الأسد «يمنح نفسه» 88% من الأصوات وموسكو ترحب

نشر في 06-06-2014 | 00:01
آخر تحديث 06-06-2014 | 00:01
No Image Caption
• مقتل 10 ابتهاجاً بالنصر... والمعارضة تعلن استمرار «الثورة»
• بريطانيا تعتبر «التمديد» إهانة
بعد أقل من 24 ساعة على الانتخابات التي أُجريت في مناطق سيطرة النظام ولاقت امتعاضاً دولياً واسعاً، أعلن البرلمان السوري تمديد ولاية الرئيس بشار الأسد لفترة رئاسية جديدة بعد فوزه الساحق بنسبة تقارب 90% من الأصوات على منافسيه، في خطوة اعتبرتها المعارضة استمراراً للحرب ورآها الغرب إهانة للسوريين، بينما رحبت روسيا بنزاهتها.

كما كان متوقعاً، أعيد انتخاب الرئيس السوري بشار الأسد بغالبية ساحقة لولاية جديدة، في خطوة رأت فيها الصحف السورية أمس «انتصاراً» يمهد لإعادة إعمار البلاد المدمرة جراء النزاع المستمر منذ ثلاثة أعوام.

وأعلن رئيس مجلس الشعب محمد جهاد اللحام، في بيان مساء أمس الأول، حصول الأسد على «10 ملايين و319 ألفاً و723 صوتاً، أي نسبة 88.7 في المئة من عدد الأصوات الصحيحة».

وشارك في الانتخابات أكثر من 11 مليونا و600 ألف سوري من أصل نحو 15.8 مليوناً يحق لهم التصويت في سورية وخارجها بحسب اللحام، الذي أشار إلى أن المرشح حسان النوري حصل على نسبة 4.3 في المئة، وماهر حجار 3.2 في المئة، في حين بلغت نسبة الأوراق الملغاة 3.8 في المئة.

اليمين والبرنامج

وأفاد مصدر مقرب من النظام، وكالة فرانس برس أمس، بأن الأسد سيؤدي اليمين الدستورية أمام مجلس الشعب في 17 يوليو، على أن يلقي خطاباً يضمنه برنامجه للولاية التي تستمر سبع سنوات. وبحسب المصدر نفسه، ستقدم حكومة وائل الحلقي استقالتها لتعين حكومة جديدة بدلا منها.

وتصدرت صورة الأسد الصفحات الاولى لصحف دمشق أمس. تحت عنوان «... وانتصرت سورية»، قالت صحيفة «الوطن» المقربة من السلطات إن «الانتصار السياسي اليوم سيليه الانتصار العسكري لتعود سورية أقوى مما كانت ويعود كل السوريين إلى ديارهم ليشاركوا في بناء سورية الجديدة والمتجددة».

الإعمار الكبير

ورأت صحيفة «البعث»، الناطقة باسم الحزب الذي يحكم البلاد منذ عام 1963، إن أمام السوريين «عمل وطني عسكري وسياسي ومجتمعي وإعماري كبير، وسيقومون بانجازه غير مكترثين لقذائف الهاون وللتصريحات السياسية الحاقدة»، لداعمي المعارضة من الدول العربية والغربية.

وكتبت صحيفة «تشرين» الحكومية «اليوم نبدأ معا: الشعب والجيش والقيادة، رحلة سورية الجديدة التي تحتاج الى جهد كل فرد من أبنائها والمعركة القادمة معركة إعادة الاعمار والانتقال الى المستقبل».

القتل ابتهاجاً

وتلا إعلان النتائج إطلاق نار بشكل كثيف ابتهاجاً بانتصار الأسد أدى إلى مقتل عشرة أشخاص، بينهم سبعة في دمشق، إضافة إلى أكثر من 200 جريح، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، الذي اعتبر أمس أن ذلك «يدل على أن مؤيدي الأسد انتصروا ولا رغبة لهم في حل سياسي»، مشيرا الى أن العديد من الذين صوتوا قاموا بذلك «بدافع الخوف».

