أعلن كلٌّ من رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، وزعيم «التيار الوطني الحر» رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون، نفسَه مرشحاً لرئاسة الجمهورية اللبنانية.

Ad

ويجري الزعيمان المتنافسان منذ أيام مقابلات تلفزيونية وصحافية «انتخابية». ويبدو من هذه المقابلات أن جعجع الذي رفض المشاركة في الحكومة الائتلافية برئاسة تمام سلام بات يطرح نفسه مرشحا للتغيير أو مرشحا ثوريا، في حين يركز عون على تقديم نفسه مرشحا وسطيا.  

في هذا السياق، أكد جعجع في مقابلة صحافية نشرت أمس أنه مرشح جدي لرئاسة الجمهورية، مضيفاً أن «الأمور باتت بحاجة إلى إنقاذ وتغيير جذري»، مشدداً على أنه «يجب أن نحدث تغييراً جذرياً في كيفية معالجة المشاكل في البلاد، وأنا أريد أن أكمل بشكل أوضح ما بدأ به رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في آخر سبعة أشهر من حكمه».

جعجع: قادرون على إنقاذ كل شيء

وشدد على أن ترشحه لا علاقة له بترشح عون بل «مرتبط ببرنامج عمل إيجابي وفعلي لمحاولة إخراج الوضع مما هو عليه». ورأى: «اننا قادرون على إنقاذ كل شيء»، معتبراً أنه «منذ 20 سنة إلى اليوم تم ضرب صورة الدولة أمام الناس»، وأشار الى أنه «بمجرد قرار سياسي من قبل الحكومة نفذت الخطة الأمنية في طرابلس، هذا يؤكد أن الأمور احتاجت إلى قرار سياسي واحد»، لافتاً الى أن «الأمر نفسه يمكن أن نطبقه على السلاح الفلسطيني خارج المخيمات في لبنان».

وطمأن جعجع حزب الله الى برنامجه للرئاسة، معتبراً أن «البيئة الحاضنة لحزب الله ستستفيد من هذا البرنامج قبل أي مجموعة أخرى، لأنها في النهاية هي التي تعاني الوضع القائم، سواء على المستوى الاجتماعي والاقتصادي أم على المستوى الأمني».

وعن برنامجه الانتخابي، أوضح جعجع أنه «سيكون هناك دولة فعلية. على سبيل المثال، لنفترض أنني رئيس للجمهورية، وحصلت عملية خطف في لبنان، عندها أوقف الجمهورية اللبنانية كلها لملاحقة الخاطفين. حين يتوقف المسؤولون في الدولة عند أكبر وأصغر الأحداث، برأيي، لن يتجرأ بعدها أحد على الإخلال بالأمن أو الشروع بارتكابات، بحوادث»، مشددا على ان «هناك قوانين يجب أن تُنفذ، وبرأيي القوة الشرعية لاتزال الأقوى في لبنان وخارجه، إلا إذا كان هناك أحد لا يجيد استخدام القوة الشرعية. قوة الشرعية بحد ذاتها هي الأقوى. قوة عسكري لبناني واحد على الحدود، توازي قوة حزب الله كلها على الحدود، بما يمثله».

عون: نتعاون مع إيران والسعودية

في المقابل، اعتبر عون في مقابله تلفزيونية بثت مساء أمس الأول أن علاقته مع الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله «جيدة» ومع رئيس زعيم تيار «المستقبل» رئيس الحكومة سعد الحريري «جيدة»، في حين يشير المراقبون الى إعادة تموضع لعون في الوسط. وفي السياق نفسه، أكد عون أنه يريد «صداقة مع كل الدول العربية وأي خلاف معهم يحدث إرباكا»، مشيرا الى «اننا نطلب دائماً الصداقة مع الآخرين ولكن هذه الصداقة لا يجب أن تلغينا ولا خصوم لدينا إلا من يهددنا»، موضحاً «اننا نتعاون مع إيران والسعودية ضمن المقبول بالسيادة والاستقلال».

وعن انتخابات الرئاسة، قال عون: «إذا تبين أن هناك ظروفا مؤاتية لترشيحي فأنا مرشح ومرشح قوي»، مشيرا الى انه «إذا الظروف لن تساعد فلن انتحر إذا لم اصبح رئيسا، ويمكن ألا اترشح والقرار لم يحسم بعد والناس يظنون أني ازحف للرئاسة وهذا غير صحيح».

واعتبر أنه «إذا لم يكن الرئيس مستقلا فلا يستطيع تحقيق أي شيء»، مضيفا أن «أول قرار سأتخذه إذا أصبحت رئيسا سيكون قرارا أمنيا، بخاصة على الحدود مع سورية بالإضافة إلى الأمن الداخلي، وهناك مليون و300 ألف نارح سوري لا نعرف هويتهم السياسية». وقال عون: «لا استطيع أن اكون رئيساً بدون الطوائف الأخرى»، موضحاً: «لن أكون مرشحاً بوجه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، ولننزل إلى مجلس النواب ويتم التصويت في المجلس».