واجه داء السرطان الذي كان يعانيه إلا أنه لم يستطع مواجهة يد الغدر التي قضت عليه داخل شقته في منطقة الدوار السابع في عمان، حيث عثرت الأجهزة الأمنية الأردنية على الإعلامي اللبناني مازن دياب مقتولاً عصر الجمعة الفائت، ولم يكد يمضي 24 ساعة، حتى ألقت القبض على مرتكبي الجريمة وهم أربعة أشخاص. أحدث الخبر ذهولاً في الوسط الفني وردود فعل مستنكرة وشاجبة من إعلاميين وفنانين.  

Ad

حول تفاصيل الواقعة وآخر تطوراتها، أفاد المركز الإعلامي في مديرية الأمن العام في الأردن عن القبض على أربعة أشخاص ارتكبوا جريمة قتل مازن دياب، وبالتوسع بالتحقيق معهم اعترفوا بارتكاب الجريمة، لوجود خلافات شخصية بين الضحية وأحد المقبوض عليهم الذي تعرّف إلى دياب عبر  برنامجه الإذاعي، من ثم نشبت بينهما خلافات، طلب على أثرها من ثلاثة من أصدقائه مساعدته في ارتكاب الجريمة التي نفذوها ظهر الجمعة بعدما دخلوا إلى منزل دياب وقيدوه وضربوه وقتلوه... وقد تم تحويل القضية إلى مدعي عام الجنايات الكبرى.

كانت التحقيقات الأولية أشارت إلى وفاة الإعلامي دياب خنقاً داخل شقته، في عمّان. وقد عثرت عليه الأجهزة الأمنية مقتولا بعد إبلاغها عن طريق أحد أصدقائه الذي كان على موعد لزيارته داخل شقته، وعندما لم يفتح الباب ولم يجب على اتصالاته المتكررة تم خلع الباب، وعثر عليه ميتاً. يرجح أنه قتل بعد عراك مع مشتبه بهم أقدموا على خنقه بواسطة حبل تبينت آثاره على عنقه.

أشار بعض المعلومات إلى تشكيل لجنة للكشف عن ملابسات الجريمة، وأن قتل دياب لم يكن بدافع السرقة إذ وجدت أجهزته الخلوية الثلاثة على طاولة المنزل كذلك جهاز الـ «لابتوب» الخاص به. وقد جرى التحفظ على محتويات منزل الضحية وإرسال الأجهزة الخلوية والـ «لابتوب» إلى المركز الجنائي.

كان المتحدث باسم الحكومة الأردنية وزير الدولة لشؤون الإعلام محمد المومني، ومدير إذاعة صوت الغد جيسي أبو فيصل، أكدا أن الجهات المعنية تعمل لكشف ملابسات مقتل دياب والقبض على الفاعلين بأسرع وقت.

أفاد بعض المصادر أن القاتل أو القتلة لم يقتحموا المنزل عنوة بدليل أن الباب لم يكن مكسوراً، ما يشير إلى أن مازن دياب فتح الباب بنفسه للقتلة، وبعد دخوله تمّ تقييده ثم قتله خنقاً.

أضافت هذه المصادر أن دياب رغم معاناته من مرض سرطان الرئة فهو شاب قوي وقادر على مقاومة اعتداء شخص واحد عليه، ويرجح أن يكون للقاتل شريك، وإلا من الصعب أن يقيّده شخص واحد ثم خنقه بمفرده بالحبل. كانت عائلته نفت المعلومات التي أوردها بعض وسائل الإعلام عن تعرضه لتهديدات في الفترة الأخيرة.

شجب وتنديد

عبّر الممثل يوسف الخال عن حزنه الشديد لفقدان من وصفه بالصديق قائلا: {أقوى من السرطان وأقوى من الدياب... مازن دياب... يرحمك الله ولا يرحمهم}.

