وسط أنباء عن انسحاب جميع مسلحي جبهة النصرة ومعهم جنود لبنانيون أسرى إلى داخل الحدود السورية، فرض الجيش اللبناني سيطرته على مدينة عرسال وتمكن من تحرير 7 جنود من أصل 26 فقدهم خلال 5 أيام من المعارك قتل فيها أيضاً 17 جندياً وعشرات المسلحين.

Ad

أحكم الجيش اللبناني قبضته أمس على بلدة عرسال الحدودية التي احتلها إرهابيون في مطلع الأسبوع، في حين أعلن رجال دين مسلمون انسحاب المتشددين ومعهم جنود لبنانيون خطفوهم.

وقال قائد الجيش العماد جان قهوجي، خلال جلسة لمجلس الوزراء أمس إن «الوضع العسكري للجيش في عرسال جيد جدا»، مشيرا إلى أن أسرى الجيش وقوى الأمن لدى الإرهابيين اقتيدوا إلى أطراف البلدة.

وكان وفد من هيئة علماء المسلمين برئاسة أمينها العام الشيخ حسام الغالي قد زار عرسال أمس، وقام بمحادثات مع مخابرات الجيش من جهة والإرهابيين من جهة أخرى للتوصل إلى حل للمشكلة القائمة.

وأكد الغالي انسحاب معظم المسلحين من البلدة، مضيفا أنه «عندما يستكملون انسحابهم بالكامل فهناك جهة لديها ورقة للكشف عن وجود أسرى الجيش اللبناني والأمن الداخلي».

تقييم وخسائر

وعكف الجيش على تقييم عدد الإرهابيين الموجودين في البلدة في حين بدت الهدنة بين المقاتلين والحكومة صامدة. وقتل 17 جنديا لبنانيا على الأقل في المعارك مع المتطرفين المنتمين إلى مجموعات متشددة مختلفة تقاتل في سورية. واحتجز المسلحون 26 عنصرا آخرين، لكن تم الإفراج عن ثلاثة أمس الأول، فيما حرر الجيش 4 آخرين أمس.

وأقر مجلس الوزراء رفع عدد المتطوعين إلى 4 آلاف في قوى الأمن الداخلي و500 في أمن الدولة و500 مفتش ثان و500 مأمور في الأمن العام.

ووافق مجلس الوزراء أيضا على تطويع 5 آلاف آخرين جندي في الجيش و369 تلميذ ضابط في مختلف الأسلاك، و200 تلميذ رتيب في الجيش.

بدورها، أعلنت «الرابطة اللبنانية للروم الأرثوذكس» استنكارها ما يجري في عرسال من اعتداء على مواقع الجيش وقوى الأمن الداخلي، واعتقال واستشهاد عدد من افرادهما على يد جماعات غريبة عن لبنان الوطن وشعبه واخلاقياته.

وتمنت الرابطة في بيان «العمل على رفع الحصانة النيابية والاحالة للمحاكم المختصة عن كل نائب يتخذ مواقف مسيئة ضد الجيش اللبناني ويثير النعرات الطائفية والمذهبية».

مساعدات

من جهة أخرى، أجلت سيارات إسعاف أمس الجرحى من بلدة عرسال اللبنانية، ودخلت قوافل مساعدات إنسانية للبلدة أرسلتها الهيئة العليا للإغاثة أمس.

وخلال تقدمه، حرر الجيش أمس سبعة من عناصر قوى الأمن الداخلي كانوا محتجزين لدى المسلحين. والسبعة كانوا ضمن مجموعة من 20 عنصرا من قوى الأمن احتجزوا حين اقتحم جهاديون مركزا لهم في عرسال السبت مع اندلاع المعارك.

وبحسب تقارير للمفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة استنادا إلى معلومات مستشفيات ميدانية في البلدة التي تستضيف عشرات آلاف اللاجئين السوريين، قتل 38 شخصا وجرح 268 على الأقل في عرسال.

من جانبه، أعلن مدير العمليات في الصليب الأحمر اللبناني جورج كتانة نقل 44 جريحا الى المستشفيات في منطقة البقاع، مشيرا الى وجود العديد من الاصابات في بعض منازل المواطنين في البلدة.

طرابلس والرئيس

من جهة ثانية، قالت مصادر أمنية أمس الأول إن «قنبلة انفجرت في مدينة طرابلس اللبنانية أمس الأول مما أسفر عن مقتل شخص واحد وإصابة سبعة آخرين».

وفي وقت سابق، فتح مسلحون مجهولون النار على جنود في طرابلس عندما أزالوا حاجز طريق أُقيم احتجاجا على عمليات الجيش في عرسال.

ودعا رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أمس إلى جلسة تعقد عند الثانية عشرة من ظهر يوم الثلاثاء المقبل لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية. وبذلك تكون الجلسة المقبلة هي العاشرة لانتخاب رئيس الجمهورية، بعد أن عجز النواب عن إنجاز المهمّة خلال تسع جلسات، لم يؤمّن النصاب في ثمان منها.

(بيروت، اللبوة-

أ ف ب، رويترز، كونا)