اعتمدت ياسمين عبد العزيز في فيلمها الجديد {جوازة ميري} على التركيبة نفسها التي تقدمها في أفلامها عادةً: تولَّت البطولة فيما يساندها ممثل أو اثنان، لتقدِّم هي توليفتها الممزوجة بكوميديا الموقف، والاستعانة بالأطفال، ولعل هذا التوجه هو ما دفعها إلى التعاون مجدداً مع فريق فيلمها الأخير {الآنسة مامي}: حسن الرداد، والمؤلف خالد جلال، والمخرج وائل إحسان.
كذلك يواصل أحمد حلمي في {صنع في مصر} السير على النوعية التي سبق له تقديمها في أفلامه من دون أي تغيير في الشخصيات التي يجسدها، عبر قصة فكرتها مقتبسة من فيلم أجنبي بعنوان Ted، ويجسد فيه شخصية شاب كسول يدعى {علاء الفارسي}، يدير محل والده لألعاب الأطفال.الكسل ورثه عن والده (الممثل بيومي فؤاد) الذي هجر مهنته ومهارته في الخط العربي وراح يجلس مع زوجته دلال عبد العزيز أمام التلفزيون طوال الوقت في كسل شديد. وتستمر الأحداث على هذه الوتيرة حتى تطلب الابنة والطفلة المجتهدة في دراستها نور عثمان، في لحظة غضب، أن يكون دب الباندا شقيقها الفاشل، وهو ما يحدث وتنتج منه كوميديا العمل.تشارك في البطولة ياسمين رئيس، والفيلم من تأليف مصطفى حلمي وإخراج عمرو سلامة.في المقابل، استطاع كريم عبد العزيز التغيير من جلده كممثل بشكل لافت في فيلم {الفيل الأزرق} عبر أدائه دور {يحيى}، طبيب نفسي يهرب من ماضيه بعد فقدانه زوجته وابنته، فيقرر العيش في عزلة عن عمله لمدة خمس سنوات، يمضيها في الإدمان على الكحول والمخدرات، إلى أن تجبره إدارة المستشفى على العودة إلى عمله، فيوافق على أن يعمل في {عنبر 8 غرب} في مستشفى العباسية للصحة النفسية، حيث يتم حجز المتهمين المشكوك في سلامة قواهم العقلية، وتكون مهمة الطبيب تحديد إذا ما كانوا فعلاً مرضى لتحديد عقوبتهم.الأمر نفسه ينطبق على خالد الصاوي الذي يقدم شخصية {شريف}، صديق {يحيى} القديم، وشقيق حبيبته {لبنى} (نيللي كريم)، الذي عاش معها قصة حب لم يكتب لها الاستمرار. وفي رحلة بحثه حول أسباب قدوم {شريف} إلى المستشفى بعد قتله زوجته ومحاولته الانتحار، يصطدم {يحيى} بعالم ما وراء الطبيعة والسحر، ويواجه حقائق أكبر مما قد يذهب إليها عقله، وذلك في إطار تشويقي مثير.الفيلم مأخوذ عن رواية بالاسم نفسه لأحمد مراد، الذي كتب السيناريو والحوار، فيما تولى الإخراج مروان حامد الذي قال لـ{الجريدة» إنه بذل مجهوداً كبيراً في تحويل شخصيات الرواية إلى أشخاص واقعيين، لا سيما «يحيى» و»شريف». وأشار إلى أنها ليست التجربة الأولى له في تحويل رواية إلى فيلم سينما، وهو ما جعل تعامله مع تفاصيلها وشخصياتها سهلاً، إذ سبق أن قدَّم فيلم «عمارة يعقوبيان» المأخوذ عن رواية بالاسم نفسه لعلاء الأسواني، و»لي لي» للكاتب يوسف إدريس.وفي الإطار نفسه، يسعى الثلاثي أحمد فهمي، هشام ماجد، وشيكو إلى التجديد في فيلمهم «الحرب العالمية الثالثة»، وذلك باستخدام أفكار مختلفة عن السائدة، وإن كان خيالهم لم يبتعد كثيراً عن الاقتباس من أعمال أجنبية، ومع ذلك يُحسب لهم أنهم كتبوا في بداية شارة العمل «الفيلم مش مسروق من Night At The Museum، بس شبهه أوي}.