رد المعارضة

ومع إعادة انتخاب الأسد، أعاد ناشطون معارضون على مواقع التواصل الاجتماعي رفع شعار بداية الاحتجاجات «الشعب يريد إسقاط النظام»، في حين أعلن آخرون أن بقاء الأسد يعني استمرار الحرب التي أودت بأكثر من 162 ألف شخص وتهجير الملايين.

كما اعتبر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة انتخابات الأسد «غير شرعية»، مؤكداً استمرار «الثورة» ضده، وقال، في بيان، «يؤكد الائتلاف الوطني السوري أن هذه الانتخابات غير شرعية ولا تمثل الشعب السوري، كما يؤكد الائتلاف أن الشعب مستمر في ثورته حتى تحقيق أهدافها في الحرية والعدالة والديمقراطية».

الغرب والإهانة

وفي أول تعليق غربي بعد إعلان النتيجة، رأى وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أن إعادة انتخاب الأسد «إهانة للسوريين». وقال هيغ في بيان إن «الأسد فقد الشرعية قبل الانتخابات وبعدها»، منتقداً إجراء الانتخابات «وسط حرب أهلية ومنع الملايين من التصويت»، ومعتبراً أن ذلك «ليس سوى طريقة للحفاظ على النظام الديكتاتوري».

وفي حين دعا الاتحاد الأوروبي النظام لإجراء «مفاوضات سياسية حقيقية»، أصدر زعماء مجموعة الدول السبع بيانا عقب انتهاء محادثاتهم مساء أمس الأول وصفوا فيه الانتخابات السورية بأنها زائفة وطالبوا الأسد بالرحيل.

وجاء في مسودة بيان مجموعة السبع: «نندد بالانتخابات الزائفة ليس للأسد أي مستقبل في سورية وندين بقوة انتهاكات القانون الإنساني والقصف المدفعي العشوائي من قبل النظام».

إشادة روسية

في المقابل، أكدت روسيا أمس أن المراقبين يرون أن انتخابات الرئاسة السورية كانت حرة ونزيهة وشفافة وانتقدت رد فعل الدول الغربية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ألكسندر لوكاشفيتش «ترى موسكو الانتخابات كحدث مهم يحمي استمرار عمل مؤسسات الدولة في سورية»، مضيفاً أن «رد الفعل المسيس» لبعض الدول «يسبب خيبة أمل».

قتلى ومعارك

ميدانياً، أمطرت القوات النظامية أمس حلب بالبراميل المتفجرة، في حين اندلعت اشتباكات عنيفة في ريف دمشق. وقال مركز حلب الإعلامي إن القصف على حي قاضي عسكر أسفر عن 4 قتلى وعدد من الجرحى. وشهد محيط حي بستان القصر اشتباكات، بينما أعادت كتائب المعارضة سيطرتها على كتيبة للدفاع الجوي في ريف حلب.

وفي ريف دمشق، تجددت المعارك مع ساعات صباح أمس الأولى في بلدة المليحة، بينما استمرت قذائف الهاون بالتساقط على أحياء الزبلطاني وأبورمانة والقصاع في دمشق.

مساعدات إنسانية

على الصعيد الإنساني، حثت منسقة شؤون الإغاثة في الأمم المتحدة فاليري آموس الأسد، على «إعلاء مصلحة شعبه»، بعد أن تجاهلت الفئات المتحاربة مطالب مجلس الأمن بتيسير وصول المساعدات الإنسانية، في الصراع الدائر منذ 3 أعوام.

من جهته، دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى التوصل لحل سياسي للأزمة السورية، وأكد مساندة بلاده لانتقال سياسي شامل وعرض تعزيز المساعدات للاجئين السوريين.

(دمشق، لندن، بروكسل -

أ ف ب، رويترز، د ب أ، كونا)

back to top