سورية: حكومة المعارضة تعلن الشمال منطقة منكوبة

نشر في 16-12-2013 | 00:01
آخر تحديث 16-12-2013 | 00:01
No Image Caption
• عدرا تؤجل حسم معركة القلمون  • فابيوس يشكك في «جنيف2»  • الفيصل يهاجم واشنطن ولندن

بينما نقل مقاتلو المعارضة السورية معركة القلمون إلى طرف المدينة الجنوبي بهدف فتح ميدان اشتباك جديد لإفشال خطة النظام في استعادة بلدة يبرود آخر المعاقل في ريف دمشق الشمالي، نفّذ الطيران الحربي سلسلة غارات وحشية على مدينة حلب أدت إلى مقتل العشرات وإصابة العديد بحروح خطيرة.

في الوقت الذي أعلنت فيه حكومة المعارضة السورية المؤقتة مناطق الشمال السوري منكوبة بفعل العاصفة الثلجية التي أودت بحياة أكثر من 20 شخصاً، قتل 30 سورياً على الأقل بينهم ثمانية أطفال أمس في قصف للطيران الحربي والمروحي الحكومي على مناطق في مدينة حلب في شمال البلاد.

وأعلن أحمد طعمة، رئيس الحكومة المؤقتة التي شكلتها المعارضة مناطق الشمال السوري منكوبة بفعل العاصفة الثلجية التي تسببت في موت أكثر من عشرين سورياً.

وقال طعمة، في بيان أمس، إن مناطق الشمال وحماة ودير الزور ومخيمات النازحين كافة مناطق منكوبة بسبب الأحوال الجوية، وناشد جميع الهيئات والمؤسسات الدولية والدول العربية تقديم مساعدات عاجلة إلى المحتاجين.

وزادت موجة الثلوج والصقيع من معاناة نحو 2.3 مليون لاجئ سوري بدول الجوار. وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن ستة أطفال حديثي الولادة وسيدة مسنة توفوا في مخيمات النزوح واللجوء بسورية وتركيا، منهم أربعة أطفال توفوا بمخيم للنازحين في بلدة جرابلس قرب مدينة منبج بمحافظة حلب قرب الحدود مع تركيا. وتوفي طفلان آخران بمخيم «أورفة1» في تركيا جراء البرد واستمرار انقطاع الكهرباء، كما توفيت سيدة مسنة في مخيم الجولان في إدلب إثر انهيار خيام تحت الثلج.

ميدانياً، وأوضح المرصد السوري لحقوق الانسان، في بريد الكتروني، أن من بين القتلى «6 رجال وشاب و8 أطفال قضوا جراء قصف جوي على منطقة الارض الحمرا والحيدرية»، مشيراً إلى سقوط عدد غير محدد من الجرحى حال بعضهم «خطيرة».

وأشار مركز حلب الإعلامي الى استهداف الطيران المروحي عدداً من المناطق الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة في المدينة التي كانت تعد العاصمة الاقتصادية لسورية، مبيناً أن الطائرات المروحية ألقت براميل متفجرة على أحياء عدة، مما تسبب بدمار كبير.

وفي حلب أيضاً، ذكر المرصد السوري أن الهلال الاحمر أدخل أمس الأول طعاماً ومواد طبية الى السجن المركزي الذي يحاصره مقاتلو المعارضة منذ أبريل الماضي في محاولة لاقتحامه والسيطرة عليه، مشيراً إلى أن فريق الهلال الاحمر أخرج 15 سجيناً ممن شملهم قرار السلطات السورية قبل ايام الافراج عن أكثر من 360 سجيناً لأسباب «إنسانية»، من بين نحو ثلاثة آلاف.

معارك عدرا ويبرود

وفي ريف دمشق، أكد المرصد ارتفاع «عدد المدنيين من الطوائف العلوية والشيعية والدرزية الذين قضوا إثر هجوم لكتائب إسلامية مقاتلة صباح الأربعاء الفائت على مدينة عدرا العمالية إلى 28»، لافتاً إلى أن من بين الضحايا «طفلان على الأقل وأربع سيدات»، في المدينة، التي بدأت القوات النظامية حملة عسكرية منذ يوم الخميس لطرد مقاتلي المعارضة منها. وقال مصدر أمني سوري، لوكالة فرانس برس أمس، إن «العملية مستمرة والجيش يحقق نجاحات بتضييق الخناق على الإرهابيين (مقاتلي المعارضة) داخل مدينة عدرا».

وفي مواجهة محاولات القوات الحكومية للسيطرة التامة على منطقة القلمون بحشدها الكبير لاقتحام بلدة يبرود، وظّف مقاتلو المعارضة سيطرتهم على عدرا في فتح ميدان اشتباك جديد مع القوات النظامية ليتراجع مستوى القتال في الطرف الشمالي في القلمون، وتحديداً في جسر ريما على أطراف يبرود، بعد استعادة النظام مدينة النبك الأسبوع الماضي. واشار المرصد السوري الى استمرار الاشتباكات العنيفة بين القوات النظامية مدعمة بقوات جيش الدفاع الوطني من جهة ومقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة في عدرا من جهة أخرى، مشيرا إلى وقوع خسائر بشرية في صفوف الطرفين.

بدورها، ذكرت صحيفة «الوطن» الحكومية أمس أن «الجيش فرض طوقاً كاملاً على عدرا العمالية وبدأ عملية اقتحام عدد من مواقع تواجد المسلحين فيها، كما وسع حزام الأمان لطريق إمداد حلب عبر السلمية خناصر بتطهير 7 قرى جديدة جنوب الأخيرة في الريف الشرقي لحلب».

فابيوس والفيصل

سياسياً، أقر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، مساء أمس الأول على هامش مؤتمر منظمة «وورلد بوليسي كونفرنس» في موناكو، بأن المعارضة السورية المعتدلة التي تدعمها بلاده، تعاني «صعوبات جدية»، مبدياً «شكوكاً» في نجاح مؤتمر «جنيف-2» المقرر في 22 يناير.

وفي المنتدى نفسه، أكد مدير الاستخبارات السعودية السابق الأمير تركي الفيصل أن النزاع والمجازر في سورية «ستستمر» بسبب نقص الدعم الغربي لمسلحي المعارضة، منتقداً موقف واشنطن ولندن حيال مقاتلي الجيش السوري الحر. وقال الأمير تركي سفير بلاده السابق في الولايات المتحدة وبريطانيا إن «نظام الأسد يتسلم أسلحة ودبابات وصواريخ، بينما الطرف الآخر يتوسل بلا جدوى من أجل الحصول على اسلحة دفاعية».

وأضاف: «منذ بداية النزاع وظهور الجيش الحر كرد على هجمات نظام الاسد على شعبه، لم يلب البريطانيون والأميركيون النداء ولم يقدموا المساعدة الضرورية ليدافع هذا الجيش عن نفسه»، مشدداً على أن «الجيش السوري الحر ليس في الموقع الذي كان يجب ان يكون فيه اليوم بسبب نقص الدعم الدولي، واذا لم تتحقق اعادة لتوازن القوى على الأرض فلن تكون هناك بعد الآن فرص لوقف إطلاق النار».

(دمشق، أنقرة، موناكو-أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)

back to top