تدور قصة {الحرب العالمية الثالثة} داخل متحف يحفل بتماثيل لشخصيات تاريخية كثيرة أمثال محمد علي، هتلر، توت عنخ أمون، غيفارا، صلاح الدين الأيوبي، وأم كلثوم، وتكون المفاجأة تحوّل التماثيل إلى بشر عند الساعة الثانية عشرة.رأي النقادالناقد رامي عبد الرازق اعتبر أن الرابح الأكبر من السباق السينمائي كريم عبد العزيز، موضحاً: {تمكَّن كريم من التخلص من السمات المعتادة للشخصيات التي سبق له تقديمها في أفلامه مثل الشاب الجدع، أو المظلوم المغلوب على أمره، أو الشاب الرومانسي، إلى شخصية أخرى تحمل تفاصيل تجعل منها مختلفة بحق، لذا أتنبأ بأنه سيتمكن أيضاً من استعادة مكانته الفنية التي كان قد فقد جزءاً منها بعد عدم تحقيق أعماله الأخيرة النجاح الكبير الذي اعتاد أن يلقاه كريم مع أفلامه}.وذكر عبد الرازق أن أحمد حلمي للأسف لم يعمل على تطوير ذاته، وتغيير الأفكار التي يقدمها في أفلامه، وهو ما يجعله يعيش تحدياً صعباً، لا سيما بعد فشل فيلمه الأخير {على جثتي}، إضافة إلى خروجه من سباق رمضان بعد إخفاق مسلسل {العملية ميسي} الذي شارك فيه بالأداء الصوتي، ظناً منه أن الجمهور سيكون شغوفاً بمتابعة صوته في عمل فني، وبالتالي فإن نتيجة {صنع في مصر} إما أن تعوضه الفشل وتصعد به خطوة إلى الأمام، أو تعيده إلى الوراء، أو يبقى كما هو في المكانة نفسها.وأكد أن {الحرب العالمية الثالثة} ليس مقتبساً من أفلام أجنبية، إنما يشكل محاكاة ساخرة، فقد قدم الثلاثي أحمد فهمي وهشام ماجد وشيكو فيلم {سمير وشهير وبهير}، وفكرة {الحرب العالمية الثالثة} تشبه التجارب السابقة الناجحة التي قدمها أحمد مكي في أفلام {طير أنت}، و}لا تراجع ولا استسلام}، و}سينما علي بابا}. وتابع: {عموماً، السينما تتعطش منذ فترة لهذه النوعية من الأعمال التي كان شويكار وفؤاد المهندس يقدمانها في أفلامهما مثل {سفاح النساء}، و}العتبة جزاز}.وذكر الناقد محمود قاسم أن أهم ظاهرة بدأت في العودة إلى المشهد السينمائي هي نسب الأفلام إلى مخرجيها، فيُحسب الأداء الجيد والسيئ للمخرج وفقاً لتوجيهاته للممثل. واستدل على حديثه بأحمد حلمي حينما عمل تحت رؤية المخرج شريف عرفة وحقق معه نجاحاً كبيراً في فيلم {إكس لارج}، في حين أخفق مع المخرج محمد بكير في {على جثتي}.ولفت إلى أن الأداء المتميز الذي خرج عليه كريم عبد العزيز يرجع إلى قدرة المخرج مروان حامد على تفجير طاقات تمثيلية عظيمة من كريم، من خلال هذه المغامرة.واعتبــــــــر أن تحلــــــــي ياسمين عبد العزيز بمواصفات البطلة الفنية والشكلية جعل لها جماهيرية كبيرة، نظراً إلى تمتعها بخفة ظل تشفع لها مواصلتها العمل على الفكرة نفسها، إذ تتمتع بحيوية ونشاط واضحين على الشاشة، وهو ما يجعلها تسير على الوتيرة نفسها منذ سنوات قليلة ماضية، وتحقق معها النجاح المقبول أيضاً.وشدَّد على أن التغيير في حد ذاته قد يكون مقبولاً أو غير مقبول، موضحاً أنه رغم تحقيق {الحرب العالمية الثالثة} إيرادات مرتفعة فإن بعض الأفكار الخارجة عن المألوف فيه قد لا تحوز استحسان المشاهد، مقارنةً بتغيير كريم عبد العزيز المحبب.
توابل
كريم عبد العزيز إلى الأمام... والبقية مكانك سر!
04-08-2014