تحدثت الإعلامية كارولينا دي أوليفيرا عن شجاعة دياب ومهنيته وقوته في مواجهة داء السرطان الذي كان يعانيه وقالت: {ليرحم الله الإعلامي مازن دياب... هزم السرطان وكان شجاعاً ولكنّ يد الغدر طاولته فرحل}.

كذلك عبرت نيكول سابا عن ذهولها وعدم تصديقها بأن دياب فارق الحياة، فهي كانت على علاقة صداقة وطيدة معه وقالت: {ما بصدّق انو الصديق والأخ مازن دياب توفّي!! شو عم بصير بهالدني؟؟! الله يرحمك ويرحمنا}.

أما الملحن هشام بولس فطالب السلطات الأردنية بضرورة كشف هوية القاتل متحدثاً عن حسنات دياب وشخصيته الطيبة، فيما قالت كارمن سليمان: {مازن دياب الإعلامي الأكثر من رائع رحمه الله، اللهم اغفر له في الدنيا وفي الآخرة. سأفتقدك}.

عبّرت شذى حسّون عن حزنها الشديد على رحيل من وصفته بالإعلامي الصديق قائلة: {استيقظت على خبر مقتل الإعلامي الصديق مازن دياب في شقته، ولم أصدق في البداية، خبر محزن ومؤسف ليرحمه الله ويحسن إليه إنا لله وإنا اليه راجعون}.

 الممثلة شكران  مرتجى قالت: {مازن دياب أيها اﻹنسان الجميل... شفيت من مرض خبيث وقتلت بيد خبيثة، حسبي الله ونعم الوكيل ليرحم الله أهلك ومحبيك}.

بدوره عبّر الدكتور والصحافي جمال فياض عن حزنه وقال: {مازن رحمك الله، تركت عطراً من الطيب والطيبة... لن ننساك زميلاً وصديقاً ودوداً عذب اللسان». كذلك قالت الإعلامية رانيا سلوان: «في المرة الأخيرة التي التقيت فيها مازن أعربت عن حزني لأنه مريض بالسرطان... فأجابني: صديقتي سأقتله قبل ما يقتلني... لم يكن يدرك أن إنساناً وليس مرضاً سيسرق حياته منه».

 جوائز وتكريمات

 

 تخرّج مازن دياب في برنامج ستديو الفن (2002) عن فئة تقديم البرامج، وتابع دراسته الجامعية، وحاز دبلوم دراسات عليا في كلية الحقوق في جامعة بيروت العربية. من ثم انضم إلى أسرة {صوت الغد} الأردن ليقدم {وإنت مروّح}، بعدما  عمل مقدما في برامج ومسابقات عالمية في لبنان قبل انتقاله إلى الأردن.

بعد عامه الأول في برنامج {وانت مروح} حاز دياب على تصنيف أفضل برنامج إذاعي أردني (2007)، في استفناء لأهل الصحافة والإعلام والفنانين الأردنيين، كذلك نال  جائزة أفضل برنامج إذاعي شبابي، وجائزة أفضل محاور في برنامج إذاعي، وعدة تكريمات عربية ومحلية، بالإضافة إلى جائزة أفضل إذاعي لبناني مغترب حسب مجلة Private.

نال دياب جائزة أفضل إعلامي شبابي في الأردن لثلاثة أعوام متتالية، (2007، 2008، 2009)، جائزة {مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون} (2009)، أفضل إعلامي عربي في لبنان (2010).

حاز تكريمات وشهادات شكر وتقدير من الأميرات: سناء عاصم، دينا مرعد، غيداء طلال، بسمة، والأمير فيصل بن الحسين، والأمير رعد بن زيد.

ونال لقب أفضل إعلامي عربياً حسب استفتاء مجلة {الجرس} اللبنانية، تلفزيون {الجرس}، تلفزيون {هي}، وموقع {خبر عاجل}، وموقع {جبال عمان}، و}بلاتينيوم أوورد}، وحاز المركز الثالث عربياً حسب استفتاء مجلة {سيدتي} وغيرها من جوائز.