق الإسلام من خلال قراءتي للقرآن، وهكذا أصبحت مسلماً وغيّرت اسمي إلى صالح، تيمناً باسم نبي الله صالح.

واليوم يعمل صالح كداعية إسلامي يختص بمعالجة شكاوى المسلمين الجدد، وتذليل الصعوبات التي تواجههم عقب دخولهم في الإسلام وهو يقول دوماً: إن المسلم الجديد ضعيف جدا؛ إذ إنه معرض للانتكاسة في أي وقت وبحاجة إلى من يرشده ويوجهه لصحيح الكتاب والسنة.